[ناصرة السنة]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
بصراحة سوف أدخل لصلب الموضوع، لقد سرقت أهلي منذ فترة تسع سنوات تقريباً، عندما توفي والدي وهو يعمل معي قام العمل بوضع مبلغ مالي كإعانة وهو مبلغ من الصندوق الخاص بتضامن العاملين، يعني يقوم العمل في حالة توفي أحد الوالدين بإعطاء مبلغ وفي حال توفي الشخص المستخدم نفسه يقوموا بمنح هذا المال لأهله مثل الإعانة لمصاريف العزاء يعني مش ورث أو ما شابه، المهم قاموا بوضع هذا المال في حسابي الشخصي بسبب قفل حساب والدي مؤقتاً حتى إتمام الإجراءات الخاصة بالضمان الاجتماعي ثم قام بعض زملائه بجمع مبلغ ووضعوه بحسابي أيضاً وذلك إعانة منهم لنا في هذه الظروف، أنا لم أسرق كل المبلغ بل تصرفت بقليل منه وكانت أمي في كل مرة تطلب مني سحب مبلغ منه حتى نفد المبلغ بالكامل، المشكلة أنني لا أعلم ولا أتذكر بتاتاً كم سحبت من المال ولا أعلم كم سحبوا أهلي منه، فكرت وفكرت ثم قررت في النهاية أن أقوم بإعطاء أمي المبلغ كاملاً وخلاص لأني حساب أبي أصبحت أمي هي الوكيلة عليه ويمكنها التصرف به.
لقد قررت وضع المبلغ وهو أربعة آلاف ومائة وثلاثون دينار في يد أمي. بمعنى لو أنه هناك مبلغ زائد عن الذي سرقته فأتمنى من ربي أن يتقبله مني كفارة لما فعلته.
أنا أساعد في مصاريف المنزل وأقوم بإعانة أهلي في الحياة ولا يوجد لدي مصدر آخر للرزق سوى عملي يمكنني منه إرجاع المبلغ لأهلي واحترت ومر الوقت وأنا خائفة من الموت. ويحاسبني ربي على ما اقترفت. فقمت في الشهر الماضي بدخول مشروع صغير مع ابن خالتي سوف يدر علي بعض المال وهو مصدر حلال والحمد لله، وإن شاء الله سوف أخذ ما أحصل عليه وأقوم بإعطائه لأمي بدلاً من المال الذي سرقته.
سؤالي أنا لا يمكنني بتاتاً الاعتراف لأهلي بما فعلته والقول لأمي أنني سرقتهم والمال عندما أعطيها لها سوف تظن أنني كريمة وأهب المال هكذا يعني مجرد خير، فماذا أفعل وهي تعلم بأنني دخلت هذا المشروع وأنني سوف أعطيهم المال؟
أرجوا الإجابة هل لو أعطيت أهلي المال الذي سوف أتحصل عليه بأذن الله بنية إرجاع ما سرقته وأهلي يظنون العكس أكون قد تخلصت من هذا الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سألت شيخنا الشيخ د . إبراهيم الصبيحي – وفّقه الله – عن حُكم هذا المال ، فقال : له حُكم الميراث ؛ لأنه اكتسبه عن طريق عَمَلِه ، فيُعاد إلى الورثة ، إلاّ أن يكن على الميت دَيْن فتُسدد به دُيون الميت .

وإذا لم يُمكن إعادته إلى الورثة بطريقة مُباشرة ، فيُمكن القول لهم : بأن هذا مال للميت على شخص ، وقد أعاده الآن ، مِن غير ذِكْر اسم .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد