العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي إرشـاد الطـهــارة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الطـهــارة
افتراضي ما حكم الشرع من استعمال ( البول) كدواء ؟؟
قديم بتاريخ : 22-03-2010 الساعة : 01:48 PM

ما حكم الشرع من استعمال ( البول) كدواء ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاكم الله عنا خير جزاء في الدنيا والآخرة.. هذا سؤال طرح في منتدى الخيمة نرجو من حضرتكم الإجابة عليه إذا أمكن وبارك الله فيكم..
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين و على آله وصحبه أجمعين إلى و حتى يوم الدين
شيخنا الفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و جزاك الله خير على هذا الحوار الشيق والممتع و المفيد أطال الله في عمرك و دمت منارة ساطعة تنير لنا طريق ديننا الحنيف في خضم هذا العالم المظلم و أثاب الله أصحاب هذا المنتدى القيّم على استضافتهم لكم و السماح لمتصفحي هذا المنتدى بالتحاور مع فضيلتكم.
شيخنا الفاضل إن سرّ ديننا الحنيف هو المحافظة على الكائن البشري في دنياه و في آخرته ، فهو يحث المسلم على المحافظة على جسمه و روحه و عقله، فقد أوجب المحافظة على الصحة و هذا يبدو واضحا و جليا في أقوال الحبيب المصطفى ، صلى الله عليه و سلم :
تداووا يا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ، إلا داء واحدا ، الهرم

فقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء بموافقة الدواء للداء ، فلكل دواء مقدار معين يعمل به ، وينبغي ألا يزيد ولا ينقص ، فتشخيص المرض و وصف الدواء هو من شأن أهل الاختصاص
شيخنا الفاضل مؤخرا كثر الحديث عن أبوال الإبل قصد المداوات، و هو شيء في واقع الأمر يحيرني لسببين أراهما مهمين :

1- من الناحية الدينية أعرف أن البول هو من النجاسة فهو لو مسّ الثوب ينقض الوضوء ويستوجب تطهيره ، فما هو حكم الشرع لو استعمل للمداواة ؟
2- من الناحية العلمية معروف أن البول هو إفرازات للفضلات الضارة للجسم ، وبالتالي لا يجوز إرجاعه لأي جسم .

فالعلي القدير وهبنا ما لا يُعد و لا يحصى من وسائل علاجية طبيعية ناجعة بأتم معاني الكلمة لو تعاملنا معها بطرق علمية حديثة و بالتالي لست ادري لماذا ضاق الحال و اتجهنا إلى أبوال الإبل؟

شيخنا الفاضل أشكرك جزيل الشكر ، راجيا الواسع العليم أن يوفقنا و إياكم إلى كل ما فيه خير لديننا و دنيانا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وأحسن إليك

أولاً : جاء الحثّ على التداوي ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : تداووا فإن الله عز وجل لم يَضَع داء إلا وَضَع له دواء غير داء واحد : الْهَرَم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .

وفي رواية لأحمد : تداووا عباد الله ، فإن الله عز وجل لم يُنْزِل داء ألا أنزل معه شفاء إلا الموت والهرم .

وفي رواية لأحمد أيضا : فإن الله لم يُنْزِل داء ألا أنزل له شفاء ، عَلِمَه مَن عَلِمَه ، وجَهِلَه مَن جَهِلَه

وأصل الحديث عند البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : ما أنزل الله داء إلا أنْزَل له شِفاء .

وفي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء بَرأ بإذن الله عز وجل .

وجاء في ذِكْر الحبة السوداء : شِفاء مِن كل داء إلا السام . قال ابن شهاب : والسَّام الموت . والحبة السوداء الشونيز . رواه البخاري ومسلم .

ثانيًا : لَم يَجْعل الله شفاء هذه الأمة فيما حرّم عليها .

ولذا قال عليه الصلاة والسلام عن التداوي بالخمر : إنه ليس بدواء ولكنه داء . رواه مسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام : إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حَرّم عليها . رواه أبو داود .

قال ابن حجر : والنجس حرام فلا يُتَدَاوى به ؛ لأنه غير شفاء . اهـ .

فلا يَجوز التداوي بما هو نجِس مثل : بول الآدمي وشُرْب دَمِـه .

ثالثا : أبوال الإبل ليستْ نجِسَة على الصحيح ، وهو قول الإمام مالك والإمام أحمد والإمام البخاري ، وطائفة من السلف ، ووافقهم من الشافعية ابن خزيمة وابن المنذر وابن حبان والاصطخرى والروياني ، ومن الحنفية محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة .

ودليل طهارة أبوال الإبل ما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن نَفَرًا من عُكل قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها ؟ فقالوا : بلى ، فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا مِن أبوالها وألبانها فَصَحّوا .. الحديث .

وفي رواية للبخاري : فاشْرَبُوا من ألبانها وأبوالها ، فَخَرَجُوا فيها فَشَرِبُوا مِن أبوالها وألبانها واسْتَصَحّوا .

وفي رواية للبخاري : فأمَرَهُم أن يأتوا إبِل الصَّدَقَة فَيَشْرَبُوا مِن أبوالها وألبانها ، فَفَعَلُوا فَصَحُّوا .

ولو كانت أبوال الإبل نجِسَة لما أمرَهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يَشْرَبُوا منها .

قال ابن القيم : وفي القصة دليل على التداوي والتطبّب ، وعلى طهارة بَول مأكول اللحم ، فإن التداوي بالمحرمات غير جائز ، ولم يُؤمَرُوا مع قُرب عَهدهم بالإسلام بِغَسْل أفواههم وما أصابته ثيابهم من أبوالها للصلاة ، وتأخير البيان لا يجوز عن وقت الحاجة . اهـ .

وقد ذَكَر ابن القيم رحمه الله أن أبوال الإبل تنفع لِعلاج الاستسقاء .

قال ابن القيم : ولما كانت الأدوية المحتاج إليها في علاجِه [ يعني : الاستسقاء] هي الأدوية الجالبة التي فيها إطلاقٌ مُعتدل وإدْرَار بحسب الحاجة ، وهذه الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها أمَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم بِشُرْبِها ، فإن في لبن اللِّقَاح جَلاء وتَليينا وإدرارا وتلطيفا ، وتفتيحا للسَّدد إذ كان أكثر رعيها الشيخ والقيصوم والبابونج والأقحوان والإذخر وغير ذلك من الأدوية النافعة للاستسقاء . وهذا المرض لا يكون إلا مع آفة في الكَبد خاصة ، أو مع مُشاركة ، وأكثرها عن السَّدد فيها ، ولبن اللِّقَاح العربية نافع من السّدد لما فيه من التفتيح والمنافع المذكورة .

ونَقَل عن صاحب القانون قوله : وأنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو النجيب . اهـ .

إلا أن أهل الاختصاص لا يَنْصَحُون بِشُرِب أبوال الإبل مُفْرَدَة ، بل لا بُدّ أن تُخلَط مع ألبانِها .

وقولك - حفظك الله - (من الناحية الدينية أعرف أن البول هو من النجاسة فهو لو مسّ الثوب ينقض الوضوء ويستوجب تطهيره ، فما هو حكم الشرع لو استعمل للمداواة ؟)

هذا غير صحيح !

فالنجاسة لا تنقض الوضوء .

ومسّ النجاسة ليس من نواقض الوضوء

والراجح أن بول ما يُؤكَل لحمه طاهر

ويجوز استعمال أبوال الإبل في الدواء إذا خُلِطَتْ بألبانها .

وهنا :
ما صحة أحاديث وموضوع فوائد حليب وأبوال الإبل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1327


والله تعالى أعلم .

وللفائدة :
ما حكم قول : ما حكم الشرع .. أو : ما حكم الدِّين .. ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5131



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حكم قول : ما حكم الشرع .. أو : ما حكم الدِّين .. ؟ رولينا قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 28-02-2010 06:30 PM
اعاني من كثرة التبول وعندما ينقطع البول احس بوجود القليل من البول عبق إرشـاد الطـهــارة 0 27-02-2010 05:44 PM
قول : ما حكم الشرع .. أو : ما حكم الدِّين محب السلف قسـم المحرمـات والمنهيات 0 17-02-2010 01:39 PM
ما حكم الشرع في التمويل العقاري؟ راجية العفو إرشـاد المعامـلات 0 15-02-2010 02:03 PM
ما هي ضوابط الاختلاط فى الشرع؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 10-02-2010 02:06 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى