[أم سارة]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدًا لله على سلامتك شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم " أبو يعقوب " تقبل الله منك وأثابك خيرًا وزادك علمًا
شيخي الفاضل
ما رأيك فيمن يدعي أن اللحية وتقصير الثوب قشور وهما أتفه شيء في الإسلام ويتكلم على كل ملتحي ويسب اللحى بكلام سيء وينجسها ويقول أنه في وقتنا لا داعي لها ويبغض كل ملتحي ويسبه ويقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم باللحى لمخالفة اليهود ولا يقتنع أن المخالفة كانت بخضاب اللحى وحف الشارب وليس بإطلاقها ويقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان له جدلة ( ضفيرة ) في شعره ولما رأى اليهود يعملون ضفائر قص شعره كله ؟
وجزاكم الله خير الجزاء ورزقكم الفردوس الأعلى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وسلّمك الله .

هذا أقل أحواله النفاق ، وإلاّ فإن ظاهر قوله الكُفر !
واللحية مما أمَر به النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجب إعفاؤها عند جماهير أهل العلم .
وقد عدّ العلماء مِن نواقض الإسلام : بُغْض شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عَمِل بِه مع كراهيته له ، لقوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) .

وليس في الإسلام لُب وقشور .
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عن هذا التقسيم : هذا التفريق ليس له أصل لا عن الصحابة - رضي الله عنهم - ولا عن التابعين لهم بإحسان ، ولا أئمة الإسلام ، وإنما هو مأخوذ من المعتزلة ، وأُمثالهم من أهل البدع ، وعنهم تلقاه بعض الفقهاء . اهـ .

ولا يوجد في الإسلام شيء تافه .
وإنما التافه عقل أمثال ذلك المعتوه !

سئل مالك عن مسألة ، فقال : لا أدري . فقال له السائل : إنها مسألة خفيفة سهلة ، وإنما أردتُ أن أُعْلِم بها الأمير ، وكان السائل ذا قَدْر ، فغضب مالك ، وقال : مسألة خفيفة سهلة ؟! ليس في العِلْم شيء خفيف ، أما سمعت قول الله تعالى : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) ، فالْعِلْم كله ثَقيل ، وبخاصة ما يُسأل عنه يوم القيامة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد