العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب شرح أحاديث عمدة الأحكام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : شرح أحاديث عمدة الأحكام
افتراضي الحديث الـ 93 طول القيام بعد الركوع وبين السجدتين
قديم بتاريخ : 15-03-2010 الساعة : 12:13 AM


شرح أحاديث عمدة الأحكام
الحديث الـ 93 طول القيام بعد الركوع وبين السجدتين


ح 93
عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال : إنِّي لا آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا .
قَالَ ثَابِتٌ : فَكَانَ أَنَسٌ يَصْنَعُ شَيْئاً لا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ . كَانَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ انْتَصَبَ قَائِماً , حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ : قَدْ نَسِيَ , وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ السَّجْدَةِ مَكَثَ , حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ : قَدْ نَسِيَ .

في الحديث مسائل :

1= معنى " لا آلـو " أي لا أُقَصِّر .
وقال ابن قتيبة في غريبه : ويُقال : لا آلو كذا ، أي لا أستطيعه .
ومعناه أي لا أقصِّر ما استطعت من صلاتي بكم كصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا يعني أنه يجتهد في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وفِعلاً .

2= في هذا الحديث دلالة على جواز طول بعض الأركان عن بعض ، وأن القريب من السواء أمر نسبي – كما تقدّم – .

3= فيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع أطال القيام ، وفيه مسائل :
الأولى : الرد على من يَنْقُر صلاته ، بل لا يَجعل بين الركوع والسجود فاصلاً .
الثانية : أن السنة عدم الاقتصار على قول " ربنا ولك الحمد " كما تقدّم ، وتقدّم أنه يقول غير ذلك مما وَرَد
الثالثة : أن هذا الموضع موضع ثناء وذِكر لله عز وجل .
وقد تقدّم أن رجلا قال لما رَفَع رأسه من الركوع : ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .

4= فيه أن ظنّ المأموم لا يُشْرَع معه تنبيه الإمام .
فقول أنس رضي الله عنه : " حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ : قَدْ نَسِيَ " فيه إشعار بأن المأموم قد يظن أنه نسي ، فلا يُشرع له تذكير إمامه إلا إذا تيقّن نسيانه أو وقع الخطأ من الإمام .

5= القائل : " حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ : قَدْ نَسِيَ " هو أنس رضي الله عنه ، فقد جاء في رواية للبخاري من طريق ثابت قال : كان أنس يَنْعَت لنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يصلي وإذا رفع رأسه من الركوع قام حتى نقول قد نَسِي .

ويؤيِّد ذلك رواية لمسلم : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال : سمع الله لمن حمده ، قام حتى نقول : قد أوْهَم ، ثم يسجد ويقعد بين السجدتين حتى نقول : قد أوهم .
وهو بمعنى الرواية الأولى .

6 = فيه أن الطمأنينة واجبة بعد الرفع مِن الركوع وبين السجدتين ، وهذا وإن كان مُجرّد فِعل منه عليه الصلاة والسلام ، إلاّ أنه يعضده قوله عليه الصلاة والسلام : صلّوا كما رأيتموني أصلّي . رواه البخاري .
قال النووي : وتجب الطمأنينة في الركوع والسجود والاعتدال مِن الركوع والجلوس بين السجدتين ، وبهذا كله قال مالك وأحمد وداود . اهـ .

7= تقدّم ماذا يقول بعد القيام من الركوع ، فماذا يقول بين السجدتين ؟
يقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي .
ففي حديث حذيفة رضي الله عنه : وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوًا مِن سجوده ، وكان يقول : رب اغفر لي . رب اغفر لي . رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين : اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وفي رواية ابن ماجه أنه كان يقوله في صلاة الليل .
قال الترمذي : وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق ، يَرون هذا جائزا في المكتوبة والتطوع . اهـ .

وذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية قول حذيفة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم إنه جَعل يقول بين السجدتين : رب اغفر لي. رب اغفر لي . ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لم يُرد : أن هذا قاله مرتين فقط ، كما يظنه بعض الناس الغالطين . بل يُريد : أنه جعل يُثَنِّي هذا القول ويُردّده ويُكرره ، كما كان يُثَنِّي لفظ التسبيح . اهـ .

وله أن يدعو بين السجدتين بعد قول : رب اغفر لي ، ولا إشكال في كَون الدعاء بِصيغة الإفراد ، أي يدعو لنفسه ، ولو كان إماما لِضعف حديث : لا يؤم قوما فيختص نفسه بدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم . وقد رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وضعفه الألباني والأرنؤوط .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وكذا دعاؤه بين السجدتين ، وهو في السُّنن من حديث حذيفة ، ومن حديث ابن عباس ، وكلاهما كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه إماما ، أحدهما بِحذيفة، والآخر بِابن عباس .
وحديث حذيفة : " رب اغفر لي ، رب اغفر لي " ، وحديث ابن عباس فيه : " اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني" ، ونحو هذا ، فهذه الأحاديث التي في الصحاح والسُّنن تدل على أن الإمام يدعو في هذه الأمكنة بصيغة الإفراد . وكذلك اتفق العلماء على مثل ذلك ، حيث يَرون أنه يُشْرَع مثل هذه الأدعية .

والله تعالى أعلم .


كتبه الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أفضل: طول القيام أو كثرة الركوع والسجود؟ طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 1 02-11-2016 01:23 PM
هل يأثم أخي إذا حصل بينه وبين أمي مشادّة في الحديث معها ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 25-02-2013 04:11 PM
ما حكم القيام بمعصية في لحظة ضعف ثم التوبة ثم القيام بالمعصية في لحظة ضعف أخرى ؟ ناصرة السنة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 06-11-2012 10:05 PM
الحديث الـ 127 في الدعاء في الركوع والسجود راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 27-03-2010 09:19 PM
كيفية رد السلام حال الركوع أو السجود أو الجلوس بين السجدتين عبق إرشــاد الـصــلاة 0 12-02-2010 12:32 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى