وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا أعلم أحدا مِن أهل العِلْم أجاز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دعاء عبادة .
ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم دعاء مخلوق مِن دون الله .
والتوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم جَعله وسيلة في الدعاء .
فالأول شِرْك ، والثاني وسيلة إلى الشّرك لِمَا فيه مِن الغلو .
وقد أنكر الله تبارك وتعالى على الذين يَدعون الصالحين مع الله تبارك وتعالى ، فقال تعالى : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) .
وقرأ ابن مسعود : { أولئك الذين تَدْعُون ..}
قال ابن عباس ومجاهد : عُزير وعيسى .
قال القرطبي : أعلمهم الله تعالى أن المعبودِين يَبتغُون القُربة إلى ربهم . اهـ .
وروى البخاري ومسلم مِن طريق أبى مَعمر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في قوله عز وجل : (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ) قال : كان نَفرٌ مِن الجن أسلموا ، وكانوا يُعْبَدُون ، فَبَقِي الذين كانوا يَعبُدُون على عبادتهم وقد أسْلَم النفَر مِن الجن .
والصحيح : أنه لا يجوز التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد أمَر الله تبارك وتعالى نَبيّه صلى الله عليه وسلم أن يتبرّأ مِن حوله وقوّته ، وان يُخبِر الناس أنه لا يملك لِنفسِه - فضلا عن غيره – نَفعًا ولا ضرّا ، فقال الله تعالى : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) .
ولو كان خيرا لَسَبَقنا إليه أحرص الناس على الخير ، وأحبّ الناس لِرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة .
قال الحافظ ابن كثير : وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فِعل وقَول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم : هو بِدْعة ؛ لأنه لو كان خيرا لَسَبَقُونا إليه ، لأنهم لم يَتْرُكُوا خَصْلة مِن خِصال الخير إلاَّ وقد بَادَرُوا إليها . اهـ .
ودعاء غير الله دعاء عبادة شِرك ، ولا يُعذر به العَالِم ، إلاّ أنه لا يُحكم بِكُفر مَن فعل ذلك إلاَّ بعد أن تُقام عليه الحجة ، وتَنتَفي عنه الموانع .