أنا أدعو الله دائمًا أن يهديني ويسددني ويشرح صدري لطاعته وفي نفس الوقت أدعو أن يجعلني من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وأن يجعلني ممن لايخاف فيه لومة لائم وأن يعيذني من الرياء والكبر والعجب وأن يعيذني من الكفر والشرك والنفاق وأن يهديني لأحسن الأخلاق
فهل كل هذه الأمور يمكن الإكتفاء بالدعاء بطلب الهدايه والسداد والثبات فهي تندرج ضمن الهدايه أم الأفضل التفصيل بذكرها ؟
الأفضل الإيجاز ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحبّ جوامع الدعاء ، ويَدَع ما سوى ذلك ، كما قالت عائشة رضي الله عنها .
ومَن تأمّل دعوات النبي صلى الله عليه وسلم وَجَدها كلمات قليلة ، تحوي معاني عظيمة ، بلا تكلّف ولا تطويل .
ونَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاعتداء والتكلّف في الدعاء .
وإذا اشتغل الإنسان بِصَفّ الكلمات وَجَمْعِها ذهب حضور القلب .
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة : قال بعض السلف : إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع وهذا كما يُكره تكلف السجع في الدعاء ، فإذا وَقع بغير تكلف فلا بأس به ، فإن أصل الدعاء مِن القَلب ، واللسان تابِع للقَلب ، ومَن جَعل هِمَّته في الدعاء تقويم لسانه أضعف تَوَجّه قلبه ، ولهذا يدعو المضطر بِقَلْبه دُعاء يُفْتَح عليه لا يَحضره قبل ذلك ، وهذا أمْر يَجده كُل مؤمن في قَلبه .
وقال أيضا : الدعاء ليس كلّه جائزا ، بل فيه عدوان مُحَرَّم ، والمشروع لا عدوان فيه ، وأن العدوان يكون تارة في كثرة الألفاظ ، وتارة في المعاني . اهـ .
وسبق الجواب عن :
هل وصف العبد حاله لربّه أو طلبه تعجيل الإجابة يدخل ضِمن الاعتداء في الدعاء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13723