[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في قريتنا إذا جاءت أمطار برحمة الله وفضله , تأتي في بعض الأحيان سيول قوية وتخرب المزارع وتكون هناك أضرار على المزرعة , ولذلك الحكومة أمرت أن من لديه خراب في مزرعته أن يسجل اسمه عن طريق الأمارة أو نائب القبيلة حتى يتم صرف مالا له ليصلح مزرعته , ويستلمون بعضهم 8000 وآخرين 10000 , حسب الخراب
لدي سؤالين بخصوص هذا الموضوع :
1- هل يجوز لمن يستلم هذا المال أن يستخدمه في غير تصليح مزرعته ؟ بمعنى هل يجوز مثلا أن يعطي أبناءه من هذا المال أو أن يشتري طعاما للمنزل أو غير ذلك , أم لا بد أن يصرف للمزرعة فقط ؟
2-بعض الناس يذهب لنائب القبيلة أو الأمارة ثم يسجل اسمه واسم أبنائه وأبناء أبنائه , وكل يستلم مالا باسمه , وقد يكون واحد منهم فقط لديه خراب والباقين يتحايلون عن طريق ما يسمى بعقود الإيجار وغير ذلك ؟
ما رأيك يا شيخ بما يفعله هؤلاء ؟ أليس هذا من الغلول ؟ أليس هذا المال حرام عليهم ؟ والله أني أعلم أن هناك أناس استلموا مالا , ووالله أن هذا الشخص ليس لديه مزرعة أبدا ؟ ويقولون ما عليك الحكومة شبعانة ؟!
أرجو يا شيخ التفصيل والنصح والتوجيه وفقك الله لك خير




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفَّقَك الله لكل خير .

مَن أُعْطِي مالاً تَعويضا لخسارته ، فَلَه أن ينتفع به ؛ لأنه تعويض عن خسارته ، وهو إنما يَزْرَع مِن أجل تحصيل المال .

وأما أن يُسجِّل الشخص اسمه أو أسماء آخرين ، أو يقوم بالتحايل بواسطة عقود وهمية ؛ فهذا لا يجوز ؛ لأنه يأخذ مالاً لا حقّ له فيه .
والنصيحة أن يَسْتَعِفّ هؤلاء عن هذه الأموال ، ليُغنيهم الله مِن فضله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن يَستعفف يُعِفّه الله ، ومَن يَستغن يُغْنِه الله ، ومَن يتصبر يصبره الله ، وما أُعْطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .

وكان الصحابة رضي الله عنهم يَسْتَعِفّون عمّا يأتيهم مِن مال ، وإن كان لهم فيه حق .
روى البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعطيني العطاء ، فأقول : أعطه أفقر إليه مِنِّي ، حتى أعطاني مرة مالاً ، فقلت : أعْطِه أفْقَرَ إليه مِنِّي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خُذْه ، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مُشرف ولا سائل فَخُذْه ، وما لا ، فلا تُتْبِعْه نفسك .

وقال حكيم بن حِزامٍ رضيَ اللّهُ عنه : سألتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثمّ سألتهُ فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ثمّ قال : يا حكيمُ ! إنّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوة ، فمن أخذَهُ بَسخاوةِ نفسٍ بوركَ له فيه ، ومن أخذَهُ بإشْرافِ نفسٍ لم يُبارَك له فيه ، كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ . اليدُ العُليا خيرٌ منَ اليدِ السّفلى . قال حكيمٌ : فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ ، والذي بَعثكَ بالحقّ لا أرزأُ أحداً بعدَكَ شيئا حتى أُفارِقَ الدنيا . رواه البخاري ومسلم .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد