العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
Lightbulb ما حكم استخدام كتب الشيخ أحمد ديدات في الدعوة؟
قديم بتاريخ : 23-02-2010 الساعة : 11:03 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل
ما حكم استخدام كتب الشيخ أحمد ديدات في الدعوة؟
يقول الشيخ / محمود بن رضا صالح المراد
إن ديدات يناظر اليهود والنصارى من كتبهم ، ولهذا محاذير عديدة أولها انه بفعله هذا يؤكد للنصارى أن كتبهم صحيحة ، بينما هي في الواقع لا تحوي إلا ما هو منسوخ أو محرف ، وهذا الذي ندين الله به .




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

الرد المفصّل يحتاج إلى جُهد ووقت ، ولعلي أردّ بِرَدّ مُختَصَر .

أولاً : ليس هناك أحد مِن العلماء والدُّعَاة إلى الله يخلو مِن خطأ .
قال سعيد بن المسيب :
ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلاَّ وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكر عيوبه . من كان فضله أكثر من نقصه وُهِب نَقْصه لِفَضْله . اهـ .

وقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى :
الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلِم تَحَرِّيه للحق ، واتَّسَع عِلْمه ، وظَهر ذكاؤه ، وعُرِف صلاحه وورعه واتِّباعه ؛ يُغفر له زَلَلـه ولا نُضللـه ونَطْرحه ونَنْسى محاسنه . نعم ، ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك . اهـ .

وإذا كان الأمر كذلك فيجب- من باب العَدل- أن يُنَزّل كل قول مَنْزِلَته ، وكل خطأ يُقدّر بِقَدْرِه ، فلا يُسكت عن الخطأ ، ولا يُضَخّم حجمه .

ويُعذر الأعجمي ما لا يُعذر العربي .
ويُقدَّر جُهد الشخص وما قَدَّم للإسلام .
ويُفرَّق بين من كان يتعمّد الخطأ ، ويُنافِح عن البدعة ، ومن وقع في الخطأ أو في البدعة من غير قصد .

ثانيا : بعض ما يُقال ويُقرَّر في المناظرات لا يَلزَم مِنه أن يَكون قائله يعتقد صوابه ، بل قد يكون يُقرِّر أمْرا ليُلزِم به خصمه ، ويقطع حُجّته ، ويُفحِمَه .
ومن هذا قوله تعالى لِنَبِيِّـه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) .
قال ابن كثير رحمه الله : أي لو فُرِض هذا لَعَبَدّته على ذلك ؛ لأني عَبْد مِن عَبِيده ، مُطِيع لجميع ما يأمرني به ، ليس عندي استكبار ولا إباء عن عِبادته ، فلو فُرِض هذا لكان هذا ، ولكن هذا ممتنع في حَقّه تعالى ، والشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضا . اهـ .

ومن هذا الباب تَنَزّل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتسليمه ظاهرا لِحماقات النمرود ! الذي زَعَم أنه يُحيي ويُميت !
قال الربيع وغيره : إن النمرود لَمّا قال أنا أحيي وأميت ، أحضر رَجلين ، فَقَتل أحدهما ، وأرسل الآخر ! فقال : قد أحييت هذا ، وأمَتّ هذا !
فإبراهيم عليه الصلاة والسلام لَم يُسلِّم للنمرود بِما قال ، إلاّ أنه مِن باب الـتَّنَزّل مع الخصم .

قال ابن حجر : ولا شك أن العالم في المناظرة يتقذر القول وهو لا يختاره فيذكر أدلته إلى أن ينقطع خصمه ، وذلك غير مستنكر في المناظرة ، والله أعلم .

ومن هذا الباب يُحمَل بعض ما وقع مِن الشيخ أحمد ديدات في بعض مناظراته ، مما حُمِل عليه بسببه .
وهنا بيان كاف لهذه المسألة ، وتفنيد بعض ما أخِذ على الشيخ رحمه الله :
http://www.ahmed-deedat.net/modules....rder=0&thold=0


ثالثا : للمناظَرات أصل في السّنّة وفي عمل السلف .
قال ابن كثير : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وَفْد نجران مِن النصارى بعد قيام الحجة عليهم في المناظرة وعُتوهم وعنادهم إلى المباهلة . اهـ .

والمناظَرة لم تكن مع الكُفّار فحسب ، بل كانت مع كل مُخالف .
ومُناظرة ابن عباس رضي الله عنهما مع الخوارج مشهورة معلومة ، فقد تذَرع الخوارج ببعض الشُّبُهات ، واستدلّوا ببعض الآيات على ما ذهبوا إليه ، فجاءهم ابن عباس رضي الله عنهما بناء على أمْر عليّ رضي الله عنه ، فقال بعض الخوارج : لا تُناظِروه ! إنه من قريش ، وإن الله يقول عنهم : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) ، وقال بعضهم : بل نناظره ، فناظرهم علانية ، فرجع منهم أربعة آلاف رجل مِن اصل ستة آلاف رجل . والقصة مُخرّجة في مسند الإمام أحمد وفي مسند أبي يعلى وفي مستدرك الحاكم وفي سُنن البيهقي الكبرى وفي " المختارة " للحافظ الضياء .

وكانت المناظرات تكون بين علماء السلف في مسائل مِن مسائل العِلْم .

قال ابن عبد البر : وفي إدخال عبد الله بن سلام عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن جَلَس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة " وإذعان أبي هريرة إلى ذلك ؛ دليل واضح على ما كان عليه القوم من البصر بالاحتجاجات والاعتراضات والإدخال والإلزامات في المناظرة ، وهذا سبيل أهل العلم . اهـ .
وقال في التمهيد : وهذا سبيل أهل الفقه أجْمَع إلاَّ طائفة لا تُعَدّ مِن العلماء أعرقوا في التقليد وأزاحوا أنفسهم من المناظرة والتفهّم ، وسَمّوا المذاكرة مناظرة جهلا منهم بالأصول التي منها يَنْزَع أهل النظر ، وإليها يفزع أولوا البصر ، والله المستعان . اهـ .

قال أبو العباس الساجي : سمعت أحمد بن حنبل ما لا أحصيه في المناظرة تجري بيني وبينه وهو يقول : هكذا قال أبو عبد الله الشافعي .

ومما استدل به أهل العلم على أصل المناظرات احتجاج آدم وموسى عليهما الصلاة والسلام
قال ابن حجر في شرح الحديث : وفيه مشروعية الحجج في المناظرة لإظهار طلب الحق ، وإباحة التوبيخ والتعريض في أثناء الحجاج ليتوصل إلى ظُهور الْحُجّة . اهـ .

رابعا : قول الشيخ محمود : (إن ديدات يناظر اليهود والنصارى من كتبهم ، ولهذا محاذير عديدة أولها انه بفعله هذا يؤكد للنصارى أن كتبهم صحيحة ، بينما هي في الواقع لا تحوي إلاَّ ما هو منسوخ أو محرف ، وهذا الذي ندين الله به )
أقول :
ليس الأمر كما قاله مِن وُجوه :
الأول : أن إدانة اليهودي أو النصراني بِمَا عنده مما يُوافِق الحق مطلوب شرعا ، ولهذا أصل مِن فعله عليه الصلاة والسلام حينما طَلب التوراة لإثبات حدّ الرَّجْم على اليهوديين الزانيين ، والقصة مُخرّجة في الصحيحين ، وفيها : أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟ فقالوا : نفضحهم ويُجْلَدُون ، فقال عبد الله بن سلام : كذبتم ! إن فيها الرَّجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم ، فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ! فرفع يده فإذا فيها آية الرجم ، فقالوا : صدق يا محمد ، فيها آية الرجم ، فأمَرَ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا .

الوجه الثاني : أن ما في كُتُب أهل الكِتاب ليس كله مُحرَّفا ، وليس منسوخا جميعه ، وهو على ثلاثة أقسام ، كالإسرائيليات تماما ، وقد قسّمها العلماء إلى ثلاثة أقسام- كما فعل ابن كثير في مقدمة تفسيره- .
قال رحمه الله عن الإسرائيليات : فإنها على ثلاثة أقسام :
أحدها : ما عَلِمْنا صِحّته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق ، فذاك صحيح .
والثاني : ما عَلِمْنَا كَذِبه مما عندنا مما يُخَالِفه .
والثالث : ما هو مَسْكُوت عنه ، لا من هذا القبيل ، ولا من هذا القبيل ، فلا نُؤمن به ولا نُكَذّبه ، وتجوز حكايته لِمَا تَقَدّم ، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تَعود إلى أمْر ِديني ، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيرا ، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك . اهـ .
وهذا القسم لا يُصدّق ولا يُكذّب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : لا تُصَدِّقُوا أهل الكتاب ولا تُكَذِّبُوهم ، وقولوا : ( آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) الآية . رواه البخاري .

الوجه الثالث : أن من الصحابة من أخذ عن أهل الكِتاب في تفسير القرآن ، خاصة إذا كان ذلك التفسير لا يُخالِف ما جاء في شرعنا .

ومن هذا القَبِيل ما اعتمده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه " الجواب الصحيح " ، فإنه أكثر النقل فيه عن أهل الكِتاب ، وعن كُتُبِهم ، مما يُعلَم في شرعنا أنه غير مردود ، بل إما في شرعنا ما يوافِقه ، كإخبار عيسى عليه الصلاة والسلام بنبوّة محمد وبشارته به ، وإما ما هو مسكوت عنه ، كما تقدّم . وهذا غالب ما يستدلّ به العلماء في كُتُبهم .
ومثل ذلك ما اعتمده جُمع من المفسِّرِين في قضايا عديدة .
ومِ، أكثر من أكثر النقل عن كُتُب أهل الكِتاب مما يُعلَم أنه لم يُحرَّف علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي في تفسيره " محاسن التأويل " .

الوجه الرابع : قول الشيخ محمود مراد عن الكُتُب السابقة : (لا تحوي إلاَّ ما هو منسوخ أو محرف) .
أقول : يَرُدّ هذا ما تقدّم من تقسيم الإسرائيليات ، وفعله عليه الصلاة والسلام في واقعة الرجم ، فإن الرجم كان عند أهل الكِتاب- خاصة عند اليهود- وهو مما لم يُنسَخ في شرعنا ، ومثله بشارة عيسى عليه الصلاة والسلام بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن إثبات مثل هذا مما يُفحِم النصارى ، ويُدينهم بِما في كُتُبهم .


وهذا الرّد في بعضه تحامل على الشيخ أحمد ديدات رحمه الله . وعفا الله عن الشيخ محمود مراد .

وكنت قديما قد رأيت بعض مناظرات الشيخ أحمد ديدات رحمه الله ، كمُناظَرته مع القس " سويجارت " ، ولا أذكر أني رأيت فيها ما يُلحَظ .


أخيرا :

من كان لديه من العلم ما يُميِّز به الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، فله أن يُفيد مِن كُتُب الشيخ أحمد ديدات رحمه الله ، ومن لم يكن كذلك ، فأخشى أن يلتبس عليه الأمر .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يقولون عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إنه عميل بريطاني ! راجية العفو قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 11-03-2010 12:22 AM
من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد محب السلف إرشـاد القـصــص 0 08-03-2010 06:06 PM
يقولون عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إنه عميل بريطاني ! *المتفائله* قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 20-02-2010 11:58 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى