العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة قسـم المحرمـات والمنهيات
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي لماذا الغناء يُنبت النفاق في القلب ؟
قديم بتاريخ : 20-02-2010 الساعة : 03:34 AM


لماذا الغناء يُنبت النفاق في القلب ؟

الجواب:

أورد ابن القيم - رحمه الله - هذا السؤال ثم قال :
فإن قيل : فما وجه إنباته للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي ؟
قيل : هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها ، وأنهم هم أطباء القلوب دون المنحرفين عن طريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها ، فكانوا كالمداوي مِن السّقم بالسّمّ القاتل ! وهكذا والله فعلوا بِكثير من الأدوية التي رَكّبوها أو بأكثرها ، فاتفق قلة الأطباء وكثرة المرضى وحدوث أمراض مزمنة لم تكن في السّلف . والعدول عن الدواء النافع الذي رَكّبه الشارع ومَيْل المريض إلى ما يُقَوّي مادة المرض ؛ فاشْتَدّ البلاء ، وتَفَاقَم الأمر ، وامتلأت الدور والطرقات والأسواق مِن المرضى ، وقام كل جهول يُطبّب الناس .
فاعلم أن للغناء خَواصّ لها تأثير في صَبغ القلب بالنّفاق ونباته فيه كَنَبَات الزرع بالماء ؛ فَمِن خَوَاصّه :
أنه يُلْهِي القلب ويَصدّه عن فَهْم القرآن وتَدَبّره والعمل بما فيه ؛ فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدا ، لِمَا بَينهما مِن التّضَادّ ، فإن القرآن يَنْهَى عن اتّباع الهَوى ، ويأمر بِالعِفّة ومُجَانَبة شَهَوات النفوس ، وأسباب الغَيّ ، ويَنْهَى عن اتّباع خطوات الشيطان . والغناء يأمُر بِضِدّ ذلك كله ، ويُحسّنه ، ويُهيّج النفوس إلى شَهَوات الغَيّ ، فيُثِير كامِنَها ، ويُزْعِج قَاطِنها ، ويُحَرّكها إلى كل قَبيح ، ويَسُوقها إلى وَصْل كُلّ مَلِيحة ومَلِيح ... وهو جاسُوس القلب ، وسارِق المروءة ، وسُوس العَقل ، يَتَغَلغل في مَكَامِن القلوب ، ويَطّلع على سرائر الأفئدة ، ويَدبّ إلى مَحل التخيّل فيُثِير ما فيه مِن الهوى والشهوة والسخافة والرَقَاعة والرّعُونة والحَمَاقة ؛ فبَيْنا تَرى الرّجُل وعليه سِمَة الوَقار ، وبَهاء العَقل ، وبَهْجة الإيمان ، ووَقَار الإسلام ، وحَلاوة القرآن ، فإذا اسْتَمع الغناء ، ومالَ إليه نَقَص عَقْله ، وقَلّ حياؤه ، وذَهَبت مُرُوءته ، وفَارَقه بَهاؤه ، وتَخَلّى عنه وقَاره ، وفَرِح به شيطانه ...
وسَرّ المسألة : أنه قرآن الشيطان ، فلا يجتمع هو وقرآن الرحمن فى قَلْبٍ أبَدا .
وأيضاً فإن أساس النفاق : أن يُخالِف الظاهر الباطن ، وصاحب الغناء بين أمرين :
إما أن يَتَهَتّك ؛ فيكون فاجِرا ، أو يُظْهِر النّسك ؛ فيكون منافقا ، فإنه يُظهر الرغبة فى الله والدار الآخرة وقلبه يَغلي بالشهوات ، ومحبة ما يكرهه الله ورسوله مِن أصوات المعازِف ، وآلات اللهو ، وما يَدعو إليه الغناء ويُهيّجه ؛ فَقَلْبه بِذلك مَعْمُور ، وهو مِن مَحبة ما يُحِبّه الله ورسوله وكراهة ما يكرهه قَفْر ، وهذا مَحْض النفاق .
وأيضا : فإن الإيمان قول وعمل : قول الحق ، وعمل بالطاعة ؛ وهذا يَنْبت على الذّكر ، وتلاوة القرآن .
والنفاق : قول الباطل ، وعَمل البَغي ؛ هذا يَنْبت على الغناء .
وأيضا : فمِن علامات النفاق : قِلّة ذِكْر الله ، والكَسَل عند القيام إلى الصلاة ، ونَقْر الصلاة ، وقَلّ أن تَجِد مَفْتونا بِالغِناء إلاّ وهذا وَصْفه .
وأيضا : فإن النفاق مُؤسّس على الكذب ، والغناء مِن أكذب الشّعْر ، فإنه يُحسّن القَبيح ويُزَيّنه ، ويأمُر به ، ويُقَبّح الحسَن ويُزهّد فيه ؛ وذلك عَيْن النفاق .
وأيضا : فإن النفاق غِشّ ومَكر وخِداع ، والغناء مُؤسّس على ذلك .
وأيضا : فإن المنافق يُفسِد مِن حيث يَظنّ أنه يُصلِح - كما أخبر الله سبحانه بذلك عن المنافقين - وصاحِب السّمَاع يُفسِد قَلْبه وحَاله مِن حيث يَظن أنه يُصلِحه . والمُغَنّي يَدعو القلوب إلى فِتْنة الشهوات ، والمنافِق يَدعوها إلى فِتنة الشبهات . قال الضّحّاك : الغناء مَفْسَدة للقلب ، مَسْخَطة للربّ .
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى مُؤدّب وَلَدِه : ليكن أول ما يعتقدون مِن أدَبك بُغْض الملاهي ، التى بَدؤها مِن الشيطان ، وعاقِبتها سَخط الرحمن ، فإنه بَلَغني عن الثقات مِن أهل العِلْم : أن صوت المعازِف ، واستماع الأغاني ، واللّهج بها يُنْبِت النفاق فى القلب كما يَنْبت العشب على الماء .

فالغناء يُفسد القلب ، وإذا فسَد القلب هاج فيه النفاق .
وبالجملة : فإذا تأمل البَصير حال أهل الغناء ، وحال أهل الذّكْر والقرآن ، تَبَيّن له حِذْق الصحابة ومَعْرِفتهم بِأدْواء القلوب وأدويتها . وبالله التوفيق .

ويُنظَر : إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان .

نَقَله الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يجوز للنساء وصف المشايخ بكلمات كرقيق القلب , طيب القلب و ما شابه ؟ راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 10-02-2016 11:24 PM
خُطبة جُمعة عن .. (خطر النفاق) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 06-10-2015 07:57 PM
كيف نرد علي من تقول أن الإيمان في القلب؟ راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 21-09-2012 11:39 PM
هل العقل في القلب أو في الرأس ؟ محب السلف قسم القـرآن وعلـومه 0 26-03-2010 02:36 PM
ما النفاق الاعتقادي الذی يشار بعض الناس به؟ رولينا قسـم الفتـاوى العامـة 0 28-02-2010 11:56 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى