هل صحيح أن تعرّى المرأة دليل غضب الله عليها ؟
السلام عليكم
يا شيخ ما صحة هذا الكلام ؟
(أن من تتعرى من النساء وتتكشف - والعياذ بالله - تعريها هذا دليل على غضب الله سبحانه وتعالى عليها)
وجزاكم الله كل خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
معناه صحيح ؛ لأن المرأة التي تَتَعَرَّى قد ارتكبت معصية بل معاصي بعضها فوق بعض ، مِن تَعَـرٍّ وفِتنة لِنفسها ولِغيرها واتِّبَاع لِخُطوات الشيطان .
وقد حذّر الله تبارك وتعالى مِن التعرّي ، وبيَّن أنه مِن أساليب الشيطان ، فقال عزَّ وجَلّ : (يَا بَنِي آَدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا) .
وإذا رأيت المرأة تتساهل باللباس والستر والحِشمة ؛ فاعلم أنه أُريد بها شرّ ؛ لأن الحياء لا يأتي إلا بخير . كما أخبر الصادق المصدوق ﷺ .
والتعرّي والتبرّج نِفاق ، وهو لا يَكون إلاّ ممن غضب الله عليها .
قال عليه الصلاة والسلام : خيرُ نِسائكمُ الودودُ الولودُ ، المواتيةُ المواسيةُ إذا اتَّقَينَ الله ، وشَرُّ نِسَائِكُمُ المتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاتُ ، وهُنَّ المنافِقَاتُ . لا يَدخلُ الجنةَ مِنْهُنّ إلا مثلُ الغُرَابِ الأعْصَم . رواه البيهقي ، وصححه الألباني .
وفي الحديث : سيكون في آخر أمتي رجال يَرْكَبون على السُّروج كأشْبَاه الرحال يَنْزِلُون على أبواب المسجد . نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف الْعَنُوهنّ فإنهن مَلْعُونات . رواه أحمد والحاكم وصححه ، وحسّنه الألباني .
كما أنّ مَن الْخُذلان أن يُخلَّى بين الإنسان وبين المعاصي ، فلا يُمْنَع منها ولا يُحْجَز عنها .
قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ : قِلَّةُ التَّوْفِيقِ وَفَسَادُ الرَّأْيِ وَطَلَبُ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ ؛ مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ.
وقَالَ أَبو عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: ثَلاثَةٌ مِنَ عَلامَاتِ الْخِذْلانِ : الْوُقُوعُ فِي الذَّنْبِ مَعَ الْهَرَبِ مِنْهُ ، وَالامْتِنَاعُ مِنَ الْخَيْرِ مَعَ الاسْتِعْدَادِ لَهُ ، وَانْغِلاقُ بَابِ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ .
وقال ابنُ القيم : [ الله] يُؤَدِّبُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُحِبُّهُ - وَهُوَ كَرِيمٌ عِنْدَهُ - بِأَدْنَى زَلَّةٍ وَهَفْوَةٍ، فَلا يَزَالُ مُسْتَيْقِظًا حَذِرًا، مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِه وَهَانَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعَاصِيهِ ، وَكُلَّمَا أَحْدَثَ ذَنْبًا أَحْدَثَ لَهُ نِعْمَةً، وَالْمَغْرُورُ يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ ، وَلا يَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ عَيْنُ الإِهَانَةِ ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ وَالْعُقُوبَةَ الَّتِي لا عَاقِبَةَ مَعَهَا، كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَنْهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا ، فَيَرِدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِذُنُوبِهِ . اهـ .
وسبق :
كلمة أو توجيه للمرأة في بلاد المسلمين وبلاد الحرمين خاصة حيال ما يُراد بها مِن فساد
لقاء منتدى " لكِ " حول التبرج وفتن الأسواق
ما صِحّة مقولة (مرض السرطان يصيب المتبرّجات) ؟
والله تعالى أعلم .