العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي هل مَن عيّر أخاه يبتليه الله بمثل ما عيّره به ؟
قديم بتاريخ : 15-02-2010 الساعة : 12:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل
هل ورد حديث بما معناه ان مَن عيّر أخاه يبتليه الله بمثل ماعيّره به في الدنيا قبل أن يموت ؟

وهل قد يؤجل الله هذه العقوبه له في الآخره أم كما في الحديث : في الدنيا ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ورد في الحديث عند الترمذي : " مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْب لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ " ، وهذا حديث شديد الضعف ، بل أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وقال : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمتهم به محمد بن الحسن .
قال أحمد بن حنبل : ما أراه يساوى شيئا.
وقال يحيى : كان كذابا.
وقال النسائي : متروك الحديث .
وقال الدار قطني : لا شئ .

وقال الألباني : موضوع . يعني : أنه مكذوب .

وورد أيضا عند الترمذي : " لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك " .

وهذا أيضا أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وقال : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعمر بن إسماعيل لا يُعَدّ .
وقال يحيى : ليس بشئ ، كذاب ، رجل سوء خبيث .
وقال الدار قطني : متروك .

وضعّفه الألباني .

وثََبَت النهي عن التعيير بالذنب ؛ لأن ذلك يكون إعانة للشيطان على الإنسان .
قال عليه الصلاة والسلام : لا تكونوا عونا للشيطان على أخِيكُم . رواه الإمام أحمد .
وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : أُتِي النبي صلى الله عليه وسلم بِرَجُل قد شرب ، قال : اضْرِبُوه ، قال أبو هريرة : فَمِنّا الضّارِب بِيدِه ، والضّارِب بِنَعله ، والضّارِب بِثَوبِه ، فلما انصرف قال بعض القوم : أخْزَاك الله ! قال : لا تَقولوا هكذا ، لا تُعِينُوا عليه الشيطان .

وقد يكون لِصاحِب الذَّنْب ما يشفع له عند الله ، ونحن لا نعلمه
ففي
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان اسمه عبد الله وكان يُلَقّب حِمارا ، وكان يُضْحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جَلَدَه في الشّرَاب ، فأُتِي به يوما فأمَرَ به فجُلِد ، فقال رجل من القوم : اللهم الْعَنه ، ما أكثر ما يُؤتَى به ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لا تلعنوه ، فوالله ما عَلمتُ إلاّ أنه يُحِبّ الله ورسوله . رواه البخاري .

وثبت النهي عن الردّ على من عيّر إنسانا بِما فيه ، فقال عليه الصلاة والسلام : وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .

وجَرَتْ عادة الله أن مَن عيَّر أخاه بِذَنْب أنه لا يَموت حتى يَقَع فيه وَيَرْتَكِبه .
قال ابن القيم : مَن ضَحِك من النَّاس ضُحِك مِنْهُ ، وَمن عَيَّر أَخَاهُ بِعَمَل ابْتُلِيَ بِهِ وَلا بُد . اهـ .

قال الهروي : كل معصية عيّرت بها أخاك فهي إلَيْك .
قال ابن القيم : يُحتمل أن يريد به : أنها صائرة إلَيُك ولا بُدّ أن تَعمَلها ...
ويُحتمل أن يريد : أن تعييرك لأخيك بِذَنبه أعظم إثما مِن ذنبه وأشد مِن معصيته ، لِمَا فيه مِن صولة الطاعة ، وتزكية النفس وشُكرها ، والمناداة عليها بالبراءة مِن الذنب ، وأن أخاك بَاءَ به ، ولعل كَسرَته بذنبه ، وما أحدث له مِن الذلة والخضوع والإزراء على نفسه ، والتخلّص مِن مرض الدعوى والكبر والعُجب ، ووقوفه بين يدي الله ناكِس الرأس ، خاشع الطَّرف ، مُنكسِر القلب أنفع له ، وخير مِن صولة طاعتك ، وتكثرك بها والاعتداد بها ، والْمِنّة على الله وخَلقه بها ، فما أقرب هذا العاصي مِن رحمة الله ! وما أقرب هذا الْمُدِلّ مِن مقت الله .
فَذَنْب تَذِلّ به لَدَيه أحب إليه مِن طاعة تُدِلّ بها عليه . وإنك أن تَبيت نائما وتُصبِح نادما ، خير مِن أن تبيت قائما وتصبح مُعجَبا . اهـ .

ثم إن كل إنسان وكل فئة لديها مِن الذنوب والمَعَايب ما هو أحْرَى بالتصحيح وأوْلَى بالانتقاد .
وقد قيل :
قَبِيحٌ مِن الإِنْسَانِ يَنْسَى عُيُوبَهُ ... وَيَذْكُرْ عَيْبًا فِي أَخِيهِ قَدْ اخْتَفَى
وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ ... وَفِيهِ عُيُوبٌ لَوْ رَآهَا بِهَا اكْتَفَى

كما قيل أيضا :
إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاسَ عَابُوا وَأَكْثَرُوا *** عَلَيْكَ وَأَبْدَوا فِيكَ مَا كَانَ يُسْتَرُ
وَإِمَّا ذَكَرَتْ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهم *** وَلا عَيْبَ إِلاَّ مِثْلَ مَا فِيكَ يُذْكَرُ
فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيكَ مِثْلُهُ *** فَكَيْفَ يَعِيبُ الْعُورَ مَنْ هُوَ أَعْوَرُ
وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيهِمْ *** فَذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَاللهُ أَكْبَرُ

وسبق :
ما صحة هذا الحديث وما معناه " مَن رأى مبتلى فقال : " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به" ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18774


غضيض الطّرف عن هفواتي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7843

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل بناء خزّان مياه في دار للقرآن تُعتبَر صدقة سقيا الماء ؟ نسمات الفجر إرشـاد الزكـاة والصدقـة 1 07-02-2016 12:00 AM
كيف يحقر المسلم أخاه المسلم ..؟ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 25-10-2012 12:21 AM
يوسوس له الشيطان أنّ الله لا يحبّه لأنه يبتليه ولا يبتلي الكافِر راجية العفو إرشـاد الشـبـاب 0 22-10-2012 10:40 PM
الذي ينادي أخاه باسم الحيوانات هل ينقلِب يوم القيامة حيوانا ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 02-03-2010 07:52 AM
يحتج علينا الروافض بما وَرَد في (كتاب المصاحف) مِن أن الحجَّاج غيّر في مصحف عثمان ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 20-02-2010 11:01 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى