[راجية العفو]

السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صباحكم طاعه وعبادهـ محموله بذكر الله وشكرهـ ..
فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم ..
بارك الله في جهدك وقلمك ..
وأسأل المولى أن يجعلك من أهل المنابر في الجنه ..
بالأمس قرأت موضوع عن الحريه ..
وشدني كلمةً كتبتها صاحبة الموضوع وهي ..

الحريــه .. هبه من الله .. حتى في اختيارنا للإسلآم حريـــه ..

ولكن .. بحثت عنها في نوآحي قريبــه وبعيدهـ .. قديمه وحديثــــه ..

للأسف .. لم اجد سوا تلكـ القيود التي تكبلنا ..~

قيــود .. ليس

اقتباس :

لها اساسا من الصحــــه .. هنا وهنـــآكـ .. قريبا وبعيدا .. حتى الصرآحـــه .. اصبحت مقيــدهـ بخزعبلات المجاملــه الكذابـــــه الرجولـــه .. تغلبها رقصات الحبارى .. وكأنها انقضت في تاريخ معاصر ماضي ..~ والسلطـــه هي الحكم .. والجلاد هو الآمر الناهي ..~ فلا حريه رآي .. ولا حريــه سمـــآء ولا أرض ..~ فقط .. جبورت .. سلطـــه ليس لها صحـــــه .. ظلم لحروف الكتـــآبـــــــــه ..~’, انا لا أطالب ابدا بالتعري من تقاليدنا .. ولا اطالب بوقاحــــه المنطــق .. فقط هي الحريــــــه .. التي كرمنا بها رب العالمين ..~ مع علمي التام .. بأن كل مانفعله .. أو مانقوله .. سيجد الانتقـــآد له بالمرصـــآد ولكن .. حين تكون على قناعة تامـــه بما تفعلـــــه .. فقط سأقوم بما يحلو لي .. وآدير ظهري لهم .. فحريتي هي ما املكهـــــا

وردي عليها كان كالآتي ..

اقتباس :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحــريه ليــست كمــآ هـو مفهـــومهـــآ العــــآم ... وإذا أردنـــآ الخــوض الحقيقــي بالحـــريه فهــي ( القـــدرهـ على الاختيـــآر ) أمــآ الحــريـه التــي يـــدّعــي بهــآ الغيــر بمفهــومهــم الشخصــي .. فهــذهـ أحيـــآنــاً لاتكـــون حــريــه .. الأنســآن وفــق الشـــريعــه والــقرآن والمنـــطق العقــلي يجــب أن يكـــون .. ( مختـــآراً حــراً ).. وبنفــس الــوقت مســـؤولاً ولكــن وفـــق تطبيـــق الإســـلام .. فـــلا حــريه بــلا مســـؤوليــه .. وهـــذهـ قيمــــة الأنســـآن المســـلم .. هنـــــآك حــريه بالــرأي والحــديث والقـــلم .. ولكــن ليـــس هنــــآك حـــريه فــي أختيــــآر الإســـلآم إطــــلآقاً نحـــن ولـــدنآ على الفطـــرهـ وهو الــدين الإسلامي ومجبريــن على الأعتنـــآق لــه .. وأتبـــآع شـــرعــه .. الحــريـــه رؤيتـــهآ نــوعـــآن .. حــريــه دآخليـــه أو شخصيـــه أو ذآتيـــه وحــريـه أجتمــــآعيـــه .. حـــرية الشـــخص في أعمـــاله في أقـــواله دون تعــدي او تجــريح .. والحريــه الاجتمــاعيـــه تكــون عــامــه للمجتمــع لأمـــور في مصلحتهـــم .. أحيــآنــاً تكــون حــرية الشخــص ليســـت في صــالحـــه ســوى تعنتــه وتمسكـــه في رأيــــه .. قـآل تعــآلى .. _ ( وأمــرهــم شـــورى بينـــهم )

فأرجو من فضيلتكم توجيهي وجميع من قراء هذا الموضوع
بالكلام الحق والبيّن حتى لا يكون هناك ألتماس على البعض ..
جعل الله الجنة داركم وسدد للخير خطاكم ..



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

الكلام في الحريّة بين طرفين ووسط ، فَطَرَف أطلقها بلا خِطام ولا زِمام ! وطَرَف كبّل كل حّريّة تحت قيود القبيلة والخوف من النقد .. والوسَط أن يكون للإنسان حريّة واختيار ، ولكنها – كما ذكرت – مؤطّرة منضبطة بِضوابِط الشرع والعقل ، بل والذوق واعتبار الأعراف .

ومثال الحرية : حرّية اللباس ، فليست الحرية أن يتعرّى الإنسان ، ولا أن يلبس ما شاء ! ولا أن يترك لبس الجديد أو يترك الاعتناء بِمظهره بِحجّة أن هذه مظاهر .
والوسط : لبس الجديد والاعتناء بالمظهر مع اعتبار ما جاءت به الشريعة وما يقتضيه العقل ، ولا يخرج عن العُرْف والمألوف .
قال الإمام البخاري : باب قول الله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كُلُوا واشربوا ، والْبَسُوا وتَصَدّقوا ، في غير إسراف ولا مخيلة . وقال ابن عباس : كُل ما شئت والْبس ما شئت ما أخْطَأتك اثنتان : سَرَف أو مَخِيلة .

ولو لبس الرَّجُل لباسًا يَسْتُر به ما بين السُّرّة إلى الرُّكبة ، لم يكن آثِمًا ؛ لأنه سَتَر عورته ، إلاّ أن الذوق والعُرْف والمروءة تقتضي أن لا يخرج بمثل ذلك اللباس في أوساط الناس .
ولا يكفي أن يقول الإنسان : أنا لم أفعل أمرا مُحرّما ، وسأدير ظهري إلى الناس وأخرج بِما لبست لأني مُقتنع به !

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية