[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد :

قد حدث حوار بيني وبين جارلي يتاجر في بيع الدخان . والحوار في مسألة تحريم الدخان .

فقال : ليس بحرام .

ثم قال : ائتني بدليل في تحريم بيع الدخان وسأتوب إلى الله ، وسأتخلى عن بيعه .

أتمنى أن يكون الدليل مقنع لهذا الرجل .

وجزاك الله عنا خير الجزاء


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً

قواعد الشريعة تُحرّم التدخين بيعاً وشراء

فمن ذلك :

1 – قوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ )

2 – قوله تعالى : ( قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

3 – نهى الله سبحانه وتعالى عن قتل النفس فقال تبارك وتعالى : ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )

وتُجمع التقارير الطبية ومنظمات الصحة العالمية على أن التدخين قاتِل .

وأن نسباً هائلة مُخيفة تموت من جرّاء التدخين .

4- المسلم منهي عن كل ما يضرّ به لقوله صلى الله عليه وسلم : لا ضرر ولا ضرار . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .

– نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال ، وأي إضاعة للمال أسوأ من إنفاقه على أمر لا يُسمن ولا يُغني عن جوع .

6 - سوف يُسأل المسلم عن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيمَ أنفقه ؟ كما قال عليه الصلاة والسلام .

فماذا يكون جواب المُدخّن ؟

بل ربما جاع أولاد المدخِّن ولا يترك تدخينه !

يقول أحد الأقارب : كنت في يوم من الأيام عند رجل مُدخّن فجاءه أحد أبناءه وطلب منه ثلاثة ريالات للمدرسة ، فانتهره أبوه ، وقال : ليس معي سوى ثلاثة ريالات أريدها لشراء سجائر !

ويتفق المدخنون قبل غيرهم على ضرر التدخين

كما يتفقون على أنه خبيث وليس بطيّب

من أجل ذلك فإننا لا نرى مُدخّنا يشرب سجائره في المسجد !

بينما لا يحلو للمدخّن أن يُدخّن إلا في دورات المياه وأماكن قضاء الحاجة ، حيث تجتمع الخبائث !
إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة الدالة على منع كل ما هو ضارّ .

والله تعالى أعلى وأعلم

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد

[ناصرة السنة]

ما حكم بيع الدخان في المحلات ؟

وماذا يجب العمل تجاه من لا يبيعه ؟




الجواب


لا يجوز بيع الدخان " السجائر " ولا المتاجَرة فيها ، فإن المتاجَرة في الدخّان من السُّحْت ، ولا ينبت جسد على سُحت إلا كانت النار أولى به ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به . رواه الإمام أحمد والترمذي .



وسبق تفصيل حُكم بيع الدخان والمتاجرة فيه بالدليل .

وذلك هنا :

حُكم بيع الدخان " السجائر "


أما من لا يبيع الدخان فإن الواجب التعامل مع من لا يبيع دون من يبيع ، ليَعلم البائع للدخان أن هذا الدخان لا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة .



وهذا من باب السياسة الشرعية ، أن يُعاقَب المجاهر بالمعصية بالهجر ، وعدم المعاملة حتى يَرعوي ، وهذا فيه مصالح لا تَخفَى ، مِن مِثْل :

1 – نُصرَته ، فإن الأخذ على يدِ السفيه نُصرة له ، كما في الحديث في نُصرة الظالِم .

فإن الذي يبيع الدخان سَفيه ، يضرّ نفسه قبل غيره !

وذلك أنه يكسب الكسب الحرام ، ويبيع ما يضرّ بالناس ، وما يكون سببا في هلاكهم ، فهو من أسباب الهلاك !

2 – حماية المجتمع من هذا الداء العُضال الخطير والسمّ الزُّعاف ، الذي لا تَخفى أضراره على عاقل ، وقد سبق بيان ذلك هنا :

التدخين .. حُكمه وأضراره

3 – حماية الناشئة الذين قد يَعُدّونه رجولة ! أو يَتباهى به المراهِق أمام زملائه دَلَعاً في أوّله ، وحريقا في آخره !

إلى غير ذلك من المصالِح في هجر من يبيع الدخان ، والتعامل مع من لا يبيع الدخان .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد