[ناصرة السنة]

السلام عليكم
يا شيخ إنا بلغت الهيئة عن رجل وفتاه بالسوق وضعهم مريب
دخلت عليهم الهيئة إلى الكوفي وقبضت عليهم
وكان عملي من أجل إنكار المنكر وهذا الرجل سبب نكباتنا
وعدم نزول المطر ..
وحتى لا نكون مثل بني اسرائيل الذين لا يتناهون عن منكر فعلوه
سؤالي / هل أنا غلطت يوم بلغت وحاولت أغير منكر؟؟؟؟ وما حد ستر العاصي ؟ أرجو توجيهي في ذلك
لأن الكثير عاتبني والبعض قال لي استري من ستر مؤمن بالدنيا ستره الله بالآخرة
وجزاك الله خير



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

مسألة الستر على العُصاة مسألة يخُطئ كثير من الناس في فهمها ، ويضعون النصوص الواردة في الستر في غير موضعها .

وسبق القول في ضوابط الستر هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3882

ثم إن في فعلك هذا ستر لهم ، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ،والشيطان يبدأ مع الإنسان بِخطوة واحدة ، ولا يرضى حتى يُوقعه في الفاحشة ، فعند ذلك تكون الفضيحة ، فالإنكار على الإنسان في أوّل أمره وحمايته من شرّ نفسه وشرّ الشيطان ، هو في حقيقته سَتْر عليه .
والإنكار على العاصي نُصرة له على نفسه وعلى الشيطان ، كما قال عليه الصلاة والسلام : انصر أخاك ظالما أو مظلوما . فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : تحجزه أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره . رواه البخاري .

وما فعلته هو الصواب ، ولا عليك من قول من أمَرَك بالستر عليهم .

فإن من يفعل ذلك يجني على غيره ، بل على المجتمع ، والساكت عن الحق شيطان أخرس !
فالذي يفعل المعاصي يجني على نفسه ، وعلى المجتمع بِما يكون من آثار المعاصي من العقوبات ، وبِتجرئة السفهاء على المعاصي ، وتهوين ذلك في عيونهم .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد