العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس تزكية النفس وما يتعلق بها
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : تزكية النفس وما يتعلق بها
افتراضي امرأة تريد خلع الحجاب ولكن تخاف مِن نظرة الناس . فهل عليها ذنب ، وماذا تفعل ؟
قديم بتاريخ : 05-12-2016 الساعة : 08:43 AM

تريد خلع الحجاب ولكن تخاف من نظرة الناس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخي الفاضل
تقول السائلة إنها تفكر في خلع الحجاب لأنها لم تقتنع به وتشعر أنها تلبسه للناس فقط واحترام العادات ونظرة المجتمع فقط ، وتريد خلعه ولكن تخاف من نظرة الناس ، فهل عليها ذنب ، وماذا تفعل ؟
جزاكم الله خير الجزاء

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

على المسلم والمسلمة الانقياد والتسليم لِمَا جاءت به الشريعة ، سواء اقتَنَع أو لم يَقتَنِع ؛ لأنه عبدٌ لله ، والعبد لا يَعتَرِض على مولاه .

ولأنه لا ثَبَات على الإسلام إلاّ بالانقياد والتسليم للنصوص .
قال الإمام الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة : ولا تثبت قَدم الإسلام إلاَّ على ظهر التسليم والاستسلام.
قال ابن أبي العز : أي : لا يثَبت إسلام مَن لم يُسَلِّم لِنُصوص الوحيين ويَنقاد إليها ولا يَعترض عليها ولا يُعارضها بِرأيه ومَعْقُولِه وقِياسه . روى البخاري عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال : مِن الله الرسالة ، ومِن الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم . وهذا كلام جامع نافع . اهـ .

والفرائض والواجِبات بِخلاف مُراد النفس ، وهي بِخلاف الْهَوى .
ورَحِم الله سَلَف هذه الأمة إذ كانوا يُخالِفون ما تَمِيل إليه نفوسهم.
قال محمد الكندي : سمعت أشياخنا يقولون : إذا عَرَض لك أمْرَان لا تدري في أيهما الرشاد ، فانظر إلى أقربهما إلى هواك فَخَالِفة ، فإن الحق في مخالفة الهوى .

والمسلم ليس له خِيار في أداء ما افترض الله عليه ، كما قال الله تبارك وتعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا)
فالإنسان أمام أمْرَين :
إمّا أن يَلتَزِم ما أُمِر به ؛ فذاك المؤمن ، وإما أن يردّه ولا يَلتَزِم به ، فذاك العاصي ، وفي الآية السابقة : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) .
قال ابن كثير في تفسير الآية السابقة :
فهذه الآية عامّة في جميع الأمور ، وذلك أنه إذا حَكَم الله ورَسوله بِشيء ، فليس لأحد مُخالفته ، ولا اختيار لأحَدٍ هاهنا، ولا رأي ولا قَول . اهـ .

والمؤمن يُذْعِن وينقاد لله تعالى ولِشَرْعه ، كما قال عزَّ وجَلّ : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فهذا حُكْم اسْم الإيمان إذا أُطلِق في كلام الله ورسوله ، فإنه يتناول فعل الواجبات ، وترك الْمُحَرَّمَات . ومَن نَفَى الله ورسوله عنه الإيمان ، فلا بُدّ أن يكون قد تَرك واجِبا ، أو فَعل مُحَرّما ؛ فلا يدخل في الاسم الذي يَستحق أهله الوعد دون الوعيد ، بل يكون من أهل الوعيد .
وكذلك قوله تعالى : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) .
قال محمد بن نصر المروزي : لَمّا كانت المعاصي بعضها كُفر وبعضها ليس بِكُفر ، فَرّق بينها ، فجعلها ثلاثة أنواع : نوع منها كُفر ، ونوع منها فُسوق وليس بِكُفر ، ونوع عصيان وليس بِكُفر ولا فُسوق . وأخبر أنه كَرّهها كلها إلى المؤمنين . ولَمّا كانت الطاعات كلها داخلة في الإيمان ، وليس فيها شيء خارج عنه لم يُفَرِّق بينها فيقول: حَبَّب إليكم الإيمان والفرائض وسائر الطاعات ، بل أجْمَل ذلك فقال : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ) ، فَدَخَل في ذلك جميع الطاعات ؛ لأنه قد حَبَّب إلى المؤمنين الصلاة والزكاة وسائر الطاعات حُبّ تَدَيّن ؛ لأن الله أخبر أنه حَبَّب ذلك إليهم وزَيّنه في قلوبهم ؛ بِقَوله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ) ويَكرهون جميع المعاصي : الكُفر منها والفُسوق وسائر المعاصي كَرَاهة تَدَيّن ؛ لأن الله أخبر أنه كَرّه ذلك إليهم ... وتَكْرِيهه جميع المعاصي إليهم يَستلزم حُب جميع الطاعات . اهـ .

واتِّبَاع الهوى يَقود إلى الرَّدَى .

ومِن تلاعب الشيطان ببعض الناس : أنه يُسوّل لهم أن هذا الفعل لا يُراد به وجه الله ، مِن أجل أن يَترك الإنسان الفرائض شيئا فشَيئا ، حتى ينسَلِخ مِن الدِّين . نسأل الله العافية ، ونعوذ بالله من الخذلان .

وعلى المسلمة الالتزام بِما جاء في الشريعة ، وأن تَحمَد الله أن جَعَلها مُسلِمة ؛ فهذه النِّعمة العُظْمَى ، والْمِنّة الكبرى ؛ فإن أعظم نِعمة يَمُنّ الله بها على الإنسان أن يَجعله مُسلِمًا ، ومِن أعظم النِّعم : أن يُحبِّب الله إلى المسلم والمسلمة الإيمان ويُزيّنه في قلوبهم ، وأن يُكرِّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، كما قال ربّ العِزّة سبحانه : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .

والله أحقّ أن يُخشَى وأن يُخاف منه .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) .
وقال الله تبارك وتعالى : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
قال الإمام البغوي : ولم يَخف في الدِّين غير الله ، ولم يترك أمْر الله لِخَشية غَيره . اهـ .
وقال الحافظ ابن كثير : (وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ) أي : ولم يَخفْ إلاّ مِن الله تعالى ، ولم يَخشَ سِواه . اهـ .

ولأن الله هو الذي بيده النفع والضرّ ، فهو أحقّ أن يُخشى ويُخاف منه .
قال الفضيل بن عياض : إن خِفتَ الله لم يَضرّك أحد ، وإن خِفتَ غير الله لم ينفعك أحد . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .

ولأن الطاعة علامة الْمَحبّة ..
قال يحيى بن معاذ الرازي : على قَدر حُبك لله يُحبك الْخَلق ، وعلى قَدر خَوفك مِن الله يَهابك الْخَلق ، وعلى قَدر شُغلك بأمْر الله يُشغَل في أمْرِك الْخَلق . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .

ولأن الاعتراض على الشرع ميراث إبليس !
قال ابن الجوزي : ليس المؤمن بالذي يُؤدي فرائض العبادات صورةً ، ويتجنب المحظورات فحسب ! إنما المؤمن هو الكامل الإيمان ، ولا يَختلج في قلبه اعتراض ، ولا يساكن نفسه فيما يَجري وسوسة ، وكلما اشتد البلاء عليه ، زاد إيمانه ، وقَوِي تسليمه ، وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثرًا ، وسِره لا يتغير ؛ لأنه يعلم أنه مملوك ، وله مالك يتصرّف بِمُقتضى إرادته . فإن اختلج في قلبه اعتراض ، خَرَج مِن مقام العبودية إلى مقام المناظرة ، كما جَرى لإبليس . اهـ .

وطِيب العيش مع التسليم لله عَزّ وَجَلّ .
قال ابن الجوزي : أطيب العيش عيش من يعيش مع الخالق سبحانه .
فإن قيل : كيف يعيش معه ؟
قلت : بامتثال أمره ، واجتناب نَهْيه ، ومُراعاة حدوده ، والرضا بِقضائه ، وحُسن الأدب في الْخَلوة ، وكثرة ذِكره ، وسلامة القلب من الاعتراض في أقداره . اهـ .


فعلى هذه الأخت : أن تصبِر وتُصابِر على طاعة الله ، ولا يتلاعب بها الشيطان ، فيُزيِّن لها القبيح .

وسبق الجواب عن :
أريد أن أرتدي الحجاب ولا أقدر . الشيطان يوسوس وامتنع عن لبسه . فماذا أفعل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7669

غير ملتزمة بالحجاب لأنني غير مقتنعة ؟ فهل أُعتبر آثمة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=883

هل يأثم مَن يقول : هذه الفتوى لن أعمل بها لأني غير مقتنع ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3479

هل مَن أنكر وجوب الحجاب للمرأة يعتبر كافرا خارج من الملة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3858

الرد على موضوع (أدلة عدم وجوب تغطية الوجه)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7298

ما الراجح في حكم تغطية وجه المرأة أو كشفه أمام الرجال الأجانب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10270

ما هو اللباس الشرعي للمرأة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1228

ما حكم لبس الحجاب الغير الشرعي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4954

نرجو منك النصيحة لأخت تَخَلَّت عن حجابها واتخذت لنفسها خدينا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7962

ما رأيكم بالموضوعات التي تدخل مِن مدخل ضيق على أساس العقيدة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9723

ما حكم نشر صور أعلام بعض الدّول وفي تلك الأعلام صليب ؟ وردّ الفتاوى بحجة عدم الاقتناع ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13979

الحجاب عادة ...
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1888

يا أُخيّـه .. إن الله اصطفاكِ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6406

وأين مكوكبها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1133

خُطبة جمعة عن .. (اتِّباع الهوى)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12732

والله تعالى أعلم .


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفعل الخير دائما من أجل الله ولكن مرة فعلته من أجل نظرة الناس ، فما حكم ذلك ؟ عبد الرحمن السحيم تزكية النفس وما يتعلق بها 0 07-11-2016 09:02 AM
تقدّم لها خاطِب وهي غير موافقة ولكن أهلها موافقون فماذا تفعل ؟ راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 06-11-2012 10:59 PM
تريد تعويد طفلها على صلاة الجماعة لكنها تخاف عليه مِن الخطف راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 04-10-2012 10:55 AM
فتاة تريد أن تتحجب ولكن تخشى مِن أهلها راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 26-02-2010 11:45 PM
ابنتها عمرها 12 وورثت من والدها مال تريد تحافظ عليه ماذا تفعل؟ راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 11-02-2010 01:38 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى