رجل كان يضع لكل ابن من أبنائه منذ صغرهم مبلغ من المال في بنك ربوي وعندما كبر الأولاد كل واحد تزوج من هذا المال والآن هم نادمون ويسألون عن صحة الزواج
وعن كيفية التخلص من حرمة الربا خاصة وأن هذا الرجل (الأب) توفي , فهل الإثم على الأب فقط ؟ وما يمكن فعله اتجاه أبيهم بعد وفاته
وما يلزم الأبناء , وهل يكفي أن يتصدق كل واحد منهم بمبلغ شهري إلى أن ينتهي المبلغ الذي أخذوه من الربا ؟
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
أما الزواج ؛ فهو صحيح ؛ لتوافر شروطه وأركانه .
وأما المال الربوي ؛ فقد ثَبَت في الذمّة ، واكتسبه الأب ، وأخذه الأولاد ، وتصرّفوا به ، فلا يُمكن التخلّص منه .
وعليهم التوبة ، وعلامة ذلك الندم على ما فات ، والعزم على عدم العودة إلى الربا مهما كانت الحاجة .
وإذا نَدِم الشخص ، فهو توبة ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم .
ولِقوله عليه الصلاة والسلام : الندم توبة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وأن يُكثِروا مِن الأعمال الصالحة والصدقات خاصة ؛ فإن (الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) .
قال ابن عبد البر : ولن يُتقرَّب إلى الله بعد الفرائض بِمِثل الصدقات ؛ فإنها تُطفئ غضب الله ، وتَصرِف مِن مصارع السوء إن شاء الله . اهـ .
وكلّ إنسان مؤاخذ بِتصرّفه ؛ فالأب آثِم باكتساب الربا إذا كان عالِمًا بِحُرمته ، والأولاد آثِمون بأخذ المال الربوي .
ويَتوب الله على مَن تاب .