العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي قوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
قديم بتاريخ : 19-03-2010 الساعة : 03:39 PM

قوله تعالى : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) دائماً نستخدمها وخاصة أيام الدراسة في الحث على العمل ووجوبه وما إلى ذلك ، ولكن تفاجأت البارحة عند قرائتي لتفسيرها الصحيح في كتاب ابن سعدي رحمه الله أن المقصود بها هم المنافقون , أي اعملوا أيها المنافقين سرا وأخفوا فسيفضح الله عملكم .

فما حُكم الاستدلال بها ؟




الجواب

في سورة التوبة آيتان حول هذا المعنى :


الأولى :

(َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)



والثانية :

( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )



وبين الآيتين فَـرْق



وذلك أن الآية الأولى في المنافقين ، إذ جاء قبلها : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ )



والآية الثانية في المؤمنين ، فقد جاء قبلها : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)



فالأولى في المنافقين ، والثانية في المؤمنين ، ولذا يجوز الاستشهاد بها على عمل الناس .



قال الخطيب الإسكافي في " درّة التّـنْزِيل وغرّة التأويل " :



للسائل أن يَسأل عن شيئين :

أحدهما : ذِكره المؤمنين في الآية الأخرى ، وتَرْكه في الأولى ؟

والسؤال الثاني : قوله في الآية الأولى : (ثُمَّ تُرَدُّونَ ) وفي الآية الثانية : (وَسَتُرَدُّونَ) ، وهل لاختلافهما معنى يُوجِبه ويُخصِّصه بالمكان الذي يختص به ؟



الجواب عن الأول : أن يُقال : إن المخاطَبين في الآية الأولى هم المنافقون ، والمخاطَبون في الثانية هم المؤمنون ، لأنه قال في الأولى : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ) ، والثانية : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) ثم قال : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) وإذا اختَلَف المخاطَبون بما بيّنا في الآيتين كان قوله : (َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) بعد قوله : (قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ) معناه أن الله قد أخبرنا بأخباركم التي تُخفونها في أنفسكم وتُجاهِرون بها مَن كان مِن المنافقين مثلكم ، والله يَرى ما سيكون منكم بعد ، ويَرى رسوله بإطْلاع الله له عليه ، وأعمالهم التي لأجلها يُحكم عليها بالنفاق يَراها الله تعالى ويَطّلع عليها رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما كل مؤمن يعلمها ، فلذلك لم يَقُل في هذا المكان : (وَالْمُؤْمِنُونَ) بعد قوله : (َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) .

وأما الآية الثانية فإنها فيمن أمر الله تعالى نبيّـه صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي أوجب عليهم الصدقات بأن يقول لهم : اعملوا ما أمركم الله به من الطاعات كالصلوات والصدقات ، فإن الله ورسوله والمؤمنين يَرون ذلك ، وهذه الأعمال مما تُرى بالعين خلاف أعمال المنافقين التي تقتضي لهم النفاق لإضمارهم ، وهو مما لا يُرى بالعين ، وإنما يَعلمه عالِم الغيب ، فلذلك لم يُذكر المؤمنون في الأولى ، وذُكِروا في الثانية .



الجواب عن المسألة الثانية :

إن معنى قوله للمنافقين : (لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) أي : سيَعلم الله حقيقة عملكم ، وأنه من غير صحة اعتقاد منكم ، وأن اعتذاركم قول بلسانكم لا يُطابِقه منطوى ضميركم ، وهذا ظاهر بكون الجزاء عليه خلافه ، ففصَل بينه وبين ردّهم إلى الله تعالى للجزاء عليه بقوله : (ثُمَّ تُرَدُّونَ) أي : عَملكم يَعلم الله مِن باطِنه خلاف ظاهره ، وقد أُمِرنا بالرضاء به ، وحَقْن دمائكم له ، ثم إن الْحُكم إذا رُددتم إلى الله تعالى في الآخرة بخلافه ، فلِبُعد ما بين الظاهر من عملهم وما يُجازون به دَخَلتْ " ثم " ، وليست كذلك الآية الأخيرة ؛ لأن ما قبلها بعثا على عمل الخير ، لقوله : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) وهذا وعْد ، والأول وَعيد ، وبعده (وَسَتُرَدُّونَ ) لأنه وَعْد مما يُشاكِل أفعالهم ، ويُطابِق أعمالهم من حُسن الثواب وجميل الجزاء ، ولم يَبْعُد عنها كَبُعْد جزاء المنافقين عما هو ظاهر من أعمالهم التي يُراؤون بها ، ويَعلم الله تعالى خلافها منهم ، فَجَرى الكلام على نسق واحد ، فقال : فَسَيَرى الله عملكم وستُردّون ، ولم يُدخِل " ثم " التي هي للتراخي والتباعد ، فاختصاص كل موضع بما اختصّ به من اللفظ لما ذَكَرْنا . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معنى قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنس} إلى قوله: {والصبح إذا تنفس}؟ طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 24-02-2016 11:23 PM
بيان قوله تعالى: {واتركِ البحرً رَهْواً} طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 18-02-2016 07:23 PM
مِن المُخاطَب في قوله تعالى { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ } ؟ راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 25-02-2015 11:29 PM
معنى قوله تعالى ( فِي سِتَّةِ أَيَّام ) عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 26-02-2010 08:40 PM
سبب نزول قوله تعالى (ما ودعك ربك و ما قلى) نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 10-02-2010 05:13 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى