قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال بعض العلماء : لا يؤمرون إلا إذا بلغوا سبع سنين كاملة . أي دخلوا في الثامنة ، ولا يمنع تعليمهم الصلاة في البيوت قبل ذلك حتى إذا حضروا للمساجد وإذا هم يُحسنون الوقوف في الصفّ والتأدّب بآداب المساجد .
وبعض الناس يستدل بما وقع من دخول الحسن والحسين المسجد وهما صبيّان صغيران أو دخول ابنة بنته صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت أبي العاص -
ومن عجيب ما سمعت أن يَعُدّه بعضهم سنة ، فيأتي بصبيانه لأشرف البقاع فيؤذون المصلين حتى في الحرمين ، وبعضهم أحضر صبياً غير مميز فبال في المسجد ، ثم زاد الطين بِلّة بأن استدلّ بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالجواب على هذا من وجهين :
أولاً : أن هذا وقع اّتفاقاً ، ولم يُحضرهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ابتداءً . وما وقع اتّفاقاً ليس مما يُتّخذ سنة ، كنـزوله تحت شجرة أو صلاته في مكان على طريق سفره ، ولذا أمَرَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه تحتها .
روى ابن أبي شيبة عن نافع قال : بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها . قال : فأمر بـها فَقُطِعَتْ . ويدل هذا على أن ما وقع اتّفاقاً منه صلى الله عليه وسلم ليس محل استدلال ولا تعبّد ، بخلاف ما وقع تعبّداً أو أمَـرَ به أو فَعَلَه ابتداءً .
وثانياً : أن ذلك إنما حصل مرة واحدة ، ولم يكن شأنه وديدنه كحال بعض الآباء الذي كلما خَرَجَ جاءته الأوامر باصطحاب الطفل للمسجد لا يُشغلنا بالصياح ! وكأن المسجد دار حضانة !
والصغير غير المميّز يقطع الصف ، ويأثم من يأتي به إلى المسجد ، لما يتسبب في وجود فرجة في الصف ، ولما يُسببه كثير من الأطفال من إزعاج للمصلين ، وربما تسبب في إشغال مُصلّ أو أذهب عنه الخشوع .
وقد رأيت من يأتي بصبيانه دون سنّ السابعة وقد أُلبِسُوا ما يُبدي الفخذ ! أين تعظيم شعائر الله ؟ ، وأين تربية الناشئة على تعظيم بيوت الله ؟