نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم أراشيف الفتاوى المكررة
افتراضي لماذا أكثر أهل النار من النساء ، وفيهن العابدات والصالحات ؟
قديم بتاريخ : 15-02-2016 الساعة : 11:22 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ الجليل جزاكم الله خيرا
هل فيه حديث صحيح أن أكثر أهل النار من النساء ؟
وإذا صحيح لماذا أكثر أهل النار من النساء ؟ وتوجد فيهن عابدات وتقيات وصالحات وخاشعات ؟
جزاكم الله خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

نعم ، ففي حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قُمتُ على باب الجنة ، فإذا عامّة مَن دَخلها المساكين ، وإذا أصحاب الْجَدّ مَحبُوسُون ، إلاّ أصحاب النار ، فقد أُمِر بهم إلى النار ، وقُمْتُ على باب النار ، فإذا عامة مَن دخلها النساء . رواه البخاري ومسلم .

وهذا يُفسِّره ما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج في أضحى أو فطر إلى الْمُصَلَّى ، فَمَرّ على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن ، فإني أريتكن أكثر أهل النار ، فَقُلن : وَبِمّ يا رسول الله ؟ قال : تُكثرن اللعن ، وتَكفرن العشير . رواه البخاري ومسلم .

وما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في خطبة الكسوف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأُرِيت النار فلم أرَ منظرا كاليوم قَطّ أفظع ، ورأيت أكثر أهلها النساء ، قالوا : بِمَ يا رسول الله ؟ قال : بِكُفرهن ، قيل : يَكفرن بالله ؟ قال : يَكفرن العشير ، ويَكفرن الإحسان ؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرّ في المسجد يوما ، وعُصبة من النساء قعود ، فألْوَى بيده إليهن بالسلام ، فقال : إياكُنّ وكُفْران المنعِمين ، إياكُنّ وكُفران المنعِمِين . قالت امرأة : يا رسول الله ، أعوذ بالله يا نبي الله من كفران نِعَم الله . قال : بلى ، إن إحداكن تطول أيْمتها ، ويطول تعنيسها ، ثم يُزوِّجها الله البَعْل ، ويُفيدها الولد ، وقرّة العين ، ثم تغضب الغضبة فتقسم بالله ما رأت منه ساعة خير قط ! فذلك من كفران نِعَم الله عز وجل ، وذلك مِن كفران المنعمين . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .

قال ابن حجر : ووقع في حديث جابر ما يدل على أن الْمَرئي في النار مِن النساء مَن اتّصف بصفات ذميمة ذُكرت ، ولَفظه : وأكثر مَن رأيت فيها مِن النساء : اللاتي إن ائتُمِنّ أفْشَين ، وإن سُئلن بَخِلْن ، وإن سَألَن ألْحَفْن ، وإن أُعطِين لم يَشْكُرْن . اهـ .

وما أكثر ما تَكفر النساء عِشْرَة الأزواج .
مِن أعظَم كُفران الـنِّعَم : أن تَبيت المرأة في بيت زوجها ، وتأكل مِن كَسبِه ، وتَلبَس مِن مَالِه ، وتلوذ بِحِماه ، فضلا عن الكماليات التي يُوفِّرها لها ؛ ثم تتنكّر له وتَذمّه ، وترى أنه لا فضل له عليها! وفوق هذا : أنها ربما سَخِرَت مِنه في مجالس النساء ، أو ذمّته ووصَفَته بِما ليس فيه .

وهذا سبب مِن أسباب دُخول النار ، كما في الأحاديث السابقة .

وهذا ليس بالأمر الْهَيِّن ، بل هو أمْر عظيم ، فإن أمْرًا يَكون سببا في دخول النار لَكَبِير ، ولذلك وُصِف بأنه نوع مِن الكُفر .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : التكفير نوعان:
أحدهما : كُفر النِّعمة.
والثاني : الكُفر بالله.
والكفر الذي هو ضد الشكر : إنما هو كُفر النِّعمة لا الكُفر بالله . فإذا زال الشُّكر خَلَفَه كُفر . اهـ.

وقد قرَّر العلماء : أن ما وُصِف بالكُفر ، وكان مما لا يُخرِج مِن الْمِلّة ؛ أنه مِن الكبائر ، أو هو أكبر مِن الكبائر .
ولذا فإن أكثر ذَنب يُدخِل النساء النار ، وإنما هو كُفران العشير .

وذلك : أن الحقوق على قسمين :
حقّ لله عزَّ وجَلّ ، وهذا يَغفره الله لِمَن شاء .
وحقّ للمخلوق ، وهذا لا بُدّ فيه مِن القصاص ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ . رواه مسلم .

وقد تكون بعض النساء كثيرة العبادة : مِن صيام وصلاة وصدقة وأعمال بِرّ ، لكنها لا تُؤدِّي حقّ زوجها ، وربما كَفَرَت وجَحَدَت معروفه ، وهذا مِن المحاذير الكِبار ؛ فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ فُلانة تَصُوم النهار ، وتَقُوم الليل ، وتَفعل ، وتَصَّدَّق ، وتُؤذي جِيرانها بِلِسَانِها . فقال : لا خَير فيها ، هي في النار . قيل : فإنَّ فَلانة تُصَلي المكتوبة ، وتَصوم رمضان ، وتَتَصَدَّق بأثْوارٍ مِن أقِط ، ولا تؤذي أحَدًا بِلِسَانِها . قال : هي في الجنة . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب الْمُفْرَد والحاكم وصحَّحه . وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .

فإن تلك المرأة أضاعت حسناتها بِتَطاولها على جيرانها ، فكيف بِمَن تَطاوَلَتْ على زوجها ؟!

ولا يَصدر هذا الكُفران والجحود إلاّ مَن ضَعفَت صِلَتها بالله ، ولو صَلَّتْ وصَامَتْ وتصدَّقَتْ ؛ لأنها لم تَنْهَها صلاتها عن الْمُنْكَر ، ولا انتَفَعتْ بِسائر عِباداتها حقّ الانتفاع .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ، لأمَرْت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولا تُؤدِّي المرأة حقّ الله عز وجل عليها كله ، حتى تُؤدِّي حق زوجها عليها كله . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وحسّنه الألباني وقال الأرنؤوط : حديث جيد .

يُضاف إلى ذلك : ضَعْف الإيمان باليوم الآخِر ؛ لأن مَن آمَن باليوم الآخِر أعدّ له عُدّته ، واستعدّ لِمَا أمامه ، وحاسَب نفسه قبل أن يُحاسَب .
ولذا امْتَنَعَت الصحابية مِن الزواج لَمّا علِمَتْ عِظَم حقّ الزوج .
فقد جاء رجل بابنة له إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه ابنتي أبَتْ أن تزوج ! فقال : أطيعي أباك . فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوّج حتى تُخبرني ما حقّ الزوج على زوجته ؟ قال : حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلَحَسَتها ، أو انتثر مَنخِراه صديدا أو دَما ثم ابتلعته ما أدّت حقه . قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تنكحوهن إلاّ بإذنهن . رواه النسائي في الكبرى ، وصححه الألباني .

مع ما تضمّنه الكُفران والنُّكران مِن الكِبْر والترفّع والتعالي على الزوج ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم عَرّف الكِبْر بِقَوله : الكِبْر بَطَر الحق وغَمْط الناس . رواه مسلم.
وفي رواية لأحمد : الكِبْر مَن سَفِهَ الْحَقّ وازْدَرى الناس . رواه الإمام أحمد .
قال النووي : أما بَطَر الحق فهو دَفْعُه وإنكاره تَرَفُّعًا وتَجَبُّرًا. اهـ .
وقال ابن الأثير : " وغمص الناس " أي احْتَقَرَهم ولم يَرَهم شيئا . اهـ .

وما في كُفران العشير مِن سُوء الْخُلُق ؛ فإن سُوء الْخُلُق يُفسد العَمل ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن سوء الخلق ليُفْسِد العَمل كما يُفْسِد الْخَلّ العَسل . رواه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ، وحسّنه الألباني .
قال المناوي : " والْخُلُق السوء يُفْسِد العَمل كَمَا يُفْسِد الْخَلّ العَسَل" أشار به إلى أن المرء إنما يَحوز جميع الخيرات ، ويبلغ أقصى المنازل ، وأبْهَى الغايات بِحُسْن الْخُلُق . اهـ .

وقد سَمّى الله التطاول وبذاءة اللسان على الزوج وأهله : سَمّاه فاحشة ؛ لأنه مِن الفُحش في القول .
كما في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الْفَاحِشَةُ الْمُبَيِّنَةُ أَنْ تَبْذُوَ عَلَى أَهْلِهَا .

وكُفران العشير مَنْزِلة بِهِيمية بل أخسّ !
فإن الحيوان البَهيم يَنْفع به المعروف ، ويَحفَظ الإحسان ، حتى ذُكِرَت وقائع عن حِفْظ الحيوانات المفترِسَة للمعروف ، والعَرَب تضرب مثلا بالكَلب لِحِفْظِه المعروف .

فنعوذ بالله مِن النكران والجحود الذي يَنحطّ به الإنسان إلى مَنْزِلة أخس مِن مَنْزِلة الحيوان .

مع ما يَنضاف إلى ذلك مِِن قِلّة صَبر النساء وجَزَعهنّ وتسخطِهنّ ، وكثرة الشكوى والتذمُّر .
وقد تبرّأ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ . كما في الصحيحين .

ولا يَعني هذا ذمّ النساء عموما ، وإنما هذا مِن باب التحذير مِن هذه الأخلاق والأدواء التي تكثر في أوساط النساء خاصة ، وقد يُوجَد بعضها عند بعض الرجال .
كما جاء التحذير مِن كثير مِن أخلاق الرِّجال المرذولة .

وفي النساء صالحات قانِتات حافِظات للغيب بِما حَفِظ الله ، كما أخبر الله تبارك وتعالى .
وفيهن مَن تَحفظ المعروف ، ولا تَكفُر العشير ، وتعرِف قَدْر زوجها ، وأنه باب الجنة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة : أذات زَوج أنت ؟ قالت : نعم . قال : كيف أنتِ له ؟ قالت : ما آلُوه إلاَّ ما عَجزت عنه . قال : فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جَنّتك ونارك . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى . وحسّنه الألباني .

وسبق الجواب عن :
لماذا عظم حق الزوج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040

هل يَحقّ لها أن ترفض الزواج بِحُجة أنها تَخاف أن لا تُوفّق بزواجها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6029

هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6160

ما معنى حديث : ‏الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18475

شرح الحديث 172 في البراءة مِمَّن تُظهِر الجزع عند المصيبة : " الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ "
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/168.htm

الحديث 148 في أنه لا أذان ولا إقامة لِصلاة العيد
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/144.htm

ما معنى " وإذا خاصَم فَجَر " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18637

كلمة حول كُفران العشير وأنه مِن كبائر الذُّنوب
http://youtu.be/gzNXbuWaEdg

أذاتُ زوج ... إذاً هلمّي إلى أبواب الجنة الثمانية !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6410

أقرب للتقوى
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13165

وخُطبة جُمعة عن الإنصاف
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16779

وبالله تعالى التوفيق .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا أكثر أهل النار من النساء ، وفيهن العابدات والصالحات ؟ نسمات الفجر إرشـاد المـرأة 0 15-02-2016 11:25 PM
لماذا يفتتح الآذان بعبارة " الله أكبر " ؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 05-09-2012 01:18 AM
حكم قول : لئن قذفتنى فى النار لأخبرن أهل النار أنى أحبك راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 18-03-2010 02:36 AM
حديث: اطّلعت على النار فوجدت أكثر أهلها النساء محب السلف قسـم السنـة النبويـة 0 17-03-2010 06:10 AM
وما حال من ماتت مختنقة من دخان النار ولم تصلها النار هل تعتبر حريقة ؟ راجية العفو قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 28-02-2010 02:20 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى