[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــه
السؤال
يا شيخ يوجد كاتب عندنا في المنتدى معجب بالأفكار الليبرالية ويرى الاستفادة من الليبراليين
ولا ينكر على الليبراليين الذين يستهزئون بالله ورسوله
يا شيخ بماذا تنصح إدارة المنتدى تجاه هذا الكاتب ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جاء في الحديث : " لا تنتفعوا مِن الميتة بإهَاب ولا عَصَب " .
وهُم بِمَنْزِلة الميتة !
وموافقة أهل الباطل أو الرضا بِمَا هُم عليه مِن باطِل يَجعل الْمُوافِق شريكا لهم في الإثم ، إن لم يَصِل بصاحبه إلى الكُفر ، خاصة إذا كانوا يستهزئون بشيء مِن شعائر الإسلام ، أو بالعلماء والصالحين .
وقد نَهى الله عن مُجالسة المستهزئين ، فقال عزّ وجلّ : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيث غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ، وقال سبحانه وتعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيث غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) .
قال ابن جرير : إن جَالَسْتم مَن يَكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون ، فأنتم مثله . يعني : فأنتم إن لم تَقوموا عنهم في تلك الحال مِثلُهم في فِعْلهم .
وقال : وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل مِن كُلّ نَوع ، مِن المبْتَدِعَة والفَسَقة ، عند خوضهم في باطلهم . اهـ .

وقال البغوي : (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) ، أي : إن قعدتم عندهم وهُم يخوضون ويستهزئون ورَضيتم به فأنتم كُفَّار مثلهم ، وإن خاضوا في حديث غيره فلا بأس بالقعود معهم مع الكراهة . وقال الحسن : لا يجوز القعود معهم وإن خَاضُوا في حديث غيره . اهـ .

وقال القرطبي : (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) فَدَلّ بهذا على وُجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظَهَر منهم مُنْكَر ؛ لأن مَن لم يجتنبهم فقد رضي فِعْلهم ، والرِّضَا بِالكُفْر كُفْر . اهـ .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد