[نبض الدعوة]

السؤال
شيخنا الفاضل .. بارك الله فيكم ..
أردت الاستفسار عن صحة هذه الأدعية .. وهل يجوز أن ندعي بها دون اعتقاد منا أنها لسيدنا يوسف عليه السلام ..
دعاء سيدنا يوسف عليه السلام في الجب الذي علمه إياه سيدنا جبريل عليه السلام :
1- قال : اللهم يا مؤنس كل غريب و يا صاحب كل وحيد و يا ملجأ كل خائف و يا كاشف كل كربة و يا عالم كل نجوى و يا منتهى كل شكوى يا حاضر كل ملأ يا حي يا قيوم أسألك أن تقذف رجاءك في قلبي حتى لا يكون لي هم ولا شغل غيرك و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا إنك على كل شيء قدير .
فقالت الملائكة : إلهنا نسمع صوتا و دعاء الصوت صبى و الدعاء دعاء نبي .
2- نزل جبريل عليه السلام على يوسف و هو في الجب فقال له : ألا أعلمك كلمات إذا أنت قلتهن عجل الله لك خروجك من هذا الجب ؟ فقال : نعم . فقال له : قل يا صانع كل مصنوع و يا جابر كل كسير و يا شاهد كل نجوى و يا حاضر كل ملأ و يا مفرج كل كربة و يا صاحب كل غريب و يا مؤنس كل وحيد آتني بالفرج و الرجاء و اقذف رجاءك في قلبي حتى لا أرجو أحدا سواك .
3- من أدعية الفرج عند سيدنا يوسف عليه السلام في السجن : اللهم إني عبدك و لك أصلي فاجعل الشفاء في جسدي و اليقين في قلبي والنور في بصري و الشكر في صدري و ذكرك بالليل و النهار في لساني أبدا ما أبقيتني و ارزقني منك رزقا غير ممنوع و فرجا قريبا .
4- دعاء الدخول على الملك : ( و من هو في حكمه ) : اللهم إني أعوذ بخيرك من خيره و أعوذ بعزتك و قدرته من شره.
5-من أدعية الفرج عند سيدنا يعقوب عليه السلام عند السحر :اللهم إنك أمرتني فأطعت و دعوتني فأجبت و هذا سحر فاغفر لي .
6- سيدنا يعقوب عليه السلام ( دعاء الفرج ) : (يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيرك).
فائدة :
قال سيدنا عبد الله بن العباس رضي الله عنه : أعطى يعقوب عليه السلام أجر مائة شهيد وكذلك من احتسب من هذه الأمة في مصيبته فله أجر يعقوب عليه السلام .
جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله ..



الجواب :



آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الدعاء بابه واسِع ، إلاَّ أن الداعي كلما دعا بِدعاء يَحْضُر فيه قَلْبه كان أقرب إلى الإجابة مِن دُعاء يحفظه ويُردده وربما لا يفقه معناه .
ويجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رَحِم ، وما لم يَتضمن الدعاء اعتداء ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ . قِيل : يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَال : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدّعَاءَ . رواه مسلم .
ولا يجب الاقتصار على ما وَرَد في السنة ، ولا يُخصص دعاء من الأدعية باسم من الأسماء إلاّ ما وَردت تسميته به في السُّنَّة ؛ لأنه يُوهِم أن هذا الدعاء وارد في السنة ، أو أنه من الأدعية المأثورة .
ولا يُنسب الدعاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا إلى أحد مِن الأنبياء إلاّ فيما ثبَت في السُّنَّة .
ولا شكّ أن الدعاء المأثور أفضل ، لكونه أبعد عن التكلّف ، ولتضمنه جوامع الدعاء .

وبعض الأدعية المذكورة فيها تكلّف ، وفيها ما لا يصحّ ، مثل قول : (فاجعل الشفاء في جسدي و اليقين في قلبي والنور في بصري و الشكر في صدري)
فإن القلوب أحوج إلى الشفاء منها إلى الأبدان .
والقلب وسائر الأعضاء بِحاجة إلى النور أيضا ، فقد كان مِن دعائه عليه الصلاة والسلام : اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا ، وَفِي سَمْعِي نُورًا ، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا ، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا ، وَفَوْقِي نُورًا ، وَتَحْتِي نُورًا ، وَأَمَامِي نُورًا ، وَخَلْفِي نُورًا ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : فَخَرَج إلى الصلاة وهو يقول : اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي لِساني نورا ، واجعل في سمعي نورا ، واجعل في بصري نورا ، واجعل مِن خَلفي نورا ، ومن أمامي نورا ، واجعل مِن فوقي نورا ، ومِن تحتي نورا ، اللهم أعطني نورا .

والشكر لا يقتصر على الصَّدْر ، بل يكون في القلب وفي اللسان وفي سائر الأعضاء .

ولا يصحّ أن من احتسب من هذه الأمة في مصيبته أن له مثل أجر يعقوب عليه الصلاة والسلام .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد