*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم البـدع والمـحدثـات
Lightbulb شبهه عن الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله
قديم بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 11:33 AM


السلام عليكم ور حمة الله و بركاته ..
شيخي الفاضل
هذه شبهة يروجها الصوفيون في منتدياتهم .. و قد أثارت حفيظتي ..
و هي عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى

اقتباس :
يقول الامام احمد رحمه الله تعالى قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله رحمه الله : يا ولدي عليك بالحديث و اياك مجالسة هؤلاء الذين سموا انفسهم الصوفية فانهم ربما كان احدهم جاهلا باحكام دينه فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي وعرف احوال القوم اصبح يقول لولده ياولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فانهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة .
هذه الكلمات من كتاب تنوير القلوب ص 405 للعلامة الشيخ أمين الكردي المتوفي في سنة 1332

فما رأيك بالقول و الكتاب ؟ فأنا لا أعرف ما مدى مصداقية هذا الكتاب أو صاحبه ..

نريد ردا وافيا جزاكم الله خيرا







الجواب:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

رحم الله الإمام الشافعي حيث قال : صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سِوى حرفين :
أحدهما : قولهم : الوقت سيف ، فإن لم تقطعه قطعك .
والثاني : قولهم : نفسك إن لم تشغلها بالحق وإلاَّ شغلتك بالباطل .

ولم يكن أهل العِلم يُعوِّلون على أقوال الصوفية وأحوالهم ، فقد كان الإمام أحمد يذمّ كُتُب الحارث المحاسبي .
والثابت عن الإمام أحمد رحمه الله أنه ينهى عن مُجالستهم أيضا !
قال الحاكم : سمعت أحمد بن إسحاق الصبغي سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول : قال لي أحمد بن حنبل : يبلغني أن الحارث هذا يُكثر الكَون عندك ، فلو أحضرته مَنْزِلك وأجلستني في مكان أسمع كلامه ، ففعلت ، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا وصلوا العتمة ، ثم قعدوا بين يدي الحارث وهم سكوت إلى قريب نصف الليل ، ثم ابتدأ رجل منهم وسأل الحارث ، فأخذ في الكلام ، وكأن على رؤوسهم الطير ، فمنهم مَن يبكي ، ومنهم مَن يَخِنّ ، ومنهم مَن يَزعق، وهو في كلامه فصعدت الغرفة فوجدت أحمد قد بَكى حتى غُشي عليه . إلى أن قال : فلما تفرقوا قال أحمد : ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء ، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا ، وعلى هذا فلا أرى لك صحبتهم !
قال الإمام الذهبي :
قلت : إسماعيل وثقه الدارقطني ، وهذه حكاية صحيحة السند مُنكرة ، لا تقع على قلبي ، أستبعد وقوع هذا من مثل أحمد ! [ يعني أنه يبكي ويُغشى عليه ]
قال الذهبي :
وأما المحاسبي فهو صدوق في نفسه ، وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه !
قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي : شهدت أبا زرعة وقد سُئل عن الحارث المحاسبي وكُتُبِه ، فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كُتب بِدع وضلالات ، عليك بالأثر ، فإنك تجد فيه ما يُغنيك . قيل له : في هذه الكتب عِبرة . فقال : من لم يكن له في كتاب الله عِبرة فليس له في هذه الكُتُب عِبرة ، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صَنَّفُوا هذه الكتب في الْخَطَرَات والوساوس ؟ ما أسرع الناس إلى البدع !
ثم قال الذهبي : وأين مثل الحارث ؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كـ " القوت " لأبي طالب ؟ وأين مثل القوت ؟ كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم ؟ وحقائق التفسير للسُّلَمي ؟ لَطَار لُـبُّـه ! كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك ، على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات ؟ كيف لو رأى الغُنية للشيخ عبد القادر ؟ كيف لو رأى فُصوص الحكم والفتوحات المكية ؟ بلى لَمَّا كان الحارث لِسان القوم في ذاك العصر كان مُعَاصِره ألف إمام في الحديث ، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهوية ، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسي وابن شحانة كان قطب العارفين كَصَاحِب الفُصوص وابن سفيان ! نسأل الله العفو والمسامحة آمين . اهـ .

وفي تاريخ بغداد من طريق أبي القاسم النصراباذي قال : بلغني أن الحارث المحاسبي تَكَلّم في شيء مِن الكلام ، فََهَجَرَه أحمد بن حنبل ، فاختفي في دار ببغداد ومات فيها ، ولم يُصَلّ عليه إلاَّ أربعة نَفَر .

والإمام أحمد لم يصحب أبا حمزة البغدادي بل كان أبو حمزة البغدادي هو الذي جالَسَ الإمام أحمد . كما ذكره أهل السير والتراجم .

قال الإمام الذهبي : ولأبي حمزة انحراف وشطح له تأويل !
وقال : ففي الحلية عن عبد الواحد بن بكر حدثنا محمد بن عبد العزيز سمعت أبا عبد الله الرملي يقول : تكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فَقَبِلُوه ، فصاح غراب فَزعق أبو حمزة : لبيك لبيك ! فنسبوه إلى الزندقة ، وقالوا : حلولي ، وشهدوا عليه وطُرِد وبِيع فَرسه بالمناداة على باب الجامع : هذا فرس الزنديق .
قال أبو نصر السراج صاحب اللمع : بلغني أنه دخل على الحارث المحاسبي فصاحت شاة : ماع ! فشهق ، وقال : لبيك لبيك يا سيدي ، فغضب الحارث ، وأخذ السكين وقال : إن لم تتب أذبحك !

وأبو حمزة البغدادي هو الذي يُروى عنه أنه قال : إني لأستحيي من الله تعالى أن أدخل البادية وأنا شبعان ، وقد اعتقدت التوكل لئلا يكون سَعيي على الشِّبع زادًا أتَزَوّده . رواه عنه ابن عساكر في " تاريخ مدينة دمشق " .

قال ابن الجوزي رحمه الله : ذِكْر أشياء عن الصوفية لا يَجوز فِعْلها
والتاسع أنه ذكر أشياء عن الصوفية لا يجوز فعلها فربما سمعها المبتدئ القليل العِلم فظنها حسنة فاحتذاها ، مثل ما روي عن أبي حمزة الصوفي أنه وقع في بئر فجاء رجلان فطماها فلم ينطق ، حَمْلاً لنفسه على التوكل بِزَعمه ، وسكوت هذا الرجل في مثل هذا المقام إعانة على نفسه ، وذلك لا يَحِلّ ، ولو فَهِم معنى التوكل لَعَلِم أنه لا يُنافي استغاثته في تلك الحال ، كما لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من التوكل بإخفائه الخروج من مكة ، واستئجاره دليلا واستكتامه واستكفائه ذلك الأمر ، واستتاره في الغار ، وقوله لِسُراقة : أخْفِ عَنّا .
فالتوكل الممدوح لا يُنال بفعل محذور ، وسكوت هذا الواقع في البئر محظور عليه ، وبيان ذلك أن الله عز وجل قد خلق للآدمي آلة يُدَافع بها عن نفسه الضرر ، وآلة يجتلِب بها النفع ، فإذا عَطَّلَها مُدّعيا للتوكل كان جهلا بالتوكل ورَدًّا لِحِكْمة الواضِع . اهـ .

وقال الإمام القرطبي في تفسيره ردًّا على مثل ذلك القول ، حيث يَقول في قَوْلِه تَعَالى : (آَتِنَا غَدَاءَنَا) : فيه مَسْألَة وَاحِدَة ، وهو اتِّخَاذ الزَّاد في الأسْفَار ، وهو رَدّ على الصُّوفِيَّة الْجَهَلَة الأغْمَار ! الذِين يَقْتَحِمُون الْمَهَامِه والقِفَار زَعْمًا منهم أنَّ ذلك هو التَّوَكُّل على الله الوَاحِد القَهَّار ! هذا مُوسَى نَبِيّ الله وكَلِيمه مِن أهْل الأرْض قد اتَّخَذ الزَّاد مَع مَعْرِفَتِه بِرَبِّه وتَوَكُّلِه على رَبِّ العِبَاد .
وفي قَوْله تَعالى حِكَايَة عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَاد غَيْرِ ذِي زَرْع) . قال القرطبي : لا يَجُوز لأحَد أن يَتَعَلَّق بِهَذا في طَرْح وَلَدِه وعِيَالِه بِأرْض مَضْيَعَة اتِّكَالاً على العَزِيز الرَّحِيم واقْتِدَاء بِفِعْل إبْراهيم الْخَلِيل ، كَمَا تَقُول غُلاة الصُّوفِيَّة في حَقِيقَة التَّوَكُّل ! فإنَّ إبراهيم فَعَل ذلك بِأمْر الله ، لِقَوْلِه في الْحَدِيث : آلله أمَرَك بِهَذا ؟ قال : نعم . اهـ .

وللقرطبي رحمه الله ردود كثيرة على الصوفية من خلال تفسيره .

مما يُؤكِّد أن أهل العلم لا يُعوِّلون على أقوال الصوفية ولا على أحوالهم ، فليسوا مِن العِلْم ولا مِن بابته !

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل ورَد عن الإمام أحمد دعاؤه للمريض ( رزقك الله عافية الأبدان وأبدان العافية ) ؟ راجية العفو إرشـاد الأدعـيــة 0 31-08-2015 11:39 PM
هل ثبَت عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز الحَلْف بالنبي والتبرّك بقبره ومنبره ؟ راجية العفو قسـم البـدع والمـحدثـات 0 11-07-2014 12:14 AM
سؤال عن رُقية للحمّى وردت عن أحمد بن حنبل راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 23-10-2012 02:37 PM
هل رأى الإمام أحمد ربه في المنام ؟ محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 01-03-2010 08:27 PM
كيف مات الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ؟ *المتفائله* قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 28-02-2010 10:17 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى