[عبد الرحمن السحيم]

كيف تدافع عن والديها عندما يضايقوهما إخوانها وأخواتها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفع بكم
إحدى الأخوات ، تسأل :
كيف أرد على أخي أو أختي وهم يضايقون أمي أو أبي ؟
خاصة وأنني أصغرهم بالبيت ، أي هل أقدّم الدفاع عن والدَي على احترام إخوتي وأخواتي ؟
لأنني عندما أرد عليهم بهدوء وباحترام ودون رفع الصوت لا يفيد ..!
وجزاكم الله كل خير

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كان الوالدان في صِحّة وقوّة ؛ فيُتْرَك الأمر لَهُما ، فهُما أقدر على التأديب والتربية .
وإذا كانا كَبِيرَيْن ، ولا يستطيعا الدفاع عن أنفسهما ، فيُدافَع عنهما بالتي هي أحسن ؛ لأنه أدْعَى للقبول ، فيُقال : للأخ أو للأخت : هذا أبوك .. هذه أمّك .. هؤلاء باب الجنة .. والبِرّ لا يَبْلَى ، والدَّيْن مَرْدُود عليك ، ونحو هذا .

ثم يُختَار الوقت المناسب لتذكيرهم بِحَقّ الوالدين ، وأن الله حَرَّم أقلّ الأذى ؛ فَحَرّم الله قول أقَلّ التضجّر ، وهو كلمة " أُفّ " .
قال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) .
وأن العاقّ غير مُوفّق ، وأن أسرع الأشياء رَدًّا على صاحبها : عقوق الوالدين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما مِن ذَنْب أجْدر أن يُعَجِّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يُدَّخَر له في الآخرة مِن البَغي وقَطيعة الرَّحم . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية لأحمد : ذَنْبَانِ مُعَجَّلان لا يُؤَخَّرَان : الْبَغْي ، وَقَطِيعَة الرَّحِم .

وأعظم ما تكون الإساءة وقطيعة الرَّحم : إذا كانت في حقّ أعظم الناس حَقًّا عليك ، وَهُمَا : والِدَاك .

وسبق :
لماذا أدخل أصبعه في جحر العقرب ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6343

التلازم بين الكُفر والإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6309

إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغْتَنِمْها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2052

والله تعالى أعلم .