[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من إدارة المنتدى عرض سؤالي للشيخ اليوم لأني أريد الجوب في أسرع وقت
أسأل الله العظيم أن يجزي صاحب المنتدى خيرا ويجمعه مع الحبيب صلاة ربي وسلامه عليه في الفردوس الأعلى وأن يجزي الله الشيخ عبد الرحمن خيرا ويفرج عليه كربة من كرب يوم القيامة
ويجمعه مع الحبيب صلاة ربي وسلامه عليه في الفردوس الأعلى
أود من الشيخ توجهي ونصحي لأني في حيرة من أمري أنا فتاة ابلغ من العمر 21 عاما أصبحت أعاني من وسواس قهري الكثير ينظرون للتصرفات بأني مجنونة أصبحت لا أجلس على الأرض حتى أنظر إليها هل هي نظيفة أصبحت لا أمسك الأطفال ولا ألاعبهم مع أنني أحبهم أصبحت لا أفرح بشيء جديد حتى أرى أني أكره أشتري ملابس جديدة وأرى فيه لون بني وإذا سالت والدتي قالت لي بأنه صبغة الملابس ..
لا أدري هل أصدق والدتي أم لا ؟
تعبت كثيرا من تبديل وغسل ملابس بشكل يومي أحيانا أغتسل بشكل يومي والسبب أني أشك بنزول المني ولكن ما ينزل مني ليس به صفات المني وإنما هو أقرب للودي أو المذي
يا شيخ أرجوك هل تصرفاتي تدل على أنه وسوسة ؟ وهل كل ما أراه من بقع لا أعلم هل هي نجسة أم طاهرة ؟ هل أبني أن الأصل في كل شيء الطهارة ؟
أرجوك جاوبني جزاك الله خير




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذه وسوسة وتشديد على النفس ، والدِّين لا يأتي بمثل هذا التشديد .
والأصل في الأشياء الطهارة ، ومَن شكّ في طهارة شيء فإنه يبين على اليقين ، وهو الطهارة ، واليقين لا يزول بالشَّكّ .

روى الإمام مسلم من طريق عن أبي وائل قال : كان أبو موسى يُشدِّد في البول ويبول في قارورة ويقول : إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جِلْد أحدهم بَول قَرَضَه بالمقاريض . فقال حذيفة : لوددت أن صاحبكم لا يُشدِّد هذا التشديد ، فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم ، فَبَالَ فانتبذت منه ، فأشار إلي فجئت فَقُمْتُ عند عقبه حتى فَرَغ .
ورواه البخاري مُختَصَرًا .
قال الإمام النووي : مقصود حذيفة أن هذا التشديد خلاف السنة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بَالَ قائمًا ، ولا شك في كَون القائم مُعَرَّضا للرَّشيش ، ولم يَلْتَفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الاحتمال . اهـ .

والأصل في الملابس الجديدة أنها نظيفة وطاهرة ، ولا يُلتفت إلى احتمال النجاسة .
ولا يجوز غَسْل الملابس لِمُجرّد احتمال التنجيس ، ولا الاغتسال لِمُجرّد احتمال المني ؛ لأن الطهارة يقين ، واليقين لا يَزول بالشّكّ . ولأن هذا الفِعْل يفتح باب وسواس .
وما يكون مع المرأة باستمرار هو رطوبة ، والرطوبة طاهرة ، وهي تنقض الوضوء إذا ظَهَرَتْ وجَاوَزَت الموضع .
وسبق تفصيل أكثر هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=236

ولا يُلتفت إلى احتمال تنجيس الأطفال إلاّ أن تكون النجاسة واضِحة .

ولا إلى احتمال تنجّس الملابس بِدم الحيض .

قالت عائشة رضي الله عنها : كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبِيتُ فِي الشِّعَارِ الْوَاحِدِ وَأَنَا حَائِضٌ طَامِثٌ ، فَإِنْ أَصَابَهُ مِنِّى شَيْءٌ غَسَلَ مَكَانَهُ ، وَلَمْ يَعْدُهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ وَإِنْ أَصَابَ - تَعْنِى ثَوْبَهُ - مِنْهُ شَيْءٌ غَسَلَ مَكَانَهُ وَلَمْ يَعْدُهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وقال مجاهد : المرأة الحائض تُصَلّي في ثيابها التي تَحيض فيها إلاَّ أن يُصيب شيئا منها دم فتَغْسِل مَوضع الدم . رواه الدارمي .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد