هل النعيم أو العذاب في القبر يكون للروح أو للجسد أو لكليهما ؟
بتاريخ : 15-03-2010 الساعة : 11:17 PM
هل النعيم أو العذاب في القبر يكون للروح أو للجسد أو لكليهما ؟
الرجاء مع ذكر الدليل
الجواب/
السؤال الأهم : ماذا أعددنا لهذه الحفرة ؟
وعقيدة أهل السنة والجماعة على أن عذاب القبر على الروح والجسد معا .
واستدلوا بأدلة منها :
قوله تعالى : ( وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) .
وقوله سبحانه وتعالى : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
وقد يُقال : كيف يكون عذاب القبر على الجسد وهو يذهب ويتلاشى ؟
فالجواب عن ذلك أن ما كان من الأمور الغيبية فلا تُعلم حقيقته ولا كيفيته .
وعذاب القبر يُمكن أن يقع على الأجساد حتى ولو أرِمَتْ وتبعثرت وتناثرت .
ويدلّ على ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه ، فقال : إذا أنا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم أذروني في الريح في البحر ، فوالله لئن قَدَرَ عليّ ربي ليعذبني عذابا ما عذبه به أحدا ، قال : ففعلوا ذلك به ، فأمر الله البر فجمع ما فيه ، وأمر البحر فجمع ما فيه ، فإذا هو قائم ، فقال له : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له بذلك .
فالذي جمَعَ أجزاء جسمه المتحللة في الهواء والماء قادر على أن يوقع العذاب على كلّ ذرّة من جسمه في أي مكان كان ، فالجسد لا يفنى وإنما يتلاشى ، بمعنى أنه باق وإن ذهب واختفى عن الأنظار فهو في علم الله لم يذهب .
وقد تكلّم العلماء على هذه المسألة وضربوا لها الأمثلة بالذي يموت غرقا في الماء ، أو حرقا بالنار ، بل حتى المصلوب ، إن كان ممن استحق عذاب القبر ، وأراد الله عذابه فإنه سبحانه لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو سبحانه وتعالى قادر على أن يُوقِع عليه العذاب في أي صورة شاء .
وأما الروح فلا إشكال في وقع العذاب عليها ؛ لأنها باقية .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد