[راجية العفو]

السؤالفضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
لقد قمت بتأليف كتاب عن فضائل الأعمال وكان هدفي من الكتاب أن ينتشر بين الناس ويعمل الناس به وآخذ أنا اجر من يعمل به امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء" رواه مسلم.
مع العلم أنه كما تعلمون بعد نشر الكتاب فإنه سوف يأتني عائد مالي من بيع الكتاب، فهل أنا آخذ أجر من يعمل من المسلمين بما ورد في الكتاب من فضائل حتى بالرغم من أنه يأتيني عائد مالي على الكتاب؟ مع التنبيه كما قلت أن نيتي ليس المال بل أن يعمل الناس بما في الكتاب من أعمال وفضائل وأدعية ؟ أم بسبب العائد المالي لن آخذ أجر من يعمل بالكتاب؟
أرجو منكم الرد مشكورين




الجواب :
وحفظك الله ورعاك .

أنت مأجور – إن شاء الله – طالما كانت النية في الأصل هي نَشْر الخير ، وأنت على خير ودَالّ على الخير .
ألا ترى وفّقك الله أن صانِع السهم الْمُحْتَسِب في صنعته يدخل به الجنة ؟
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلاَثَةً الْجَنَّةَ : صَانِعَهُ الْمُحْتَسِبَ فِيهِ الْخَيْرَ ، وَالرَّامِيَ بِهِ ، وَمُنْبِلَهُ . رواه الإمام أحمد ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن بطرقه وشواهده .

وقد يكون في أخذ الأجرة تعجّل بعض الأجر .
قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُصِيبُونَ الْغَنِيمَةَ إِلاَّ تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الآخِرَةِ ، وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ ، وَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ . رواه مسلم .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد