نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الزكـاة والصدقـة
افتراضي لمن تجب الزكاة ؟ ولمن تجب الصدقة ؟
قديم بتاريخ : 20-12-2013 الساعة : 12:28 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن تجب الزكاة مع الدليل ؟ ولمن تجب الصدقة مع الدليل
جزاكم الله خيرا



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

تجب الزكاة لمستحقيها مِن الأصناف الثمانية التي ذَكَرها الله عزّ وَجَلّ في قوله : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .
واخْتَلَف العلماء : هل يُجزئ أن تُدْفَع لِصِنْف مِن الأصناف الثمانية أو لا بُدّ أن تُسْتَوعب الأصناف الثمانية ؟

قال القرطبي في تفسيره : وَالصَّدَقَةُ مَتَى أُطْلِقَتْ فِي الْقُرْآنِ فَهِيَ صَدَقَةُ الْفَرْضِ . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وارد ها عَلَى فُقَرَائِكُمْ ". وَهَذَا نَصٌّ فِي ذِكْرِ أَحَدِ الأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ قُرْآنًا وَسُنَّةً ، وَهُوَ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَحُذَيْفَةَ. وَقَالَ بِهِ مِنَ التَّابِعِينَ جَمَاعَةٌ . قَالُوا: جَائِزٌ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَى الأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ، وَإِلَى أَيِّ صِنْفٍ مِنْهَا دُفِعَتْ جَازَ.
رَوَى الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ فِي قَوْلِهِ : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) قَالَ: إِنَّمَا ذَكَرَ اللَّهُ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ لِتُعْرَفَ ، وَأَيُّ صِنْفٍ منها أعطيت أجزأك .
وروى سعيد ابن جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) قَالَ: فِي أَيِّهَا وَضَعْتَ أَجْزَأَ عَنْكَ . وَهُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ وَإِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِمَا .
قَالَ الْكِيَا الطَّبَرِيُّ: حَتَّى ادَّعَى مَالِكٌ الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ . قُلْتُ: يُرِيدُ إِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ، فَإِنَّهُ لا يُعْلَمُ لَهُمْ مُخَالِفٌ مِنْهُمْ عَلَى مَا قَالَ أَبُو عُمَرَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ .

وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن مُعَاذا رضي الله عنه ، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ .. رواه البخاري ومسلم .

ولا تجوز فيها الْمُحاباة ، ولا الْمُجامَلَة ؛ فإن دُفْعت إلى قريب غني ، أو ليس مِن أهل الزكاة ، فلا تُجزئ ، ويجب عليه أن يُخرجها مرة أخرى ، بحيث تُدْفَع إلى مُستحقّيها .

وأفضل الزكاة الواجبة والصدقة : ما وَقَع في حاجة ، كما قال تعالى : (فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) .

وما كان مِن الصدقة على الأقربين ؛ فهو أفضل .

ففي حديث أَنَس رضي الله عنه قال : كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ .
قَالَ أَنَسٌ : فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ : (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا، وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ شِئْتَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَخْ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهِ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ . فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ، وَبَنِي عَمِّهِ . رواه البخاري ومسلم .

قال ابن عبد البر : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الأَقَارِبِ الْفُضَلاءِ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ ؛ لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَشْهَدُ إِلاّ بِالأَفْضَلِ مِنَ الأَعْمَالِ
وَقَدْ قَالُوا : الصَّدَقَةُ عَلَى الأَقَارِبِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ .
وَقَدْ فَضَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّدَقَةَ عَلَى الأَقَارِبِ عَلَى الْعِتْقِ ، بِدَلِيلِ حَدِيثِ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ : كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ فَأَعْتَقْتُهَا ، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : آجَرَكِ اللَّهُ ، لَوْ أَعْطَيْتِهَا إِخْوَانَكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ . اهـ .

ولا أعلم أنه يَجِب شيئا مِن الصدقة المستحبة ، إلاَّ أن يكون إنسان على شَفَا هَلَكَة ؛ فيُتَصَدَّق عليه .

وما ذَكَره بعض أهل العِلْم في قوله تعالى : (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) ، وقوله عزّ وَجَلّ : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) .
قال قَتَادَةَ في قَوْلِهُ : (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) : هَذَانِ فَقِيرَا أَهْلِ الإِسْلامِ، سَائِلٌ يَسْأَلُ فِي كَفِّهِ ، وَفَقِيرٌ مُتَعَفِّفٌ ، وَلِكِلَيْهِمَا عَلَيْكَ حَقٌّ يَا ابْنَ آدَمَ . رواه ابن جرير الطبري .
قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ : (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِالزَّكَاةِ ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُنْفِقُونَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ . وَالْمَحْرُومُ: الَّذِي يُصَابُ زَرْعُهُ أَوْ ثَمَرُهُ أَوْ نَسْلُ مَاشِيَتِهِ ، فَيَكُونُ لَهُ حَقٌّ عَلَى مَنْ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، كَمَا قَالَ لأَصْحَابِ الْجَنَّةِ حِينَ أَهْلَكَ جَنَّتَهُمْ " قَالُوا: (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) . رواه ابن جرير الطبري .

وسبق تفصيل أكثر هنا :
ما هي أنواع الصدقة ومنافعها وأوقاتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5791

ما هي الممتلكات التي يُخرِج عنها الإنسان زكاتها مالاً ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10989

سؤال عن زكاة الأسهم وكيفية حسابها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4657

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعجّلت في إخراج الزكاة ثمّ زاد مالي فهل تِجب الزكاة في تلك الزيادة ؟ راجية العفو إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 19-09-2015 09:42 PM
الصدقة ارملة قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 11-01-2015 02:28 AM
هل يجوز دفع الزكاة للأخت المحتاجة ؟ وهل يجوز تقديم موعد الزكاة ؟ أم سارة إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 21-12-2013 03:05 PM
هل يجوز لي كتابة موضوع وأنوي بأجره لأموات المسلمين ولمن أحبهم ؟ راجية العفو قسـم الأنترنـت 0 24-10-2012 03:08 PM
أمي يا شيخ تُخرج زكاة مالها كلما حال عليه الحول فكيف تُخرجها ؟ولمن ؟ ناصرة السنة إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 06-10-2012 02:59 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى