أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ
هذه إحدى الأخوات تسألك وتقول : هناك لعبة في الجوال اسمها (بوكر) وهي قُمار ولكن المال الذي يُدفع فيها ليس مالاً حقيقيًا وإنما كلها ألعاب
فهل يجوز لعبها ؟
وفقكم الله ورضي عنكم وأسبغ عليكم نِعمه ونوّر الله بصائركم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يجوز لعبها ؛ لِمَا فيه مِن إضاعة الأوقات والعُكوف على الصُّوَر .
وقد سُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
عن لعبة (المونوبولي) ، ووصْف هذه اللعبة حسب إفادة العارِفين بها كما يلي : هي عبارة عن لوحة مِن الوَرق 50 × 50 سم، ومُقسّمة إلى مُربعات صغيرة ، كل مربع يأخذ اسْمًا مُعينا ، وله قيمة محددة ، وهي عبارة عن قطع أراضي أو محطات سكك حديد . وتقوم فكرة اللعبة أساسا على شراء الأراضي أو المحطات واستثمارها بدفع رسوم لصاحبها من بقية المتسابقين عند المرور بها، وعدد المتسابقين من 2-6 أشخاص ، وشخص آخر يُمثل دور المسئول عن البنك ، يقوم بدفع مبلغ معين لكل متسابق كَهِبة في البداية ، ثم يبدأ اللعب بواسطة مُكعبات صغيرة (نَرْد الزّهر) ، بحيث يقذف كل متسابق هذا الزهر ليحصل على رقم معين بواسطته ينتقل مِن البداية إلى المنطقة التي حصل عليها بواسطة تلك المكعبات ، والمتسابق مخير بين شرائها أو تجاوزها .. وهكذا بقية المتسابقين . ويقوم المتسابق بشراء أشكال من البنك تمثل فنادق (منازل) ووضعها في أرضه التي اشتراها ليرتفع قيمة إيجارها . ويَحِقّ للمتسابق الاقتراض من البنك وذلك بِرَهن أملاكه لديه ، وكذلك بعض المناطق عبارة عن منطقة (حظ) ، بواسطة كُروت مكتوب عليها : " خُذ مبلغا مُعيّنا من البنك "، " ادفع مبلغا معينا للبنك " ... وهكذا.
فأجاب علماؤنا:
هذه اللعبة مُحَرَّمَة ؛ لِكَونها مِن الْمَيْسِر ، وهو القمار إذا كان فيها مال ، فإن خَلَتْ مِن المال فهي مُحَرَّمَة ؛ لِمَا فيها مِن اللهو والمغالبة والصدّ عن ذِكر الله وعن الصلاة ، وإيقاع العداوة والبغضاء بين اللاعبين ، كما قال الله سبحانه في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) .