[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال وأتمنى الإجابة علية بصورة واضحة حيث أن الأمر أصبح غريب
هناك طريقة تقوم بفعلها النساء قبل الزواج وهي للفتيات لكي يعرفن كم عدد الأبناء الذين ستنجبهم وكم ذكر وكم أنثى ؟
حيث تقوم أحداهم بوضع سلسلة في داخلها خاتم أو لربما أي شيء آخر وتقوم بفتح كف البنت ومن ثم تضع السلسلة فوقها بمسافة قليلة حتى يثبت حركة الخاتم المعلق بالسلسلة فإذا استقر الخاتم بالطول كانت بنت وإذا استقر بالعرض كان ولد ومن ثم تعيد التجربة عدة مرات حتى تحدد عدد الأبناء الذين سينجبوون
جزاكم الله خير ما حكم ذلك ؟



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

هذا نوع من الكهانة والكذب ، ومن القول على الله بغير عِلم ، لأنه مُتضمّن الإخبار عن المستقبل من غير بيّنة ولا دليل .
ويُخشى على من صدّق بذلك من الكفر ؛ لأن من صدّق أن أحدًا يعلم الغيب فقد كذّب بالقرآن .
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْض تَمُوتُ)
وقال عليه الصلاة والسلام : مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما في غد إلاَّ الله ، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلاّ الله ، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلاّ الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلاّ الله . رواه البخاري .

وقال تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ)
ولَمّا قالت جارية عند النبي صلى الله عليه وسلم : وفينا نبي يعلم ما في غد . قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين . رواه البخاري .
وقالت عائشة : ثلاث من حدثكهن فقد كَذَب : مَن حَدّثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب ، ثم قرأت : ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) وقرأت : ( وَمَا كَانَ لِبَشَر أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب ) ومن حدثك أنه يعلم ما في غد ، فقد كذب ، ثم قرأت : ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا )
ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ، ثم قرأت : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) الآية . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم قالت رضي الله عنها : ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية - وذَكَرَتْ منهنّ - : ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ ) .

فإذا كان هذا في حق خير الناس وأفضلهم ، وهو سيّد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ، فكيف بغيره ؟

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد