السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ما حكم قول المرأة لِرَجل تُحبه : " يا إله حبي " ؟ وهل في هذا محظور شرعي ؟
جزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
لا يجوز قول ذلك ؛ لأن الإله هو المعبود .
قال الراغب الأصفهاني : و" إله " جَعلوه اسْمًا لِكُلّ مَعبود لهم .
وأَلَهَ فلان يَأْلُهُ الآلهة : عَبَد ، وقيل: تَأَلَّهَ .
فالإلَه على هذا هو المعبود . اهـ .
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : إذا قيل لك : مَن رَبّك ؟ فقل : ربي الله الذي ربّاني ورَبَّى جميع العالمين بِنِعَمِه ، وهو مَعبودي ليس لي مَعبود سِواه . والدليل قوله تعالى : (الحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن) . اهـ .
ويُضاف إلى ذلك : أن مِن أنواع الشِّرْك : شِرْك الْمَحبّة .
ودليله قول الله تبارك وتعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) .
قال ابن كثير : يَذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لَهم في الدار الآخرة ، حيث جَعلوا له أندادا ، أي : أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويُحبونهم كَحُبّه . وهو الله لا إله إلاّ هو ، ولا ضدّ له ولا نِدّ له ، ولا شَريك معه . اهـ .
وكُلّ مَن تعلّق بشيء سِوى الله ، وبِغير ما يُقرّب إلى الله ؛ عُذِّب به .
قال ابن القيم : ومِن أعظم أسباب ضيق الصدر : الإعراض عن الله تعالى ، وتعلّق القلب بِغيره ، والغفلة عن ذِكره ، ومَحبة سِواه ، فإن مَن أحب شيئا غير الله عُذِّب به ، وسُجن قَلبه في مَحبة ذلك الغير ، فما في الأرض أشقى منه ، ولا أكسَف بالاً ، ولا أنكد عَيشا ، ولا أتعب قَلبا .
فَهُما مَحَبَّتَان : محبة هي جنة الدنيا ، وسرور النفس، ولذة القلب ، ونعيم الروح وغذاؤها ودواؤها ، بل حياتها وقُرّة عينها ؛ وهي محبة الله وحده بِكُل القلب ، وانجذاب قُوى الميل والإرادة ، والمحبة كلها إليه .
ومَحبة هي عذاب الروح ، وغمّ النَّفْس ، وسِجن القلب ، وضِيق الصدر ، وهي سبب الألم والنكد والعناء ، وهي مَحبة ما سِواه سبحانه . اهـ .
وسبق الجواب عن :
هل يجوز قول الشاعر (وأنتِ إن متُّ يا معبودتي السبب) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11812
والله تعالى أعلم .