راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم البـدع والمـحدثـات
افتراضي ما صحة موضوع (أخطاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الثلاثة) ؟
قديم بتاريخ : 11-11-2013 الساعة : 08:43 PM

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا شيخنا والله يحفظك يا رب ويجمعنا بك في جنة الفردوس
مر علي هذا الموضوع من أحد الأخوات في أحد المواقع فحبيت أتأكد منك يا شيخنا لأن بحثت وما يطلع لي غير منتدى واحد وهي اللي ناقلة منه
والموضوع هو (أخطاء أمير المؤمنين الثلاثة)
بسم الله الرحمن الرحيم
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشي في المدينة ليلاً ؛ ليتفقد أحوال الرعية ويطمئن على أحوال المسلمين .
وفي إحدى الليالي سمع صوت رجل يقول : أضاعوني و أي فتى أضاعوا وظلموني حينما بعدوا عني وباعوا
فتسلق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه السور ودخل البيت فإذا به بشاب يحتسي خمر ويبكي .
فاقترب منه وقال له : يا هذا أكنت تعتقد أن الله عز وجل يسترك وأنت على معصيته لا بد من جلدك وحبسك .
اندهش الشاب ونظر إلى أمير المؤمنين ، وقال بهدوء وأدب شديدين : يا أمير المؤمنين ، أنا أشرب الخمر لأنسى آلامي وأحزاني . حقا لقد عصيت الله عز وجل ، في واحدة وأستحق عليها العقاب!
ولكن أنت يا خليفة المسلمين عصيت الله عز وجل في ثلاث : قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: (وَلَا تَجَسَسُوا) وأنت تجسست !
وقال الله تعالى في كتابه الحكيم . ( وَاّتُوا البُيُوتَ من أَبّوَابهَا ) وأنت تسلقت السور !
وقال الله عز وجل ( ولا تَدخُلُوا بُيُوتَاً غَيرَ بُيُوتكُم حَتَّى تَسّتَأنسُوا وَتُسَلمُوا عَلَى أَهلهَا ) . وأنت يا أمير المؤمنين لم تفعل ذلك !
عندئذ قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للشاب : هل عندك من خير إن عفوت عنك ؟
أجاب الشاب قائلا : نعم .. أقسم بالله العظيم ألا أشرب الخمر بعد ذلك . وكسر إناء الخمر الذي كان يشرب فيه .
منقول من كتاب أنوار الحكمة .
فأتمنى منك يا شيخنا إنك تفيدنا إن كانت صحيحة أو بخلاف ذلك أو لا نعلم بها أصلا
بارك الله فيك ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بِمثل ما دعوت .

أولاً : لا يجوز الطعن في أقوام زكّاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، خاصة أولئك الذين شَهِد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وكان لهم أعظم الأثر في الإسلام .
وقد شَهِد أعداء الإسلام فضلا عن أبنائه بِفضْل مثل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فهو فاتِح بيت المقدِس ، وشَهِد له النصارى بأنه هو الفاتح له ، كما يَجِدون ذلك في كُتبهم .
وهو هادِم دولة الفُرْس ، ومُطفئ نيران الْمَجُوس ! ولذلك تحقد عليه الرافضة ؛ لأن أصولهم مجوسية يهودية !

وعقيدة المسلمين : أن لا يُذكر الصحابة رضي الله عنهم إلاّ بِخير .
قال الإمام الطحاوي : وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ - أَهْلِ الْخَيْرِ وَالأَثَرِ، وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَالنَّظَرِ - لا يُذْكَرُونَ إِلاَّ بِالْجَمِيلِ، وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى غَيْرِ السَّبِيلِ. اهـ .
وقال أبو الحسن الأشعري في كتابه " رسالة إلى أهل الثغر" : وأجمعوا على الكَفّ عن ذِكْر الصحابة عليهم السلام إلاَّ بِخَير ما يُذْكَرون به ، وعلى أنهم أحق بِنَشْر مَحَاسنهم ، ويُلْتَمَس لأفعالهم أفضل المخارج ، وأن نَظُن بهم أحسن الظن ، وأحسن المذاهب . اهـ .

ثانيا : لا يَطْعَن في الصحابة إلاّ زِنديق قد خَلَع رِبقة الإسلام مِن عُنقِه ، وذلك لأن الطعن في الصحابة طَعْن فيمن صَحِبوا ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والطعن في الرسول طَعْن في الْمُرْسِل .
مَن كان في قلبه حِقد وبغضاء لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا حُكمه أنه كافِر بِنصّ القرآن .
قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .

قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله : مَن أصبح وفي قلبه غَيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية .
وقال القرطبي رحمه الله : لقد أحسن مَالِكٌ في مقالته ، وأصاب في تأويله ، فمن نَقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رب العالمين ، وأبطل شرائع المسلمين . اهـ .

وقال إمام دار الهجرة - الإمام مالك بن أنس عن الرافضة - قبل أكثر من ألف سنة - :
قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فَطَعَنُوا في الصحابة ، ليقول القائل : رَجُل سُوء كان له أصحاب سُوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صَالِحِين .

وقال أبو زُرْعة الرازي - قبل أكثر مِن ألف سنة - :
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم : فإن القدح في خَير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام ... فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .

ثالثا : لا يجوز أن يُجعَل ما يُلقيه أهل الباطل سَبَبًا للتشكيك في الدِّين ، ولا أن يجعل الإنسان نفسه إسفنجة !
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرَادًا بعد إيرَاد - : لا تَجعل قَلْبَك للإيرَادات والشُّبُهَات مثل السفنجة فَيَتَشَرّبها ، فلا يَنْضَح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزُّجَاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشُّبُهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بِصَفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال. فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .

رابعا : لا نعتقد أن أحدا له العِصمَة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَكُلّ يُخطئ ويُصيب ، وكُلّ يُؤخذ منه ويُتْرَك ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .
وليس من العَدْل ولا مِن الدِّين في شيء أن تُذْكَر أخطاء عمر رضي الله عنه ، وتُغمَر وتُترَك حسناته التي كأمثال الجبال ، وفتوحاته التي كانت نصرا للإسلام .
وعُمر رضي الله عنه قد وافق ربّه تبارك وتعالى في مواضِع .

ولو كان عمر رضي الله عنه أخطأ مائة خطأ ، فلَه مِن الحسنات ما يُزيل ويمحو تلك الأخطاء .

ولو أخطأ عمر رضي الله عنه ، فقد أصاب كثيرا ونَفع الله به ، ونَصَر به دِينه ، وأعْلَى به كَلِمته ، وأظْهَر به الحقّ ، وفَرّق به بين الحقّ والباطل .
قال عبد الله بن مسعود : وما عبدنا الله جهرة حتى أسلم عُمر !

وقال هلال بن يساف : أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة .
قال أبو عمر ابن عبد البر : فكان إسلامه عِزًّا ظَهَر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجر فَهو مِن المهاجرين الأوَّلين ، وشَهِد بَدْرا وبَيعة الرضوان ، وكُلّ مَشْهَد شَهِدَه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ ، وولي الخلافة بعد أبى بكر ، بُويِع له بها يوم مات أبو بكر رضي الله عنه باستخلاف له سنة ثلاث عشرة ، فَسَار بأحْسَن سِيرة ، وأنْزل نفسه مِن مالِ الله بِمَنْزِلة رَجُل مِن الناس ، وفَتَح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر ، وهو مَن دَوّن الدواوين في العطاء ، ورَتَّب الناس فيه على سوابقهم ، كان لا يخاف في الله لومة لائم ، وهو الذي نَوَّر شهر الصوم بِصلاة الإشفاع فيه ، وأرَّخ التاريخ مِن الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم ، وهو أوّل مَن سُمِّي بأمِير المؤمنين . اهـ .

ولكن ما هي الأمور التي فَعَلها مَن يَطْعَن في مثل عمر رضي الله عنه ؟
أجَلَس خَلْف شاشته ووراء لوحة مفاتيحه ، يطعن في خيار الأمة ، ويتتبّع عثرات – لا تَصِحّ - ، وهو لم ينصر الإسلام في نفسه فضلا عن أن ينصره على الملأ ؟!

وأما هذه القصة المذكورة في أخطاء عمر رضي الله عنه ، فلم يصِحّ منها إلاّ دُخول عمر رضي الله عنه على أبي مِحْجَن رضي الله عنه ، وسبق ذِكْرها هنا :
هل يجوز اختراق بريد بعض العاصين وحذف ما فيها مِن منكرات ثم دعوتهم للهداية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4550

ولوافترضنا صِحّة أخطاء عمر رضي الله عنه ؛ فإنها لا تُذكر أمام حسناته .
وعمر هو القائل : وافقت ربي في ثلاث : فقلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ، وآية الحجاب قلت : يا رسول الله لو أمَرْتَ نساءك أن يحتجبن ، فإنه يُكلّمهن البر والفاجر ، فَنَزَلَتْ آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ) ، فَنَزَلَتْ هذه الآية . رواه البخاري من حديث أنس ، ومسلم من حديث ابن عمر .
وهذا من الإلهام الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
قد كان يكون في الأمم قبلكم مُحَدَّثُون ، فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن وهب : تفسير مُحَدَّثُون مُلْهَمُون .
وعمر رضي الله عنه هو الْمُحَدَّث الْمُلْهَم .
وهو المؤمن الذي شهِد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينما رجل راكب على بقرة الْتَفَتَتْ إليه فقالت : لم أُخْلَق لهذا ، خُلِقْتُ للحِراثة . قال : آمنت به أنا وأبو بكر وعمر . وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال : الذئب من لها يوم السبع ، يوم لا راعي لها غيري ؟ قال : آمنت به أنا وأبو بكر وعمر . قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم . رواه البخاري ومسلم .
وشِهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بِقوّة الدِّين .
قال عليه الصلاة والسلام : بينا أنا نائم رأيت الناس يُعْرَضُون عليّ وعليهم قُمُص ، منها ما يبلغ الثُّدِيّ ، ومنها ما دون ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يَجُرّه . قالوا : فما أوّلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدِّين . رواه البخاري ومسلم .
وشهِد له النبي صلى الله عليه وسلم بالعِلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا أنا نائم أُتِيتُ بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الريّ يَخْرُج في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب . قالوا : فما أوّلته يا رسول الله ؟ قال : العِلم . رواه البخاري .
وشهِد له بصواب الرأي .
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ، فقام رجل يُصلي فرآه عمر ، فقال له : اجلس فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فَصْل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحسن ابن الخطاب . رواه الإمام أحمد
وفي رواية عند الطبراني أنه عليه الصلاة والسلام قال : أصاب الله بك يا ابن الخطاب .

وشهِد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنّة .
عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد ، فَذَكَرَ رجلٌ علياً عليه السلام ، فقام سعيد بن زيد فقال : أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته وهو يقول : عشرة في الجنة : النبي في الجنة ، وأبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير بن العوام في الجنة ، وسعد بن مالك في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، ولو شئت لسمّيت العاشر . قال : فقالوا : من هو ؟ فَسَكَتْ . قال : فقالوا : من هو ؟ فقال : هو سعيد بن زيد . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وفي الصحيحين عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حائطاً وأمَرَنِي بِحِفْظِ الباب ، فجاء رجل يستأذن ، فقال : ائذن له وبشّره بالجنة . فإذا أبو بكر ، ثم جاء عمر ، فقال : ائذن له وبشّره بالجنة ، ثم جاء عثمان ، فقال : ائذن له وبشّره بالجنة .
ورأى له النبي صلى الله عليه وسلم قصراً في الجنة .
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : بينا أنا نائم إذ رأيتني في الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا ؟ فقالوا : لِعُمَرَ بن الخطاب ، فذكرت غيرة عمر فولّيت مُدبِرا . قال أبو هريرة : فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال عمر : بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار ؟

ولا يجوز أن تُكتب الأحاديث التي فيها مثالب ومعايب الصحابة رضي الله عنهم ، فكيف بِمن زكّاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟

وما كان الأئمة يَرْضَون أن تُروى أو تُسمَع أحاديث فيها شيء مِن تنقّص الصحابة رضي الله عنهم ، بل يَعتبرون ذلك قَدْحًا في الراوي !

قال مهنى بن يحيى : سألت أحمد عن عبيد الله بن موسى العبسي ؟ فقال : كوفي ، فقلت : فكيف هو ؟ قال : كما شاء الله ، قلت : كيف هو يا أبا عبد الله ؟! قال : لا يُعجبني أن أُحدِّث عنه ، قلت : لِمَ ؟ قال : يُحدِّث بأحاديث فيها تنقّص لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
وقال يحيى بن مَعين : كانوا عند عبد الرزاق : أحمد [يعني : ابن حنبل] ، وخلف [يعني : ابن سالم المخرَمي] ، ورَجل آخر ، فلمّا مَرّت أحاديث المثالِب وَضَع أحمد بن حنبل إصبعيه في أذنيه طويلا حتى مَرّ بعض الأحاديث ، ثم أخرجهما ، ثم رَدّهما حتى مَضَت الأحاديث كلها ، أو كما قال . رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
وجاء في ترجمة خلف بن سالم المخرمي : قال أبو بكر المروزي عن أحمد بن حنبل : نَقَمُوا عليه تَتَبّعه هذه الأحاديث . يعني : الأحاديث التي فيها تنقّص للصحابة .

ونَهَى العلماء عن طَلَب وتدوين الأحاديث التي فيها تنقّص للصحابة رضي الله عنهم ، بل ويتّهِمون مَن حدَّث بها !
قال أبو الحارث الصائغ : سألت أبا عبد الله [أحمد بن حنبل] قلت : هذه الأحاديث التي رُوِيت في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ترى لأحد أن يَكتبها ؟ قال : لا أرى لأحد أن يَكتب منها شيئا ، قلت : فإذا رَأينا الرجل يَطلبها ويسأل عنها - فيها ذِكر عثمان وعلي ومعاوية ، وغيرهم مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال : إذا رأيت الرجل يَطلب هذه ويَجمَعها ، فأخاف أن يَكون له خَبيئة سُوء . رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .

وأمَر الأئمة بِهَجْر وتأديب وزَجر مَن تكلّم في أحدٍ مِن الصحابة .
فقد سُئل الإمام أحمد : ما تقول فيمن زعم أنه مُباح له أن يتكلم في مساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو عبد الله : هذا كلام سُوء رَديء ، يُجَانَبون هؤلاء القوم ، ولا يُجَالَسُون ، ويُبَيَّن أمْرهم للناس . رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
ولَمّا جاء عبد الرحمن بن صالح الأزدي إلى أبي مَعمر القَطيعي ، فَذَكر بعض الأحاديث الرديئة ، قال أبو معمر : خُذُوا بِرِجْلِه ، وجُرّوه ، وأخْرِجُوه مِن المسجد ، فَجُرّ بِرِجْليه ، وأُخْرِج مِن المسجد ! رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
والمقصود الأحاديث الرديئة : ما فيها ذِكْر مثالب الصحابة رضي الله عنهم .

والمصلحة تقتضي ذِكْر محاسِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، وطوي ما يُذكر عنهم مِن مساوئ .
قال العوام بن حوشب : اذكروا مَحاسِن أصحاب محمد عليه السلام تأتَلِف عليه القلوب ، ولا تذكروا مَساويهم ، فتُحَرِّشوا الناس عليهم . رواه الخلاّل في كِتاب " السُّنة " .
ولا يَعرِف قَدْر أهل الفضل إلاّ الأفاضل .

وسبق :
لِم يُحكم بِكُفر سابّ الصحابة ولم يحكم بِكُفر مَن قَتلهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15958

الرافضة يثيرون الشبهات ويسألون "من قتل الحسين" ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12549


قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضيالله عنه
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6622

وهنا :
الرد على مَن يُبيح نقد الصحابة ، ويعترض على مناصحة ولي الأمر سرا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14602

كيف نردّ على مَن يقدح في الصحابة رضي الله عنهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7270

هل صحيح أنَّ معاوية رضي الله عنه قتل عائشة رضي الله عنها بمؤامرة ومكيدة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14581

بماذا يُردّ على رافضي يقول : خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة وتزوج امرأة مالك بن نويرة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1403

ما صحة موضوع (أخطاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الثلاثة) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11972

الرافضة يطعنون في عمر لأنه غاب عنه أحاديث الاستئذان والتيمم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5116

مذهب آل البيت بين السنة والرافضة ، وهل يأخذ أهل السنة بمذهب آل البيت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5115

شخص يتنقص معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .. كيف يُرد عليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14580

تقول إنها تكره معاوية ويزيد والزبير وطلحة ، وتريد أدلّة تثبِت عدالة الصحابة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10737

هل صحيح أنّ معاوية كان يكره علي ويأمر بسبِّه ولعنه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11045

هل معاوية وجيشه فئة باغية ؟ وما صِحة منْع أبي بكر فاطمة مِن ميراث أبيها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16279

هل قالت أم سلمة عن بيعة معاوية بالخلافة بأنها بيعة ضلالة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11423

خُطبة جُمعة عن .. (مكانةِ الصحابةِ)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13327


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حُكم قول لأيّ شخص في زماننا هذا بـ ( أمير المؤمنين ) ؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 18-03-2010 05:32 PM
سيرة أمير المؤمنين في الحديث راجية العفو قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 11-03-2010 06:10 PM
لعل أمير المؤمنين .... أم سيف قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 01-03-2010 09:12 AM
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي فقال إني أجد في رزقي ضيقا عبق إرشـاد القـصــص 0 19-02-2010 11:38 PM
سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين محب السلف قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 18-02-2010 12:25 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى