العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي الكتب السماوية" التوراة والإنجيل" هل يوجد في عصرنا هذا نسخة أصلية منهما أم أنها كلهامحرفة?
قديم بتاريخ : 20-03-2010 الساعة : 08:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا

اود ان أسأل عن الكتب السماوية" التوراة والإنجيل" هل يوجد في عصرنا هذا نسخة أصلية منهما أم أنها كلها محرفة ولا يوجد أي كتاب منهما على هيئته كما نزل من عند الله ؟

ولكم جزيل الشكر و الامتنان
.



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً



قد وَكَل الله حفظ تلك الكُتب على أهلها ، فقال سبحانه وتعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ) .

وذلك لأنها وقتية ، أي محدودة الصلاحية بزمان مُعيّن ، لا على الدوام ، بخلاف القرآن الذي تكفّل الله بِحفظه فقال جلّ جلاله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .



قال الإمام القرطبي : قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) يعني القرآن (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) من أن يُزاد فيه أو ينقص منه . قال قتادة وثابت البناني : حفظه الله من أن تَزيد فيه الشياطين باطلا ، أو تنقص منه حقاً ؛ فتولى سبحانه حفظه فلم يَزل محفوظا . وقال في غيره : (بِمَا اسْتُحْفِظُوا) فَوَكَل حفظه إليهم ، فَبَدَّلُوا وغَيَّرُوا .

ثم روى بإسناده إلى يحيى بن أكثم أنه قال : كان للمأمون وهو أمير إذ ذاك مجلس نظر فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب الرائحة ، قال : فتكلم فأحسن الكلام والعبارة ، قال : فلما تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له : إسرائيلي ؟ قال : نعم . قال له : أَسْلِم حتى أفعل بك وأصنع ، ووعده ، فقال : ديني ودين آبائي ! وانصرف ، قال : فلما كان بعد سنة جاءنا مُسْلِماً قال : فتكلم على الفقه فأحسن الكلام ، فلما تقوض المجلس دعاه المأمون ، وقال : ألست صاحبنا بالأمس ؟ قال له : بلى . قال : فما كان سبب إسلامك ؟ قال : انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان ، وأنت تراني حَسَن الخط ، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مِنِّي ، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها البيعة فاشتريت مِنِّي ، وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رَمَوا بها فلم يشتروها ، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ ، فكان هذا سبب إسلامي . قال يحيى بن أكثم : فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة ، فذكرت له الخبر ، فقال لي : مِصداق هذا في كتاب الله عز وجل . قال : قلت : في أي موضع ؟ قال : في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل : (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ) فَجَعَل حِفْظه إليهم ، فَضَاع ، وقال عز وجل : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فحفظه الله عز وجل علينا ، فلم يَضِع . اهـ .

ومما يَدل على وقوع التحريف في الكُتب المتقدِّمة أنها لم تُنقل بأسانيد صحيحة إلى الأنبياء ، بل الإسناد من خصائص هذه الأمة ، لأن دينها خاتم الديان ، وكتابها خاتم الكُتب ، فهو ناسخ لها ومُهيمن عليها .

قال ابن حزم : كثير من نقل اليهود - بل هو أعلى ما عندهم - إلا أنهم لا يَقْربون فيه من موسى كَقُرْبِنا فيه من محمد صلى الله عليه وسلم ، بل يَقِفُون ولا بُدّ حيث بينهم وبين موسى عليه السلام أزيد من ثلاثين عصراً في أزيد من ألف وخمسمائة عام ، وإنما يبلغون بالنقل إلى هلال وشماني ومرعقيما وأمثالهم ، وأظن أن لهم مسألة واحدة فقط يروونها عن حبر من أحبارهم عن نبي من متأخري أنبيائهم أخذها عنه مشافهة في نكاح الرجل ابنته إذا مات عنها أخوه ، وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق وحده فقط ، على أن مَخْرَجه من كذاب قد صَحّ كذبه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :

ودلائل صِدق المخبر وكَذِبه كثيرة متنوعة ليس هذا موضع بسطها ، ولكن المقصود هنا أن المسلمين تواتر عندهم عن نبيهم ألفاظ القرآن ومعانيه المجمع عليها ، والسنة المتواترة وعندهم عن نبيهم أخبار كثيرة معلومة الصدق بطرق متنوعة ، كتصديق الأمة المعصومة ، ودلالة العادات وغير ذلك ، وهم يحفظون القرآن في صدورهم لا يحتاجون في حفظه إلى كتاب مسطور ، فلو عُدِمَت المصاحف من الأرض لم يَقْدَح ذلك فيما حفظوه ، بخلاف أهل الكتاب فإنه لو عُدِمَت نسخ الكتب لم يكن عندهم به نقل متواتر بألفاظها ، إذ لا يحفظها - إن حفظها - إلا قليل لا يوثق بحفظهم ، فلهذا كان أهل الكتاب بعد انقطاع النبوة عنهم يقع فيهم من تبديل الكتب ، إما تبديل بعض أحكامها ومعانيها ، وإما تبديل بعض ألفاظها ما لم يقوموا بتقويمه ، ولهذا لا يوجد فيهم الإسناد الذي للمسلمين ، ولا لهم كلام في نَقَلَةِ العلم وتعديلهم وجرحهم ، ومعرفة أحوال نَقَلَةِ العلم ما للمسلمين ولا قام دليل سمعي ولا عقلي على أنهم لا يجتمعون على خطأ ، بل قد عُلِمَ أنهم اجتمعوا على الخطأ لما كذَّبوا المسيح ، ثم كذبوا محمداً ، فإذا كانت الكُتُب المنقولة عن الأنبياء من جنس الكتب المنقولة عن محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن متواترة عنهم ، ولم يكن تصديق غير المعصوم حجة لم يكن عندهم من العلم بالتمييز بين الصدق والكذب ما عند المسلمين . اهـ .

وقد أخبر الله تبارك وتعالى عن دخول التحريف إلى تلك الكُتب ، فقال تبارك وتعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) ، وقال : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) .

قال ابن عطية : فقوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ) يقتضي التبديل . اهـ .
ولما كانت تلك الكُتب قد حُرِّفتْ وبُدِّلَتْ قال عليه الصلاة والسلام : لا تُصَدِّقُوا أهل الكتاب ولا تُكذِّبوهم . رواه البخاري .

وعلى كُلّ لو فُرِض جَدَلاً أنها لم تُحرّف فإنها منسوخة لا يُعمل بها لقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة موضوع"هل تعلم ماذا يوجد داخل الكعبة ؟"؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 27-03-2010 06:02 PM
ماصحة هذا الموضوع "كثرة تكرار أي تصرف يؤدي مع مرور الزمن إلى انطباع علامات محددة على وجهه" ناصرة السنة قسـم الأنترنـت 0 24-03-2010 07:17 PM
ما رأيكم في مَن ينكر إطلاق ألقاب "شيخ" ، " عالِم" ، "رجل الدين" ؟ ناصرة السنة قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 27-02-2010 01:23 PM
قصة "بئس قوم لا يوجد فيهم أبـا الحسن " ناصرة السنة إرشـاد القـصــص 0 20-02-2010 11:43 PM
ذِكر قيل عنه " قوات مسلحة تحميك " نسمات الفجر إرشـاد الأذكـار 0 14-02-2010 05:48 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى