ما الأفضل لفتاة ترجو من الله أن يرزقها بالزوج الصالح ؟ أتُحدِّث أمها بأن تمدحه لأبيها ؟
بتاريخ : 27-03-2010 الساعة : 04:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الأفضل لفتاه ترجو من الله أن يرزقها بالزوج الصالح ، وهناك شاب مستقيم من جماعتها - تحسبه كذلك والله حسيبه ولا تزكي على الله أحدا - فهو من الذين يحفظون القران ويوزِّعون الأشرطة في الأفراح ، وعليه مظاهر الصلاح.
فما الأفضل :
أتُحدِّث أمها بأن تمدحه لأبيها وتكلمه أن يخطبه لها كذا فجأة ، أو بأسلوب غير مباشر أم أنها لا تفكر به أبدا ، بل تنتظر من الله أن يرزقها غيره ؟ علما أنها لم تحبه إلا لأخلاقه.
أو أنها تحسن العلاقة مع أهله ؟ وتجعل لها واسطة كما فعلت خديجة رضي الله عنها ؟
أفيدوني أفادكم الله
والسلام عليكم
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يجوز للفتاة أن تختار شريك حياتها ، إلا أن هذا ليس هو الأصل ، فالأصل أن الشاب هو الذي يختار ، والمرأة هي التي تُخطَب .
وللمرأة أن تَعرِض نفسها على الرّجل الصالح ، إلا أنها إذا خشيت أن يُظنّ بها سوء أو يساء فهمها ، فإنها تجعل بينها وبينه واسطة ، ويُكتفى بالتلميح دون التصريح .
وإن رأت أن تعرض الأمر على والدتها أو على والدِها بحيث يَعرِضون على ذلك الشاب الزواج من ابنتهم ، وأنهم يَرغبون بمثله ، فهذا أيضا لا بأس به ، فقد عَرَض عُمر رضي الله عنه ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنهما ، ثم خَطَبها النبي صلى الله عليه وسلم .
وبوّب الإمام البخاري على هذه القصة بقوله : باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير .
وعقد باباً آخر فقال :
باب عَرْض المرأة نفسها على الرجل الصالح .
ثم ساق بإسناده عن ثابت البناني قال : كنت عند أنس وعنده ابنةٌ له . قال أنس : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها قالت يا رسول الله ألك بي حاجة فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها واسوأتاه واسوأتاه ! قال : هي خير منك ، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عليه نفسها .
قال ابن حجر : جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح رغبة في صلاحه ، فيجوز لها ذلك وإذا رَغِبَ فيها تزوجها بشرطه . اهـ .
فإذا كانت هذه الفتاة ترى في هذا الشاب الكفاية وأنه مرضي الدِّين والْخُلُق فلها أن تُخبر والدتها بذلك ، أو تُخبر والدها بذلك .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد