[مصابيح الدُّجى]

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وجعل عملكم هذا في موازين أعمالكم
تم بفضل الله عقد زواجي علي شاب احسبه على خير ولا أزكيه علي الله , وفي بادئ الأمر وافقت أمي وخالي (حيث أن والدي متوفى) وتمت الاتفاقات علي كل شيء وكان في الاتفاقات كريما يتكفل بتجهيز الأغلى حتى لا يشق علينا, ومن تعاملي معه لمست فيه الصدق والإخلاص كما أنه يحبني ويضحي من أجلي , وكانت أمي تحبه في بادئ الأمر ولكنها بدأت تدريجيا تتشكك فيه وفي أمانته بدون أي مبرر , وتبرر ذلك بأنه حرص وليس شك , فمثلا لا تطلعه على أخبار تجهيزنا , ولا تريد نقل ما أحضرناه من أثاث إلى شقته إلا بعد أن يكمل هو تجهيز كل شيء , مع العلم بأنه لم يتوانَ ولكن حدث تعطيل بسبب النجار الذي يؤخر أثاثه ولكنه استغل الوقت في تجهيز الشقة تجهيز تام فأصرت أمي علي رؤية الأثاث عند النجار حتى تتأكد من صدقه وبالفعل وجدناه واعتذر لنا النجار عن التأخر وتقبل زوجي هذا الموقف بدون غضب وعذر أمي ولكن بعد ذلك لم ينتهِ الشك بل زاد وبدأ يضايقه , فبعد أن أنهى النجار أثاثه وبدأنا بعدها في التجهيز , اتفقنا أن نحضر الأجهزة الكهربائية وأن يكون زوجي معنا لأنه يعلم أماكن للشراء , وأحضر لنا أحد معارف زوجي الأجهزة مشحونة للمنزل وانتهى الموقف , ولكن بعدها بفترة تذكرت أمي أننا لم نحصل على فاتورة للشراء فطلبت منه أن يعطينا فاتورة للشراء على الرغم من أنه لم يحصل هو الآخر عليها لأنه اشترى من أحد معارفه بتخفيض ولكنها أصرت عليها وخالي يشجعها , فبدأ يتضايق من هذه الأمور ولكنه تحمل من أجلي ولم يغضبها إلى أن جاء الموقف الذي أزعجه
حيث أنها جهزت قائمة للمنقولات بها أثاثه وأثاثي وطلبت منه التوقيع عليها فلم يرفض وبالفعل أمضى ولكنها قالت أنه يجب أن يمضي على القائمة أيضا اثنين من الشهود وأصرت أن يكون الاثنين من إخوته فبدأ بالتضجر ولكنه فعل , وبعد ذلك طلب منهم أن يذهب لتصوير القائمة حتى إذا أراد والده رؤيتها وعندها أصر خالي الذهاب معه لتصويرها على العلم بأن مكان التصوير أمام المنزل فشعر أنهم يتعاملون معه بتخوين شديد علي الرغم أنه لم يفعل شيء لكل هذا الشك والآن هو متضجر منهم
و الآن تطالبه أمي بالفاتورة مره أخري أو اسم المحل لتحصل منه على الفاتورة ولكنه غضب وقرر أن يغير تعامله معها ومع خالي الذي يشحنها بهذه الأفكار , وطلب مني ألا اغضب لما سوف يتعامل به معها حتى تكف علي هذه المشاحنات ..
وأنا الآن لا أدري ماذا أفعل ..فهذا زوجي وتلك أمي...في صف من أقف؟*



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
*
اسمحي لي أن أقول : ما أصبر زوجك !
احمدي الله أنه لا زال مُستمسِكًا بك . واحرصي عليه وعلى رضاه ، فإنه حليم . واتّق غضبة الحليم !
*
واطلبي من أمك وخالك أن لا يتدخّلوا ، فتِلك حياتك الخاصة .
وما تعمله أمك وخالك ليس في مصلحتك ، بل هو في مضرّتك ، وقد يؤدّي به في النهاية إلى بُغضك ، ومن ثم قد يقع الطلاق .
وأن تلك الشكوك ليس لها ما يُسوّغها ولا ما يدعو إليها .
وأنه لا يجوز لهم التعامل بهذه الطريقة مع رجل لم يظهر منه أدنى بادرة سوء – فيما ذكرتِ – .
وتَدَخُّل أمك وخالك بهذه الطريقة إنما هو هَدْم لِحياتك .. ولعلهم يُريدون إملال الزوج ليتركك .
*
وتذكري – أنتِ ومن وراءك – أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر بالتيسير في الزواج ، وأخبر أن مِن يُمْنِ المرأة تيسير خطبتها ، وتيسير صداقها ، وتيسير رحمها . كما في مسند الإمام أحمد .
قال عروة : وأنا أقول : إن مِن أول شؤمها أن يَكثر صَدَاقها . رواه الطبراني في " الصغير " والحاكم .
*
قال المناوي : (إن مِن يُمْن المرأة) أي : بَرَكَتِها . (تيسير خطبتها) بالكسر ، أي : سهولة سؤال الخاطب أولياءها نكاحها، وإجابتهم بِسهولة من غير توقّف . (وتيسير صداقتها) أي عدم التشديد في تكثيره ، ووُجِد أنه بِيَدِ الخاطب مِن غير كَدّ في تحصيله . (وتيسير رحمها) أي للولادة بأن تكون سريعة الحمل كثيرة النسل ، قاله عروة . اهـ .
*
وزوّج عليه الصلاة والسلام بناته وتزوّج أمهات المؤمنين على مهور يسيرة جدًّا .
وكنت أشرت إلى مَهْر سَيدة نِساء العالمين هنا :
http://www.al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2064
*
والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد