[محب السلف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل أتمنى مساعدتي لحل هذه المشكلة التي نغصت عليا حياتي أنا وإخوتي وهي كالتالي :
منذ حوالي أربعة سنوات ماضية كانت جدتي أم والدتي مريضة وهي تسكن في مدينة بعيدة عن المدينة التي تسكن فيها والدتي لذلك اضطرت والدتي أن تذهب للمدينة التي تسكن فيها جدتي للاهتمام بها ورعيتها صحيا وذلك بعد أن استأذنت من والدي ووافق والدي على ذهابها للاهتمام ورعاية والدتها ، المهم عندما ذهبت أمي مكثت مع جدتي ثلاثة شهور فقط بعد ذلك توفيت جدتي فعادت أمي لمدينتها
ومن هنا بدأت المشكلة فكلما حدث أي شجار بسيط بين والدي ووالدتي يقوم والدي ويتهم والدتي بأنها الفترة التي كانت فيها غائبة عن المنزل لم تكن ترعى والدتها وإنما كانت تخونه مع أحدهم ويتهمها بالزنا وكل مرة يوجه التهمه لأحد مرة يقول لها خنتني مع صديقي ومرة يقول لها خنتني مع جارنا ومرة يقول لها خنتني مع الطبيب الذي كان يعالج والدتك . ووصلت به المواصيل إلى أن يتهمها بأنها خانته مع زوج شقيقتها تصور سيدي الشيخ لقد جن والدي هذا أكيد وأمي المسكينة تبكي وتبكي وحلفت له على المصحف الشريف بأنها خلال الفترة التي غابتها عن المنزل كانت ترعى والدتها المريضة ولم تفعل الفاحشة كما يظن
ولكن والدي لم يصدقها حتى بعد أن حلفت على المصحف ليس ذلك فقط سيدي الشيخ بل إن والدي يشتم أمي أمامنا بشتائم تسد عليها أذنيك ولم يضع اعتبار حتى لنا وهو يهينها أمامنا قل لي سيدي الشيخ ما هو الحل أمي تريد أن تترك المنزل ونحن لا نريد الفضائح ونريدها أن تصبر لكن صبرها نفد ولم تعد قادرة على التحمل وهي تهان أمامنا
أرجوك دلنا على الحل ولك جزيل الفضل


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا قذف مِن أبيك لأمك .
وفي هذه الحالة إما أن يُثْبِت ما يقول أو يُلاعِن أو يُقام عليه حدّ القذف .

ابحثوا عمّن ينصح والدكم ، مِن أقاربه ، أو أصدقائه المقرّبين ، أو أحد أولاده الذين يُحبّهم ، بحيث يأتيه في ساعة تصفو فيها نفسه ، أو يخرج معه إلى مكان هادئ ، ويتكلّم معه لإنها الموضوع ، بحيث يتجنّب هذه الكبيرة ، فإن قَذْف المحصنات كبيرة مِن كبائر الذنوب .

قال الله عزَّ وَجَلّ : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .

وقال عليه الصلاة والسلام : اجتنبوا السبع الْمُوبِقَات - وَذَكَر منهن - : وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات . رواه البخاري ومسلم . ومعنى " الْمُوبِقَات " : الْمُهْلِكَات . أي : أن الإسنان يهلك بسبب تلك الكبائر .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم