السلام عليكم شيخ الكريم
أريد منكم النصيحة لمن انشغل بما هو نافع إلى حد ما من جهة و مهلك من جهة أخرى و لمن تفرغ بالمهم دون الأهم لمن لزم ما جهله به لا يضر في المرحلة الحالية الابتدائية وهي المجموعة مسمى ب Anti Majos
هذه المجموعة تختص بالردود على الروافض وأنا من أعضائها سابقا فترة قليلة و كنا ننكب على الردود كما تذكرون
كنا نرد باللغة الروسية و نترجم من العربية وأنا لا أنكر خير هذه المجموعة و لا أعرض عن جهدهم لكن خهرهم قد لا يراجح شرهم في ما ينجم عن ردودهم الموضوعة في غير مواضعها و مستواها و الله أعلم
و خرجت منها منذ نيف و سنة بل ألغيت حسابي
لمذا؟ لأن كل ذلك كان عائقا عن المذاكرة و المراجعة و رسوبا في الدراسة لأن الانكباب على الردود دون التحصن و الترسخ في العلوم الضرورية كحفظ القرآن و الأحاديث و العقيدة و بعض الشرحات ونحو ذلك ينقص في التترس و الدفاع عن الشبهات بل حتى هنات فكيف بناء البيت من سقفه؟
أفيدون شيخنا الكريم وما توجيهكم لإخواننا و أرشدوا إلى مراحل الدراسة و كيفيتها و إلى المبدأ العلمي في هذا الشأن
و أيضا هل يجوز هذا الأمر لمن لم يدرس ما ذكرته آنفا؟ لأن معظم أعضاء تلك المجموعة مبتدئون بل لا يتقنون العربية فضلا عن العلوم المهمة الضرورية
بارك الله فيكم
مَن كان في بداية طلب العِلْم لا يُنصح في الخوض في هذه الأمور ، ولا الانشغال بها ، ولا أن يتصدّر لِتعليم الناس .
قال الإمام الشافعي : إذا تَصَدَّر الْحَدَث فاتَه عِلم كَثير .
ولأن الشُّبهات تلتبِس بالْحَقّ ، وقد لا يستطيع طالب العِلْم المبتدئ أن يُجيب عنها ، ولا أن يتخلّص منها ، فتقرّ في قلبه ، ويصعب عليه اجتثاثها بعد ذلك ، فيكون كما قال العلماء عن غير واحِد : بَلَع الشُبهة وأراد أن يتقيأها ، فما استطاع !
ومَن حصّل عِلْما يستطيع به مُقارعة أهل البطِل ، ويَجِد مِن نفسه القُدرة على ردّ الشُّبُهات وتفنيدها ؛ فعليه أن يُساهِم في ردّ الشُّبهات ودفعها عن عوام الناس ، ولا يُخلِي الساحة لأهل الباطِل يصولون ويَجولون .
ومع ذلك : لا ينسى نفسه مِن التزوّد بالعِلْم النافع ، والعمل الصالح ، فلا يَجعل كل وقته ولا جُلّ وقته لدفع الشُّبهات .
فإن المتأمِّل في كُتب أهل العِلْم الكِبار وفي مناهجهم وَجَد أنهم أمضوا جُلّ وقتهم في تعليم الناس أمور دِينهم ، ويأتي الجواب عن الشُّبهات تَبَع لذلك ؛ لأن الناس إذا عرَفوا الحقّ والباطِل ، سهُل عليهم التفريق بين الحقّ والباطِل ؛ ولأن مِن أنفع الطُّرق وأنجحها : مُزاحَمة الباطِل بِكثرة الحقّ ، كما قال الله عزَّ وجَلّ : (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) .