السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم
اني والله احبك في الله
شيخنا لي سؤال بسيط وهو ( قال القرطبي : وأقل الاعتكاف عند مالك وأبى حنيفة يوم وليلة . اهـ .
وقال شيخنا الجبرين : أقل الاعتكاف يوم و ليلة ، يعني أربعا و عشرين ساعة حتى يَصْدُق عليه أنه معتكف . اهـ )
فكيف يتأتي ذلك ونحن نجد عند دخول المسجد النبوي في المدينة لافته مكتوب عليها للتذكر والتنبيه ( نويت الاعتكاف ما بقيت في هذا المسجد )
اي اذا بقينا بضع ساعات فقط ....
وجزاكم الله خيرا . . . .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
وأحبّك الله الذي أحببتني فيه .
هذا هو قول الشافعية ، فإنهم قالوا : يصحّ الاعتكاف ولو لحظة !
وأما ما ذكرت مما هو مكتوب في أحد أعمدة المسجد النبوي ، فلا حُجّة فيه ؛ لأن الحجة عند التنازع في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضي الله عنهم .
وتلك الكتابة مُخالِفة للسنة ؛ لأنه ليس من السنة أن يتلفّظ الإنسان بالنية ، بل التلفّظ بها بِدعة ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتلفّظ بالنية لا عند الاعتكاف ولا عند غيره من العبادات .
وما وَرَد في الحج من التلفّظ فإنما هو التلبية ، وهي بِمَنزِلة التكبير للدخول في الصلاة .
ولم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : نويت الحج .
وقد ذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم " لا يَنوُون الاعتكاف كلّما دَخلوا مسجدا للصلاة " .
ومِن العلماء مَن قال : أقلّ الاعتكاف ثلاثة أيام ، ومنهم مَن قال أقلّه عشرة أيام
قال ابن عبد البر :
واختلف العلماء في أقلّ مدة الاعتكاف فـ رَوى ابن وهب عن مالك أن أقلّه عنده ثلاثة أيام
وذكر ابن حبيب أن أقلّه عنده يوم وليلة
وقال ابن القاسم في المدونة وقفت مالكا على ذلك ، فأنكره ، وقال : أقلّه عشرة أيام . اهـ .
ولعل الصحيح والله أعلم : أن أقلّه يوم أو ليلة ؛ لِمَا ثبَت في الصحيحين مِن حديث ابن عمر أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنتُ نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام . قال : فأوف بنذرك .
هل يصِحّ الاعتكاف إذا كان أقلّ مِن يوم وليلة ؟
العرض العادي
