العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي يقول كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟
قديم بتاريخ : 04-09-2014 الساعة : 06:27 PM


السؤال
السلام عليكم

مع حادثة قتل معتمرة في مكة و حالات السرقة الكثيرة التي تحدث دائما لزوار بيت الله و أيضا قصص اختطاف أطفال و نساء .. منهم مرأة اختطفت من سنوات نعرفها ..
المهم .. يسأل زوجي كيف يحدث كل هذا في " البلد الأمين" أليس البلد آمنا على من يدخله ؟
و علق زوجي تعليقا آخر لا أريد وضعه لما فيه من سوء ظن ..... أعاذنا الله من وسوسة الشياطين

جزاكم الله خيرا



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

مكة – شرّفها الله – هي البلد الأمين ، الذي أقسَم الله به .
وقد عظَّم الله أمرها ، وحرّم الله صيدها أن يُصاد ، وشَجَرها أن يُقطَع ، ولكن مِن الناس لم يَلتزم بذلك .
وهذا التحريم أمْر شرعي ، وليس مِن شَرْط الأمر الشرعي أن لا يقع أحد في مخالفته ، بِخلاف الأمر الكوني القَدَريّ ، فإنه لا يقع أحد بِخلافه .

روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي شُرَيْحٍ - خُوَيْلِدِ بْنِ عَمْرٍو - الْخُزَاعِيِّ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه : أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ - وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إلَى مَكَّةَ - ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ أَنْ أُحَدِّثَكَ قَوْلاً قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ ، فَسَمِعَتْهُ أُذُنَايَ ، وَوَعَاهُ قَلْبِي ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ , حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ : أَنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ تَعَالَى , وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ ، فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَما , وَلا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً ، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُولُوا : إنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ , وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ ، وَإِنَّمَا أُذِنَ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ ، فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ .
وسبق شرحه هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/217.htm

ومِن هنا جاء التشديد على مُجرّد إرادة الذنب والْهَمّ به في الْحَرَم ، كما في قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
قال القرطبي في التفسير :
والإلحاد في اللغة الْمَيل ، إلاَّ أن الله تعالى بَيَّن أن الْمَيل بِالظُّلْم هو المراد .
واخْتُلِف في الظُّلْم ؛ فَرَوى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) قال : الشرك .
وقال عطاء : الشرك والقَتْل .
وقيل : معناه صيد حَمَامه ، وقطع شَجَرِه ، ودخول غير مُحْرِم .
وقال ابن عمر : كُنا نَتَحَدَّث أن الإلحاد فيه أن يقول الإنسان : لا والله ، وبلى والله ، وكَلاّ والله . ولذلك كان له فُسطاطان أحدهما في الْحِلّ والآخَر في الْحَرَم ، فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الْحَرَم ، وإذا أراد بعض شأنه دخل فسطاط الْحِلّ ، صيانة للحَرَم عن قولهم : كَلاّ والله ، وبلى والله ، حين عَظَّم الله الذَّنْب فيه .
وكذلك كان لِعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان أحدهما في الْحِلّ والآخَر في الْحَرَم ، فإذا أراد أن يُعَاتِبَ أهله عاتبهم في الْحِلّ ، وإذا أراد أن يُصلي صَلّى في الْحَرَم . فقيل له في ذلك ، فقال : إنْ كُنا لنتحدث إن من الإلحاد في الْحَرَم أن نقول : كلاّ والله ، وبلى والله .
والمعاصي تُضَاعَف بمكة كما تضاعف الحسنات ، فتكون المعصية معصيتين :
إحداهما : بِنَفْس المخالفة .
والثانية : بإسقاط حُرمة البلد الحرام . وهكذا الأشهر الحرم سواء ..
وقال : ذَهَبَ قوم من أهل التأويل منهم الضحاك وابن زيد إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان يُعَاقَب على ما يَنويه من المعاصي بمكة ، وإن لم يَعمله ، وقد ُروي نحو ذلك عن ابن مسعود وابن عمر قالوا : لو هَمَّ رجل بِقَتْلِ رجل بهذا البيت وهو بِعَدَنِ أبْيَن لَعَذَّبَه الله . قلت : هذا صحيح . اهـ .

وقال القرطبي في قوله تعالى : (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ) قال أيضا : في هذه الآية دليل على أن العَزْم مما يُؤاخَذ به الإنسان ، لأنهم عَزَمُوا على أن يَفْعَلُوا فَعُوقِبوا قبل فِعلهم ، ونظير هذه الآية قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) . اهـ .

وتَسَاهُل كثير مِن الناس في تعظيم الحرم واضِح ، وكونهم لا يُعظِّمونه هو مثل عدم تعظيم حدود الله .
فَكَم مِن الناس يقع في الزنا ؟
وكَم مِن الناس يتعامَل بالربا ؟
وكَم مِن الناس يتعاطَى الخمر والمخدِّرات ؟

ومثله التهاون في شأن شعائر الله .
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ) قال القاسمي في تفسيره : أي : مَعَالِم دِينه . وهي المَنَاسِك . وإحلالها أن يَتَهَاون بِحُرْمَتِها . اهـ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يصحّ قول : جعله الله في ميزان أعمالك ؟ *المتفائله* قسـم الأنترنـت 0 28-03-2010 10:43 PM
حديث من قال مثل ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة رولينا قسـم السنـة النبويـة 0 24-02-2010 06:11 PM
حديث يقول لا صلاة بعد الفريضة عبق قسـم السنـة النبويـة 0 16-02-2010 08:46 PM
ما صحة حديث " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله: تريدون شيئا أزيدكم" ؟ رولينا قسـم السنـة النبويـة 0 15-02-2010 01:13 PM
أهلها يرفضون تزويجها . هل تلجا إلى المحكمة ؟ راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 11-02-2010 10:11 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى