[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل نسمع من بعض الناس قولهم كثر حدوث الكسوف والخسوف فأكثروا من الاستغفار والتوبة فهل للحوادث الكونية علاقة بالذنوب والمعاصي ؟
وجزاكم الله خير




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

نعم ، لها علاقة ، فهي إما عقوبات ، وإما نُذُر .
قال الله تعالى : (وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) .
قال البغوي في تفسيره : (وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ) ، أي : العِبَر والدلالات (إِلاَّ تَخْوِيفًا) للعباد ليؤمنوا .
قال قتادة : إن الله تعالى يُخَوِّف الناس بما شاء من آياته لعلهم يَرجعون . اهـ .

ولَمَّا كسَفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَب النبي صلى الله عليه وسلم الناس ، فقال : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه : هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ لا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ولا لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ . رواه البخاري .

وكثرة الزلازل والفِتن مِن علامات الساعة .
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ . رواه البخاري ومسلم .
وسبق :
هل يمكِن اعتبار ما يُصيب الأمم الكافرة مِن عذاب الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3502
والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد