*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد القـصــص
Lightbulb استفسار عن قصة تحكيم أبي موسى الأشعري بين معاوية وعلي رضي الله عنهما
قديم بتاريخ : 11-02-2010 الساعة : 10:47 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذه القصة صحيحة؟ وهل المقصود هنا هو الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه؟
وبارك الله فيكم ووفقكم لفعل كل مايحبه ويرضاه
امين
أبو موسى الأشعري
عندما بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى البصرة, ليكون أميرها وواليها, جمع أهلها وقام فيهم خطيبا فقال:
" ان أمير المؤمنين عمر بعثني اليكم, أعلمكم كتاب بكم, وسنة نبيكم, وأنظف لكم طرقكم"..!!
وغشي الانس من الدهش والعجب ما غشيهم, فانهم ليفهمون كيف يكون تثقيف الناس وتفقيههم في دينهم من واجبات الحاكم والأمير, أما أن يكون من واجباته تنظيف طرقاتهم, فذاك شيء جديد عليهم بل مثير وعجيب..
هذا الوالي الذي قال عنه الحسن رضي الله عنه:
" ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه"..؟
لقد كان موقفه من التحكيم بين الامام علي ومعاوية واضحا وفي الحرب التي استعر بين المسلمين يومئذ أوراها.
الموقف يكشف عن عطمة هذا الصحابي الجليل, عظمة نفسه, وعظمة ايمانه بالحق, وبالناس, ان راي أبي موسى في قضية التحكيم يتلخص في أنه وقد رأى المسلمين يقتل بعضهم بعضا, كل فريق يتعصب لامام وحاكم.. كما رأى الموقف بين المقاتلين قد بلغ في تأزمه واستحالة تصفيته المدى الذي يضع مصير الأمة المسلمة كلها على حافة الهاوية.
نقول: ان رأيه وقد بلغت الحال من السوء هذا المبلغ, كان يتلخص في تغيير الموقف كله والبدء من جديد.
ان الحرب الأهلية القائمة يوم ذاك انما تدور بين طائفتين من المسلمين تتنازعان حول شخص الحاكم, فليتنازل الامام علي عن الخلافة مؤقتا, وليتنازل عنها معاوية, على أن يرد الأمر كله من جديد الى المسلمين يختارون بطريق الشورى الخليفة الذي يريدون.
هكذا ناقش أبو موسى القضية, وهكذا كان حله.


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .

أولاً : قصة التحكيم مشهورة .. إلا أنه أدخِل فيها ما ليس منها ، بل بعض ما يُقال فيها كذب وباطل
قال الإمام ابن العربي في قصة التحكيم وذِكر ما قيل عن أبي موسى وعمر بن العاص رضي الله عنهما - ما نصّه :
هذا كله كذب صُراح ، ما جَرى منه حرف قطّ ، وإنما هو شيء أخبر عنه الْمُبْتَدِعة ، ووضَعَتْه التاريخية للملوك ، فتوارثه أهل المجانة والمجاهرة بمعاصي الله والبِدَع .
وإنما الذي روى الأئمة الثقات الأثبات أنهما لَمَّا اجتمعا للنظر في الأمر - في عُصبة كريمة من الناس منهم ابن عُمر ونحوه - عَزَل عمروٌ معاوية .
ثم ذَكَر ابن العربي ما رواه الدراقطني بسنده إلى حُضَين بن المنذر ، وهو مِن خواصّ علي رضي الله عنه ، وما كان من أمْر عمرو بن العاص وأبي موسى ، وأنهما جعلا الأمر في الـنَّفَر الذين توفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض .
ثم قال ابن العربي رحمه الله : فهذا كان بدء الحديث ومُنتهاه ، فأعرِضُوا عن الغاوين ، وازجروا العاوين ! وعرّجوا على الناكثين ، إلى سُنن المهتَدِين . وأمسِكوا الألسنة عن السابِقين في الدِّين .
وإياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بِخصومة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد هَلَك من كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خَصْمه . ودَعُوا ما مضَى ، فقد قضى الله ما قضى . اهـ .

ثانيا : لا فائدة من طرح مثل تلك القصص - حتى ما ثبَت منها - ولا أن تلوكها الألسنة ؛ لأن مِن شأن ذلك إيغَار الصدور على بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد يؤدّي ذلك إلى وصف أحد منهم بالمكر والخداع ، وغير ذلك مما يُجلّ عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و رضي الله عنهم .
قيل لعمرين بن عبد العزيز : ما تقول في أهل صِفِّين ؟ قال : تلك دماء طَهّر الله منها يدي فلا أُحِبّ أن أَخْضِب بها لساني .
وبهذا القول قال الشافعي .
وقال : وسُئل أبو حنيفة عن عليّ رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وقَتْلَى صِفِّين ، فقال : إذا قَدِمْتُ على الله يسألني عما كَلَّفَنِي ولا يسألني عن أمورهم .
وروى أنه حين سَئل عنه قال : تلك الدماء طَهّر الله منها شأننا ، أفلا نطهر منها لساننا ؟!
وقال ابن المبارك : السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة ، ولا أقول لأحد منهم هو مفتون .
قال يعقوب بن شيبة : سمعت أحمد بن حنبل سُئل عن هذا ، فقال : فيه غير حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وَكَرِه أن يتكلّم في هذا بأكثر من هذا .
يعني حينما سُئل عن حديث : " وَيحَ عَمّار تقتله الفئة الباغية " .

قال القرطبي :
وقد سُئلَ بعضهم عن الدماء التي أُرِيقَتْ فيما بينهم ، فقال : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
وسُئل بعضهم عنها أيضا ، فقال : تلك دماء قد طَهّر الله منها يَدِي فلا أخْضِبُ بها لساني . يعني التحرّز من الوقوع في خطأ ، والْحُكُم على بعضهم بما لا يكون مُصيباً فيه .
قال بن فورك : ومن أصحابنا من قال : إن سبيل ما جَرَتْ بين الصحابة من المنازعات كَسَبِيل ما جرى بين إخوة يوسف مع يوسف ، ثم إنهم لم يَخْرُجُوا بذلك عن حَدّ الولاية والنبوة ، فكذلك الأمر فيما جرى بين الصحابة .
وقال المحاسبي : فأما الدماء فقد أشكل علينا القول فيها باختلافهم ، وقد سُئل الحسن البصري عن قتالهم ، فقال : شَهِدَه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغِبْنَا ، وعَلِمُوا وجَهِلْنَا ، واجتمعوا فاتَّبَعْنَا ، واخْتَلَفُوا فَوَقَفْنَا . قال المحاسبي : فنحن نقول كما قال الحسَنُ ، ونعلم أن القوم كانوا أعلم بما دَخَلُوا فيه مِنّا ، ونَتَّبِع ما اجتمعوا عليه ، ونقف عندما اختلفوا فيه ، ولا نَبْتَدِع رأياً مِنّا ، ونعلم أنهم اجتهدوا وأرادوا الله عز وجل ، إذ كانوا غير مُتَّهَمِين في الدِّين ، ونسأل الله التوفيق .

فهذا هو سبيل أهل العلم .. الكفّ عما شَجَر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. وعدم الخوض فيه .

وهنا :
أحببت أن أعرف عن معركة الجمل وصفين .
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=2960

سؤال عن مقتل الحُسين وقيادة عمر بن سعد بن أبي وقّاص للجيش الذي قاتل الحٌسين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8960

يطعنون في الصحابة بسبب خلافة علي ومعاوية
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=3471

أود ان استفسر عن:شبهات في كتاب قرأته للتنوخي " الفرج بعد الشدة "
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4052

والله تعالى أعلم


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة قصة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما مع التابعي أويس ؟ راجية العفو إرشـاد القـصــص 0 17-10-2015 10:35 PM
صحة قصة زواج فاطمة من على رضي الله عنهما راجية العفو إرشـاد القـصــص 0 30-09-2012 11:26 PM
صحة قول أبي ذر لبلال رضي الله عنهما ياابن السوداء *المتفائله* قسـم الأنترنـت 0 26-09-2012 10:17 PM
أحاديث عن ابن عباس رضي الله عنهما رولينا قسـم السنـة النبويـة 0 28-02-2010 12:36 PM
هل هذي القصة صحيحة .. تخاصم ابن الزبير مع معاوية رضي الله عنهما عبق إرشـاد القـصــص 0 27-02-2010 07:45 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى