[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الغالي حفظك الله أين ما كنت ونفع الله بك وجزاك ربي الجنة إن شاء الله
السؤال هو نزلت على أحد بيوت أقاربي وبعد أيام وجدنا أفراخ لحيات وقتلناها واليوم الثاني أيضا وجدنا حية صغيرة وقتلناها، وسمعتهم يقولون نحن مطلوبون يقولون نحن علينا نذر!
وهذه الحيات هي سبب مجيئها إلى هنا، وأنكرت عليهم هذا الأمر وقلت ليس للحيات شيء من هذا الأمر ولكن قلت لهم إذا نذرتم لابد أن توفوا النذر وسمعتهم يقولون قد نذرنا أن نذهب بحلويات للشيخ حديد ونذرنا للشيخ فلان .
فأنكرت عليهم هذا الأمر ووضحت لهم أن النذر لابد أن يكون لله تعالى فقط. وقالوا لي الحل ما هو ؟
قلت أسأل الشيخ وإن شاء الله أجيكم بالجواب
والنذر الآخر نذرت الأم أن تعطي إسورة من ذهب لأحد بنات القبيلة ولكن لا تستطيع الوفاء لغلاة هذه الإسورة ماذا يعملون الآن وماذا عليهم .
تنبيه..
لما أنكرت عليهم ووضحت لهم أن النذر لابد أن يكون لله تعالى تراجعوا واستغفروا وقالوا لم نعلم هذا الأمر
أفنتا بارك الله فيك



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بِمثل ما دعوت .

الـنَّذْر عبادة ، لا يجوز صرفها لغير الله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَإِذَا كَانَ الْحَالِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ قَدْ أَشْرَكَ ، فَكَيْفَ النَّاذِرُ لِغَيْرِ اللَّهِ ؟ وَالنَّذْرُ أَعْظَمُ مِنْ الْحَلِفِ ، وَلِهَذَا لَوْ نَذَرَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَلا يَجِبُ الْوَفَاءُ بِهِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ .
وقال : وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ لا يَجُوزُ لأَحَدِ أَنْ يَنْذِرَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لا لِنَبِيِّ وَلا لِغَيْرِ نَبِيٍّ ، وَأَنَّ هَذَا النَّذْرَ شِرْكٌ لا يُوَفّي بِهِ .
وقال أيضا : وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ ، أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ ؛ فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً ، أَوْ ذَهَبًا ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الأَصْنَامِ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ " ، وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ . اهـ .

والحيات لا تُسَالَم ، بل تُقْتَل ، لقوله عليه الصلاة والسلام : خمس فواسق يُقتلن في الحلّ والْحَرَم: الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : خمس فواسق يُقتلن في الحل والحرم : الحية والغراب الأبقع والفارة والكلب العقور والحديا . رواه البخاري ومسلم .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ ، وَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْهُنَّ خِيفَةً ، فَلَيْسَ مِنَّا . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية : ما سالمناهن منذ حاربناهن ، يعني الحيات .

ولا علاقة لعدم الوفاء بالنذر بِوجود الحيات ، ومَن خَشِي مِن الشياطين فعليه أن يُحصِّن نفسه وبيته بالقرآن ، ولا يضرّه شيء .

وبالنسبة للمرأة التي نذَرَت أن تُعطِي أسورة مِن ذهب لإحدى الفتيات ، فعليها أن تَفِي بالنذر ، فإن عجزت عن الوفاء بها ، وتظنّ أنها لا تستطيع الوفاء به مستقبلا ؛ فعليها كفارة يمين ، لقوله عليه الصلاة والسلام : كفارة النذر كفارة يمين . رواه مسلم .

وقد جاء النهي عن النذر ؛ لأنه إنما يُسْتَخْرَج به مِن البخيل .
قال عليه الصلاة والسلام : إن النذر لا يُقدِّم شيئا ولا يُؤخِّر ، وإنما يُسْتَخْرَج بالنذر مِن البخيل . رواه البخاري ومسلم .

وللفائدة :
لا يُقرَن الدعاء بالمشيئة .

وسبق :
هل يجوز قولي : شكر الله سعيك وغفر الله ذنبك بإذن الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5428

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد