العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع قسم الأسرة المسلمة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي ما القاعدة في بِر الوالدين ؟ وهل كل إحسان إليهما يكون بِرًّا ؟
قديم بتاريخ : 18-08-2015 الساعة : 03:26 PM

يسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وزادكم عِلمًا وبركة
سؤالي عن بِر الوالدين وما القاعدة فيه ؟

هل كل إحسان يُعتبَر بِر أم أنه يجب أن يكون العمل مِمّا يُرضي الوالدين ويؤنسهما ؟

أحيانًا نجِد بعض الوالدين يكره أن يرى نفسه عاجِزًا ويكره أن يساعده أحد في عمله أو في مشيه ويكره مِن أبنائه أن يُمسك أحدهم بيده ليقوده
فهل مِن البِر أن يُتركوا على رغباتهم أم هذا مُنكَر وعقوق ؟

وأيضًا فضيلة الشيخ
رأيت مقطعًا مصوّرًا بالفيديو وفيه رجُل كبير يغسل قدمي أمه العجوز ولما غسلهما قام بشُرب الماء المتحدّر مِن أقدامها
فهل هذا بِر وعمل صالِح ؟

ما الضابِط في طاعة البِر وكيف نحكُم على أن هذا العمل بِر أم مُنكر ؟

جزاكم الله عنا خير الجزاء وأعلى الله مقامكم ووفقكم لمرضاته .


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نسمات الفجر المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-08-2015 الساعة : 03:17 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كل إحسان إلى الوالِدَين مِمّا يُرضي الوالدين ويؤنسهما يُعتبَر بِرًّا ؛ لأن لفظ الإحسان عام ، فيشمل كل إحسان ، وقد أوصَى الله بالوالدين إحسانا ، فقال : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) .
وتكرر الأمر بالإحسان إلى الوالدين في القرآن والسنة .

قال البغوي : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) أي : ووَصّيناهم بالوالدين إحسانا، بِرًّا بِهما ، وعطفا عليهما ، ونُزولا عند أمرهما ، فيما لا يُخَالِف أمْرَ الله تعالى . اهـ .

وقال القرطبي : قوله تعالى : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) أي : وأمَرْناهم بالوالدين إحسانا . وَقَرَن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد ، لأن النشأة الأولى من عند الله ، والنشء الثاني - وهو التربية - مِن جهة الوالدين ، ولهذا قَرَن تعالى الشكر لهما بَشُكْرِه فقال : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) ، والإحسان إلى الوالدين : معاشرتهما بالمعروف ، والتواضع لهما ، وامتثال أمرهما ، والدعاء بالمغفرة بعد مماتهما ، وَصِلَة أهل وُدِّهِما .
وقال : أمَر الله سبحانه بعبادته وتوحيده وجَعل بِرّ الوالدين مقرونا بذلك ، كما قَرَن شُكْرهما بِشُكْره ، فقال : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) وقال : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) ، وفي صحيح البخاري عن عبد الله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : الصلاة على وقتها . قال : ثم أي ؟ قال : ثم بِرّ الوالدين . قال : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " فأخبر صلى الله عليه وسلم أن بِرّ الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام ، ورَتَّب ذلك بـِ " ثم " التي تُعْطِي الترتيب والمهلة . اهـ .

وقال ابن كثير : في قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) :
ثم أوْصَى بالإحسان إلى الوالِدين ، فإن الله سبحانه جعلهما سببا لِخروجك مِن العَدم إلى الوجود ، وكثيرا ما يَقْرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين . اهـ .

ومَن عُلِم – مِن الوالِدين - أنه يَكره مساعدته ، فيُجتنب ما يَكره ، ويُترَك ورَغبته ، إلاّ أن يتحقق حصول ضرر له بسبب عدم مساعدته ، مثل : أن يتعثّر ويسقط ، فيحصل له ضرر ، أو يتسبب تركه في زيادة مَرَضه ، ونحو ذلك ؛ فيُساعد مِن باب دفع الضرر عنه .

وأما ما ذُكِر في السؤال مِن شُرب الماء المتحدِّر مِن أقدام أحد الوالدَين ؛ فهو مُنكَر ، مثل : تقبيل قَدَم أحد الوالدين ؛ لِمَا في ذلك مِن إهانة النفس وإذلالها .
وليس هذا مِن برّ الوالدين ، إذْ لو كان ذلك الفعل مِن بِرِّ الوالدين لَسَبَقنا إليه الصحابة رضي الله عنهم ، فقد كانوا أحرص الناس على الخير .

قال الحافظ ابن كثير : وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فِعل وقَول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم : هو بِدْعة ؛ لأنه لو كان خيرا لَسَبَقُونا إليه ، لأنهم لم يَتْرُكُوا خَصْلة مِن خِصال الخير إلاَّ وقد بَادَرُوا إليها . اهـ .

ولا يَرِد على هذا شُرب بَقِيَّة ماء الوضوء ؛ لأن هذا في شُرب بقية الماء الذي توضأ منه ، وليس شُرب ما بقي بعد غسل القَدَمَين .

وسبق الجواب عن :
حُكم تقبيل قَدَم الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13048

يُريد احتساب الأجر في حسن خلقه وفي نفس الوقت يريد مدح الناس ومحبتهم له
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13296

هل يجوز التحسب والدعاء على الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11161

أمي تسبّنا وتلعننا وتدعو علينا ، فماذا نفعل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11197

تحدث مشاكل بيني وبين أبي وأقوم أنا بالصياح ، وهو يحاول ضربي وعندما يضربني أمنعه
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8220

ما هي حدود وضوابط بِرّ الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9300

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة هذه القاعدة (يَسقط الاستدلال بالدليل بمجرد تَطَرّق الاحتمال إليه) ؟ راجية العفو قسـم الفقه العـام 0 03-06-2015 03:26 PM
هل المقدِّم اسم خاص لله أم مشترك مع الإنسان ؟ وما القاعدة الضابطة لذلك؟ نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 26-09-2012 02:06 AM
هل يكون جهاد الوالدين افضل من جهاد الدفع راجية العفو قسـم الفقه العـام 0 14-09-2012 09:13 PM
بر الوالدين كيف يكون ؟ إذا كانت بعض تصرفاتهم تسيئ للأبناء ؟ عبق قسم الأسرة المسلمة 0 05-03-2010 10:46 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى