ما حكم إهمال المطلقة لبناتها وانشغالها عنهم في النت ؟
بتاريخ : 08-01-2017 الساعة : 04:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله فضيلة الشيخ وحفظكم
ما حكم اهمال المطلقة لبناتها ؛وانشغالها عنهم في النت،
حتى بدات تظهر اثار الانحراف على البنات والله المستعان
جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
على كل إنسان أن يبحث عن خلاصه يوم القيامة حين لا يَنفع مال ولا بَنون ، بل يَفرح الولد أن يَجد له حقّا على أحد ، ولو كان على أقرب الناس إليه .
قال ابن مسعود رَضي الله عنه : يُؤخَذ بِيَدِ العَبْد أوْ الأمَة يَوْم القِيَامَة فيُنْصَب على رُؤوس الأوَّلِين والآخِرِين ، ثم يُنادِي مُنَادٍ : هذا فُلان بن فُلان ، مَن كَان لَه حَقّ فَلْيَأتِ إلى حَقِّه ؛ فَتَفْرَح الْمَرْأة أن يَدُور لَهَا الْحَقّ عَلى أبِيهَا ، أوْ عَلى زَوْجِهَا ، أوْ عَلى أخِيهَا ، أوْ على ابْنِهَا ، ثُمّ قَرأ ابنُ مَسْعُود : (فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ) .
وإذا لم تَعتَنِ المرأة بأولادها ؛ فلن يَنفعوها لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله :
ما رأيكم في كثير من الآباء لا يهتمون بتربية أولادهم وخاصة مِن الناحية الدينية، فيُقصِّرون بِحجة التعب بعد عناء العمل ؟
فأجاب رحمه الله :
الواجب على المؤمن أن يهتم بتربية أولاده اهتماما بالغا ليكون ممتثلاً لِقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يؤْمَرُونَ) ، وليَقُم بالمسئولية التي حَمّلَها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : " الرجل راعٍ في أهله ، ومسئول عن رعيته " . رواه البخاري ومسلم .
ولا يَحل له أن يُهمِلهم ، بل عليه أن يُؤدِّبهم بحسب أحوالهم وبحسب جرائمهم ، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مُرُوا أبناءكم بالصلاة لِسَبع ، واضربوهم عليها لِعشر " .
وليعلم أن هذه الأمانة التي حَملها سوف يُسأل عنها يوم القيامة ، فليُعد الجواب الصواب حتى يتخلص من هذه المسئولية ، وسيجني ثمار ما عمل : إن خيرًا فَخَير ، وإن شَرّا فَشَرّ ، وربما يُعاقَب به في الدنيا فيُبتلَى بأولاد يُسيئون إليه ويَعقّونه ولا يقومون بِحقّه . اهـ .