- هل المؤمن يكره أخاه المؤمن ؟؟ لما لاحظنا وجود بعض الأشخاص هداهم الله يكرهون أخوانهم في الله أما انه ليس من القبيله أو ليس بمستواه المادي كما يزعمون ..؟؟
مانصيحتك لهؤلاء وبارك الله فيك ؟؟
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
قد تقع الكراهية بين المؤمنين ، بل قد يقع التقاتُل بين المؤمنين ، فإن الله تعالى أثبت الإيمان للمُتقاتِلين ، فقال عزّ وَجَلّ : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ثم قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) .
وقد يقع التحاسد والتباغض ، ولذا حذّر الله تبارك وتعالى من وُقوع ذلك ، فقال عزّ وَجَلّ : (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) .
وحذّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا ، وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْض ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لا يَظْلِمُهُ ، وَلا يَخْذُلُهُ ، وَلا يَحْقِرُهُ . رواه مسلم .
ويقع التنافس على الدنيا بين المؤمنين ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم . رواه البخاري ومسلم .
وأما النصيحة فهي في تقوى الله عزّ وَجَلّ ، وفي ترك الشحناء والبغضاء ، فإن هذا مما يُفرِح الشيطان ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بقوله : إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَة . رواه مسلم .
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الشيطان رضي بالتحريش بين الْمُصَلِّين ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان قد أيس أن يَعبده المصلُّون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم . رواه مسلم .
فعلى هؤلاء أن يُفوّتوا الفرصة على عدوّهم اللعين ، وأن لا يفتتحوا أبواب ضلالة ، وأن لا يُقيموا دعاوى جاهلية وعُنصرية ، فإن تلك الدعاوى جاهلية ..