ما رأيكم في عبارة (إذا حرص أحد والديك على اختيار كلامهم معك خوفًا من انزعاجك فأنت عاق) ؟
بتاريخ : 14-09-2015 الساعة : 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ
ما رأيكم بهذه الجملة (إذا حرص أحد والديك على اختيار كلامهم معك خوفًا من انزعاجك وغضبك فأنت عاق .) ؟
وهل هي على إطلاقها ؟
وهل هذا يتعارَض مع حِرص بعض الآباء والأمهات على مشاعِر أبنائهم وبُعدهم عمّا يكدّر خواطِرهم أو يغضبهم ؟
شكرًا لكم فضيلة الشيخ ورفع الله قَـدركم وكتب الله لكم نعيم الدّارين وطِيب الحياة والسَّعة الطيّبة .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذا القول ليس على إطلاقه ؛ لأنه ليس مِن العقوق مُراعاة الوالدين للأولاد ، لاختِلاف طبائع الناس ، حتى يُخفِي بعض الآباء بعض الأخبار السيئة عن بعض أولادهم دون بعض لِسُرعة تأثّر بعضهم دون بعض .
وكذلك مُراعاة الحالة الصّحيّة لبعض الأولاد .
ولأن العُقُوق هو الإساءة إلى الوالدين أو على أحدهما وتَضْييع حَقّهما .
قال ابن الأثير : يُقال : عَقَّ وَالِدَه يَعُقّه عُقوقا فهو عاقّ ، إذا آذاه وعَصَاه وخَرج عليه . اهـ .
أمّا مُراعاة الوالدين لبعض الأولاد اتِّقاء لِشرِّه ؛ فهذه علامة شرّ وعقوق ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن شرّ الناس مَن تَرَكه الناس - أوْ وَدَعَه الناس - اتِّقَاء فُحْشِه . رواه البخاري ومسلم .
فإذا كان شرّ مَن تَرَكه الناس تَجنّبا لِفُحشِه ، فكيف بِمَن تَرَكه والِدَاه تَجنّبا لِفُحشِه ؟
نعوذ بالله مِن سُوء الْخُلُق .
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ما مِن مُسلم له أبَوان فيُصبح وهو مُحسِن إليهما إلاَّ فتح الله له بَابَيْن مِن الجنة ، ولا يُمسي وهو مُسيء إليهما إلاّ فتح الله له بَابَيْن مِن النار ، ولا سَخِط عليه واحد منهما فيَرْضَى الله عنه حتى يَرْضَى عنه ، قال : قلت : وإن كانا ظالمين ؟ قال : وإن كانا ظالمين . رواه ابن أبي شيبة .
وقد عَدّ السلف حِدّة النظر إلى الوالدين مِن العقوق .
سُئل الْحَسَن البصري : إلى ما يَنتهي العقوق ؟ قال : أن تَحرمهما وتَهجرهُما وتُحدّ النظر إلى وَجْه والِدَيْك . رواه ابن أبي شيبة .