قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جُهّالا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم ؛ فضلوا وأضلوا . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى : فتدبّر هذا الحديث ؛ فإنه يدل على أنه لا يُؤتَى الناس قط مِن قِبَل علمائهم ، وإنما يُؤتون مِن قِبل أنه إذا مات علماؤهم ؛ أفْتَى مَن لَيس بِعالِم ، فيُؤتَى الناس مِن قِبَله .
وقد صَرّف عمر رضي الله عنه هذا المعنى تصريفا ، فقال : ما خان أمين قط ، ولكنه اؤتمن غير أمين فَخَان !
ونحن نقول : ما ابتدع عالِم قط ، ولكنه استُفتي مَن ليس بعالِم ؛ فضل وأضل .
وكذلك فعل ربيعة ، قال مالك : بَكَى ربيعة يوما بكاء شديدا ، فقيل له : أمُصِيبة نَزَلَت بك ؟ فقال : لا ، ولكنه استُفتِي مَن لا عِلم عنده !