ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي يدّعون أن الله تعالى ينصرهم وأنهم مُرابِطون وإن غضبوا على شخص فإنه يحصل له مكروه
قديم بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 10:47 PM

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
اما بعد
عندي استفسار حول ما نسمعه كتيرا في بلدنا الجزائر انه هناك مجموعه من الناس تدعي انهم مرابطين
ويدعون ايضا ان الله تعالى ينصرهم و ان غضبوا على شخص ما فانه يحصل له مكروه و اذى وان دعوا فان دعوتهم مستجابه
وحصل مع صديقتي خالتها مرابطة ظلمها مدير العمل وهي تعمل خياطه و فدعت عليه قائله ربي يحرق لك الات الخياطة ولما خرجت اشتعلت النار في الالات
فاريد ان اعرف ادا كان الامر صحيح
وسؤال تاني حول الاولياء الصالحين فان اقارب الولي الصالح يدعون ايضا ان دعوتهم مستجابه و انهم يقضون مصالح الناس فاريد منكم ولو لفته لهداه المسالة
و جزاكم الله كل خير


الجواب :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

هذا من الكذب والتضليل ، وخِداع الناس واستغفالهم ! من أجل استغلالهم !
والوليّ لا يقول عن نفسه : إنه وليّ !
لأنه أعظم من أن يقول عن نفسه إنه إنسان صالح !
ولأن هذا تزكية لِنفسه ، وقد قال الله تعالى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
وقال عزّ وجلّ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ) .

وأولياء الله يَستخفون عن الناس ، ولا يَدّعون أنهم أولياء .
وفي صحيح مسلم أن أويس القرني - وكان مِن سادات التابعين - وقد أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمَر عمر رضي الله عنه إن أدركه أن يطلب منه أن يستغفر له ، ومع ذلك كان خَفِيّا لا يُحب الظهور ، فإن عمر قال له : أكتب لك إلى عامل الكوفة ، قال أويس : أكون في غبراء الناس أحبّ إليّ .
بل إنه في آخر حياته لَمّا عَلِم به الناس ، خرج فانطلق على وجهه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وليس لأولياء الله شيء يَتَمَيَّزون به عن الناس في الظاهر مِن الأمور المباحات ؛ فلا يتميزون بِلِباس دون لِباس إذا كان كلاهما مباحا ، ولا بِحَلْق شَعر أو تقصيره أو ظفره إذا كان مباحا ، كما قيل: كَم مِن صِدّيق في قباء ، وكَم مِن زنديق في عباء . اهـ .


ثمّ إن المرابطة في الأصل مُلازمة الثغور .

قال ابن منظور في لسان العرب : والرِّباطُ والمُرابَطةُ : مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ ، وأَصله أَن يَرْبِطَ كلُّ واحد من الفَريقين خيلَه ثم صار لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً ، وربما سُمّيت الخيلُ أَنفُسها رِباطاً ، والرِّباطُ المُواظَبةُ على الأَمر . اهـ .

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
قال ابن عطية في تفسيره : اختلف المتأوِّلون في معنى قوله : (وَرَابِطُوا) ، فقال جمهور الأمة معناه : رابطوا أعداءكم الخيل ، أي : ارتبطوها كما يرتبطها أعداؤكم ، ومنه قوله عز وجل : (وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) .
قال : والقول الصحيح هو أن الرباط هو الملازمة في سبيل الله أصلها من ربط الخيل ، ثم سُمِّي كُلّ ملازم لثغر من ثغور الإسلام مرابطاً ، فارساً كان أو راجلاً ، واللفظة مأخوذة من الربط ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " فذلك الرباط " إنما هو تشبيه بالرباط في سبيل الله ، إذ انتظار الصلاة إنما هو سبيل من السبل المنجية . اهـ .

وكذلك قال القرطبي .

وقال ابن كثير : وأما المرابطة فهي المداومة في مكان العبادة والثبات . وقيل : انتظار الصلاة بعد الصلاة، قاله مجاهد وابن عباس وسهل بن حُنَيف، ومحمد بن كعب القُرَظي، وغيرهم . اهـ .

وقال ابن عاشور : وقوله : (وَرَابِطُوا) أَمْر لهم بالمرابطة ، وهي مفاعلة من الرّبْط ، وهو ربط الخيل للحراسة في غير الجهاد خشية أن يفجأهم العدوّ ، أمَرَ الله به المسلمين ليكونوا دائماً على حذر من عدوّهم . اهـ .

وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَال : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ؛ فَذَلِكُمْ الرِّبَاط .
قال النووي : وَقَوْله : ( فَذَلِكُمْ الرِّبَاط ) أَيْ الرِّبَاط الْمُرَغَّب فِيهِ ، وَأَصْل الرِّبَاط الْحَبْس عَلَى الشَّيْء ، كَأَنَّهُ حَبَسَ نَفْسه عَلَى هَذِهِ الطَّاعَة . قِيلَ : وَيَحْتَمِل أَنَّهُ أَفْضَل الرِّبَاط كَمَا قِيلَ الْجِهَاد جِهَاد النَّفْس ، وَيَحْتَمِل أَنَّهُ الرِّبَاط الْمُتَيَسِّر الْمُمْكِن أَيْ أَنَّهُ مِنْ أَنْوَاع الرِّبَاط . اهـ .

وسبق قوله ابن عطية : وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " فذلك الرباط " إنما هو تشبيه بالرباط في سبيل الله ، إذ انتظار الصلاة إنما هو سبيل من السبل المنجية . اهـ .

وأما حديث : " تمام الرباط أربعون يوما ، ومن رابط أربعين يوما لم يَبِع و لم يَشْتر ، ولم يُحْدث حَدَثًا خَرَج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ، فهو حديث ضعيف .
قال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه أيوب بن مدرك وهو متروك.
وضعّفه الألباني .

وأما ادِّعاء أولئك الصلاح ، وأن الله تعالى ينصرهم ، وأنهم إذا غضبوا على شخص ما فإنه يحصل له مكروه وأذى ! وأنهم إذا دَعوا فإن دعوتهم مستجابة ؛ فَكُلّ هذا كذب وافتراء ، وادِّعَاء للصلاح !

وما يُحكى مِن قصص من أنهم دعوا على فُلان أو فُلانة ، قد يكون ذلك إما موافقة قَدَر أجراه الله ، وإما أن يكون كذب ، وهو الأكثر في أولئك !
فإنه يكذبون على الله تعالى ، فكيف لا يكذبون على الناس ؟!!
كذبوا على الله حينما ادّعوا أن الله ينصرهم لِصلاحهم ! وأن الله يغضب لِغضبهم !

وما كان هذا حال أتقى هذه الأمة وخيرها بعد نبيِّها ، وهو أبو بكر رضي الله عنه ، فإنه كان يهضم نفسه ، وقد قال عن نفسه : إنه نافَق ! وخشي عُمر النفاق على نفسه ..
وكان أبو بكر رضي الله عنه يتّهِم نفسه ، فكان يأخذ بِلِسَانه يَجرّه ويقول : هذا أوردني الموارد .
ولَمّا ولي أبو بكر الخلافة خَطب الناس فقال : إني قَد وُلِّيتُ عَليكم ولَسْتُ بِخَيْرِكُم . فلما بلغ الحسن البصري قوله قال : هو والله خَيْرُهم غَير مُدَافَع ، ولكن الْمُؤمِن يَهْضِم نَفْسَه . رواه البيهقي في السنن الكبرى .

وكان السلف مع صلاحهم ينظرون إلى ذنوبهم ، ولا يُزكّون أنفسهم .
فقد أخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يُسَبِّح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ، يقول : أُسَبِّح بِقَدْرِ ذَنْبِي . ذَكَره ابن حجر في الإصابة .

وذُكِر عند الحسن الزهد فقال : بعضهم اللباس ، وقال : بعضهم المطعم ، وقال : بعضهم كذا . فقال الحسن : لستم في شيء ؛ الزاهد الذي إذا رأى أحدا قال : هذا أفضل مني !


وقال الفضيل : لو شممتم رائحة الذنوب مني ما قربتموني .
وأُثْنِي على زاهد فقال : لو عَرَفْتَ مِنِّي ما عَرَفْتُ مِن نَفْسِي لأبْغَضْتَنِي .

وقال شعيب بن حرب : بينا أنا طوف إذ لَكَزَني رجل بمرفقه ، فالتفت فإذا أنا بالفضيل بن عياض ، فقال : يا أبا صالح ، فقلت : لبيك يا أبا علي ، قال : إن كنت تظن أنه قد شهد الموسم شرّ مِنِّي ومِنك فبئس ما ظننت !

وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول عن نفسه :
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلّي أن أنال بهم شفاعة
وأكره مَن تجارته المعاصي *** ولو كُنّا سواء في البضاعة

وقال مالك بن دينار : إذا ذُكِر الصالحون فأفّ لي و أفّ !

وقال عبد الله بن بكر : أفضت مع أبي من عرفة قال : فقال لي يا بني لولا أني فيهم لرجوت أن يغفر لهم !


وهكذا المؤمن لا يَرى لِنفسه فضلا على أحد ، ولا يرى أنه أصلح من غيره ؛ لأن كل إنسان أعرف بِنفسه .

قال يونس بن عبيد : كُنت أُذَاكِر يوما عن الحسن التواضع قال : فالتفت إلينا الشيخ فقال : أتدرون ما التواضع ؟ أن تخرج من بيتك حين تخرج فلا تَلْقَى مُسْلِمًا إلاَّ رأيت أن له عليك الفضل !

وهنا :
ما صحة قصة أويس القرني ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=765

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا خصَّ الله تعالى القلبَ بالإثم في قوله (فإنه آثِمٌ قلبه) ؟ راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 01-11-2014 02:39 PM
سؤال عن تسجيل الدخول في المنتديات بمدح الله تعالى أو عائشة رضي الله عنها راجية العفو قسـم الأنترنـت 0 02-09-2014 12:55 AM
ما صحة هذه الأقوال"الله لا يقوله""الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه "؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 02-04-2010 06:58 PM
ماذا يحصل لجسمك عندما تقول لا إله إلا الله نسمات الفجر قسـم البـدع والمـحدثـات 0 28-02-2010 09:58 AM
اناس يدّعون الدين ويفسرون القرآن والأحاديث على اهؤاهم عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 23-02-2010 03:17 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى