العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي حكم قول: ركعتين أصليهما أحب لي من الجنة بما فيها
قديم بتاريخ : 22-03-2010 الساعة : 01:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
سؤال إلى فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم حفظه الله تعالى.
ما حُكم هذا القول ؟
قال الأسود بن سالم : ركعتين أصليهما أحب لي من الجنة بما فيها !! فقيل له: هذا خطأ . فقال : دعونا من كلامكم , الجنة رضا نفسي، والركعتان رضا ربي , و رضا ربي أحب إلي من رضا نفسي !!!



الجواب

هذا غَلَط ؛ لأن الجنة هي دار الكرامة والرِّضا .

وقد سأل موسى ربه عن أعلى أهل الجنة مَنْزِلة . قال : أولئك الذين أرَدْتُ . غَرَسْتُ كَرامتهم بيدي ، وخَتَمْتُ عليها ، فلم تَرَ عَين ، ولم تَسْمَع أُذُن ، ولم يَخْطُر على قَلْب بَشْر . رواه مسلم .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُرغِّب في الأعمال الصالحة ويَحثّ عليها ، ويُخبِر أصحابه بأنها خير من الدنيا وما فيها ، فَمِن ذلك قوله : ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها . رواه مسلم .

ولم يَقُل : خير من الجنة ، ولا أحبّ إليّ من الجنة .

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُرغِّب أصحابه في الجنة بِذِكْرِ ما فيها .

قال عليه الصلاة والسلام : لو أن امرأة من أهل الجنة اطّلَعَتْ إلى أهل الأرض لأضاءتْ ما بينهما ولَمَلأتْه رِيحا ، ولَنَصِيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها . رواه البخاري .

ولما أُهْدِيتْ للنبي صلى الله عليه وسلم حُلة حَرير ، جَعَل أصحابه يَمَسّونها وَيعجبون مِن لِينها ، فقال : أتعجبون من لين هذه ؟ لَمَنادِيل سعد بن معاذ خير منها وألْيَن . رواه البخاري ومسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام : وموضع سَوط أحدكم من الجنة خَير من الدنيا وما عليها . رواه مسلم .

وكان الصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم سألوه الجنة ، وما يُوصِل إليها ، وما يُدْخِلهم الجنة .

ففي صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أَبِيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوَضوئه وحاجته ، فقال لي : سَل . فقلت : أسألك مُرافقتك في الجنة . قال أوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعِنّي على نفسك بِكثرة السجود .

وعند البخاري من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بِعَمَل يُدْخِلني الجنة . فقال القوم : مالَه مالَه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرَبٌ مَاله ؟ تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتَصِل الرَّحِم .

وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سَفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير ، فقلت : يا رسول الله أخبرني بِعَمَل يُدخلني الجنة ويُباعدني من النار . قال : لقد سألتني عن عظيم ، وإنه ليسير على مَن يَسَّرَه الله عليه .. الحديث . رواه الإمام أحمد والترمذي .

والأمثلة على ذلك كثيرة . ثم إن هذا القول يُشبه قول من قال : ما عَبَدْتُك شَوقًا إلى جنتك ولا خَوفًا مِن نَارِك .

وهذا غلَط كما بيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث بيَّن : أن طائفة من الصوفية والعباد شاركوا هؤلاء [ الجهمية والحلولية] في أن مُسَمّى الجنة لا يَدخل فيه النظر إلى الله ، وهؤلاء لهم نَصيب من محبة الله تعالى والتلذذ بعبادته ، وعندهم نصيب من الخوف والشوق والغرام ! فلما ظَـنُّوا أن الجنة لا يَدخل فيها النظر إليه صاروا يَسْتَخِفُّون بِمُسَمّى الجنة ، ويقول أحدهم : " ما عبدتك شوقا إلى جنتك ولا خَوفا من نارك " وهم غَلطوا من وجهين :

أحدهما : أن ما يَطلبونه مِن النظر إليه والتمتع بِذِكْرِه ومُشاهدته كل ذلك في الجنة .

الثاني : أن الواحد من هؤلاء لو جَاع في الدنيا أياما ، أو أُلْقِي في بعض عذابها ؛ طَارَ عَقْلُه ، وخَرَج مِن قَلْبِه كلّ مَحَبّة !

ولهذا قال سَمنون :

وليس لي في سِواك حَظّ *** فكيفما شئت فامْتَحِنِّي

فابْتُلِي بِعُسْر البول فصار يطوف على المكاتب ويقول : ادْعُوا لِعَمِّكُم الكذّاب .

وأبو سليمان لما قال : قد أُعْطِيتُ مِن الرضا نصيبا لو ألْقَاني في النار لكنت رَاضيا . ذُكِرَ أنه ابْتُلي بِمَرَض ، فقال : إن لم تُعافني وإلا كَفَرْتُ ! أو نحو هذا .

والفضيل بن عياض ابْتُلِي بِعُسْر البول فقال : بِحُبِّي لك إلا فَرّجْتَ عَنِّي ، فَبَذَلَ حُبّه في عُسْرِ البول .

فلا طاقة لمخلوق بعذاب الخالق ، ولا غِنَى به عن رحمته .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لِرَجُل : ما تدعو في صلاتك ؟ قال : أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار ، أما أني لا أُحْسِن دَنْدَنتك ولا دَندنة معاذ . فقال : حولها نُدندن .

ودَخَلَ عَلى أعرابي قد صار مثل الفَرْخ ، فقال : هل كنت تدعو الله بشيء ؟ قال : كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّلْه لي في الدنيا ، فقال : سبحان الله إنك لا تَستطيعه ، أو لا تُطيقه . هلاّ قُلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

والعدوان في الإرادة والعبادة والعمل حصل من إعراضهم عن العلم الشرعي واتِّبَاع الرسول ، وقد قال تعال : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) .

قال بعضهم : ليس الشأن في أن تُحِبّه ، الشأن في أن يكون هو يُحِبّك . وهو إنما يُحِبّ مَن اتّبَعَ الرّسول صلى الله عليه وسلم . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حكـم التسمي بـِما يُنشب للجنَّة مثل (نسائـم الجنة) وَ (رحيق الجنة) ؟ نبض الدعوة قسـم البـدع والمـحدثـات 0 25-11-2012 10:52 PM
حكم التسمى بالاسماء التى فيها نسب للجنة كـ"زعفران الجنة وغيرها" ناصرة السنة قسـم الأنترنـت 0 22-03-2010 02:48 PM
ما صحة حديث:إذا أراد الله تعالى أن يدخل أهل الجنة في الجنة بعث إليهم م راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 28-02-2010 04:24 PM
الأمة ليس فيها مشركين والجميع سوف يدخل الجنة محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 19-02-2010 08:35 PM
إذا أدخلنى الله الجنة فسألته أن يجعلنى أجمل فتاة فيها يحقق لي ذلك؟ راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 10-02-2010 04:00 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى