العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع إرشـاد المـرأة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد المـرأة
افتراضي هل أحضر حفلة زفاف فيها منكرات ؟
قديم بتاريخ : 27-02-2010 الساعة : 10:19 PM


هل يجوز للفتاة أن تلبي دعوة حفل زفاف لإحدى صديقاتها بدعوى " حق المسلم على المسلم ست ومنها إذا دعاك فأجبه " علما أن ما يحدث في مثل هذه الحفلات ما الله به عليم من طرب وغناء ولبس مخل وغيرها فهل يجوز تلبية الدعوة ؟؟؟
وهل يجوز إذا لبت الدعوة أن تأخذ معها مسجل صغير تستمع فيه إلى القرآن كي لاتشاركهم في الأغاني التي تمتد لساعات ؟؟؟وكيف الأمر بالنسبة للأقارب وصلة الأرحام ؟؟؟

الجواب :

لا يجوز حضور حفلات أو مُناسبات تقوم على المنكر ، ويكون المنكر فيها ظاهرا ، لقوله عليه الصلاة والسلام : من رأى منكم مُنكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .
وبعض الناس يقول : أنكرت بقلبي ! ويبقى في المكان . لو أنكر قلبه هذا المُنكر حقيقة لفارق المكان .

وإذا كان المكان فيه منكرات فلا تذهب المسلمة وإن سخط من سخط ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس . رواه الترمذي وغيره .

وكان الصحابة رضي الله عنهم يُنكِرون ما يَرونه مُنكَرا ، بل ويَرجِعون عن إجابة الدعوة الواجِبة ، ويُشدِّدون في الإنكار !
وقُدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي امتنَع أن يدخل مكانا فيه مُنكَر !


قالت عائشة رضي الله عنها : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن سفر وقد سَتَرتُ بِقِرام لي على سَهْوة لي فيها تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال : أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله . قالت : فجعلناه وسادة ، أو وسادتين . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : قالت : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ ، فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَقَالَ : يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ .
قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً ، أَوْ وِسَادَتَيْنِ .
يعني : أنها عَمِلَتْ ما يُشبه الستارة وفيها صور ذوات أرواح !

وهكذا فَعَل الصحابة رضي الله عنهم .

قال الإمام البخاري : ودَعا ابن عمر أبا أيوب فرأى في البيت سِترا على الجدار ، فقال ابن عمر : غَلَبنا عليه النساء ! فقال : من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك .

قال سالم بن عبد الله : أعرستُ في عهد أَبي ، فآذن أبي الناس ، وكان أبو أيوب فيمن آذَنّا ، وقد ستروا بيتي بِِنِجاد أخضر ، فأقبل أبو أيوب فدخل فرآني قائما ، فاطَّلَع فَرأى البيت مُسْتَتِرًا بِنِجاد أخضر ، فقال : يا عبد الله ! أتسترون الجدر ؟ قال أبي - واستحيا - : غَلبننا النساء يا أبا أيوب ! قال : مَن خُشي أن يَغلبنه النساء فلم أخْش أن يَغلبنك ! ثم قال : لا أطعم لكم طعاما ، ولا أدخل لكم بيتا ، ثم خَرَج . قال الألباني : أخرجه الطبراني وابن عساكر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم . وهذا سند جيد . اهـ .
ورواه ابن أبي شيبة .
وروى أيضا عن ابن عمر قال : بَلَغ عمر أن ابنًا له سَتر حيطانه ، فقال : والله لئن كان ذلك لأحرّقنّ بيته !

فهذا في سَتر الجدران ! فكيف لو كان المنكر أعظم من ذلك مما هو مُحرَّم صريح ، كالأغاني ، وتعرّي النساء ، واختلاط الرجال بالنساء ، والمشروبات الْمُحرَّمة ، وغير ذلك ؟؟؟

ونَصَّ العلماءُ على أنَّهُ لا يَجوزُ الذهابُ إلى أماكنٍ يَقَعُ فيها المنكرُ .

قَالَ الإمامُ الشافعيُّ رَحِمَهُ اللهُ : إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ إلَى الْوَلِيمَةِ وَفِيهَا الْمَعْصِيَةُ مِنْ الْمُسْكِرِ أَوْ الْخَمْرِ ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ الْمَعَاصِي الظَّاهِرَةِ نَهَاهُمْ ، فَإِنْ نَحَّوْا ذَلِكَ عَنْهُ وَإِلاَّ لَمْ أُحِبَّ لَهُ أَنْ يَجْلِسَ ، فَإِنْ عَلِمَ قَبْلُ أَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَلا أُحِبُّ لَهُ أَنْ يُجِيبَ ، وَلا يَدْخُلَ مَعَ الْمَعْصِيَةِ ، وَإِنْ رَأَى صُوَرًا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى فِيهِ ذَوَاتِ أَرْوَاحٍ لَمْ يَدْخُلْ الْمَنْزِلَ الَّذِي تِلْكَ الصُّوَرُ فِيهِ إنْ كَانَتْ تِلْكَ مَنْصُوبَةً .

وقال ابن قدامة : إذا دعي إلى وليمة ، فيها معصية ، كالخمر ، والزَّمر ، والعُود ونحوه ، وأمكنه الإنكار، وإزالة المنكر، لزمه الحضور والإنكار ؛ لأنه يؤدي فرضين ؛ إجابة أخيه المسلم ، وإزالة المنكر . وإن لم يقدر على الإنكار ، لم يحضر . وإن لم يَعلم بالمنكر حتى حضر ، أزاله ، فإن لم يقدر انصرف . ونحو هذا قال الشافعي . اهـ .

وقَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : قَالَ الْعُلَمَاءُ : إذَا دُعِيَ إلَى وَلِيمَةٍ فِيهَا مُنْكَرٌ كَالْخَمْرِ وَالزَّمْرِ لَمْ يَجُزْ حُضُورُهَا ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِإِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِحَسَبِ الإِمْكَانِ . اهـ .

ورضا الله عز وجل هو المُقدّم وإن سخط من سخط ، ففي النهاية سوف يرضون عمن سخطوا عنه
وأما صِلة الأرحام فيُمكن وصلها دون الوقوع في المنكرات أو حضورها، فإن ما عند الله لا يُنال بمعصيته ، ورضاه سبحانه وتعالى لا يُتوصّل إليه بسخطه .

ويسقط حقّ المسلم في إجابة الدعوة إذا كان فيها مُنكر ..
قال ابن الجوزي : إن كان الطعام حراما فليمتنع عن الإجابة ، وكذلك إذا كان ثَمّة فُرش مُحرّمة ، أو إناء مُحرَّم ، أو مزمار أو صورة ، وكذلك إذا كان الداعي ظالماً أو فاسقًا أو مبتدعاً أو مفاخراً بِدَعوته . اهـ .

وقال ابن قدامة : وإن عَلِم أن عند أهل الوليمة مُنكرا ، لا يَراه ولا يَسمعه ، لكونه بِمَعزل عن موضع الطعام ، أو يُخفونه وقت حضوره ؛ فله أن يَحضر ويأكل . نص عليه أحمد ، وله الامتناع مِن الحضور في ظاهر كلامه ؛ فإنه سُئل عن الرجل يُدعى إلى الختان أو العرس ، وعنده الْمُخَنَّثُون ، فيَدعوه بعد ذلك بيوم أو ساعة ، وليس عنده أولئك ؟ قال : أرجو أن لا يأثم إن لم يجب ، وإن أجاب فأرجو أن لا يكون آثِمًا .
فأسقط الوجوب ؛ لإسقاط الداعي حُرمة نفسه باتِّخاذ المنكر ، ولم يَمنع الإجابة ؛ لكون الْمُجِيب لا يَرى منكرا ولا يَسمعه .
وقال أحمد : إنما تجب الإجابة إذا كان المكسب طيبا ، ولم يَرَ منكرا .
فعلى قوله هذا ، لا تَجب إجابة مَن طعامه مِن مَكسب خبيث ؛ لأن اتّخاذه مُنكر ، والأكل منه مُنكر ؛ فهو أولى بالامتناع ، وإن حَضر لم يَسغْ له الأكل منه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد رُفع إلى عُمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوم يَشربون الخمر فأمَر بضربهم ، فقيل له: إن فيهم صائما ! فقال : ابدءوا به ، ثم قال : أما سمعت قوله تعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) فاستدَلّ عُمر بالآية ؛ لأن الله تعالى جَعل حاضر المنكر مثل فاعِله ؛ بل إذا كان مَن دعا إلى دعوة العرس لا تُجاب دعوته إذا اشتملت على مُنكَر حتى يَدَعه ، مع أن إجابة الدعوة حق : فكيف بِشهود المنكَر مِن غير حق يَقتضي ذلك ؟ . اهـ .

وقد فرّق العلماء بين ترك إجابة الدعوة التي فيها مُنكَر ، وبين ترك اتِّباع الجنازة التي تُصحَب بِمنكَر .
قال ابن القيم : وقد نَصّ الإمام على أن الرجل إذا شَهِد الجنازة فرأى فيها منكرا لا يَقدر على إزالته انه لا يَرجع . ونَصّ على انه دُعي إلى وَلِيمة عُرس فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته انه يَرجع . فسألت شيخنا عن الفَرْق ؟ فقال : لأن الْحَقّ في الجنازة للمَيِّت فلا يُترك حَقّه لِمَا فَعَله الحيّ مِن المنكر . والْحَقّ في الوَليمة لِصاحِب البيت فإذا أتَى فيها بالمنكَر فقد اسقط حَقّه مِن الإجابة . اهـ .

ولأن ترك إجابة الدعوة التي فيها منكرات ، فيه مصالح شرعية ، منها :
1 - نُصرَة صاحِب المنكر على نفسه ، وكفّه ونَهيه عن ارتكاب ما حرَّم الله .
2 - حِفظ سفينة المجتمع مِن خرق السفهاء لها .
وقد ضَرَب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا فقال : مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم اسْتَهَمُوا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استَقَوا مِن الماء مَرّوا على مَن فوقهم ، فقالوا : لو أنا خَرَقنا في نَصيبنا خَرْقا ، ولم نُؤذِ مَنْ فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هَلَكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نَجوا ونَجوا جميعا . رواه البخاري .
3 - حِفظ القلب مِن الفساد بِكثرة وإلْف المنكرات ، فإن القلب إذا ألِف المنكَرات طُمِس عليه .

وهنا :
هل يجب تلبية الدعوة في الأفراح يُضرب فيها على دفوف فقط
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5269

لا تريد حضور زفاف به منكرات وتطلب نصيحة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5722

أذهب إلى الأفراح التي فيها طرب بحجة أنه واجب عليَّ ، فبماذا تنصحوني ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3736

حضور الأعراس التي فيها منكرات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=1830

الذهاب إلى أماكن الأفراح حيث المنكرات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5873

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يجوز أن أهدي صديقتي فستانا لتحضر به حفلة زفاف فيها منكرات ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 16-09-2014 08:17 PM
حكم الذهاب بالصغيرات إلى حفلات الزفاف التى فيها منكرات ناصرة السنة قسـم المحرمـات والمنهيات 0 23-10-2012 11:19 PM
حفلة زفاف فيها منكرات .. فهل أحضر ؟ عبق قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 10-03-2010 01:27 PM
لا تريد حضور زفاف به منكرات وتطلب نصيحة نسمات الفجر إرشـاد المـرأة 0 27-02-2010 10:23 PM
حضور الأعراس التي فيها منكرات محب السلف قسـم المحرمـات والمنهيات 0 15-02-2010 09:27 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى