|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رواء
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
بتاريخ : 04-03-2010 الساعة : 07:44 AM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
ورقة بن نوفل رحمه الله مات قبل أن يُؤمَر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة والبلاغ ، ويدلّ عليه حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي ، وفيه : حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاء ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ : اقْرَأْ ، قَالَ : مَا أَنَا بِقَارِئ . قَالَ : فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، قُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ) ، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ : لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : كَلاّ وَاللَّهِ ، مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ ، وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ ، فَيَكْتُبُ مِنْ الإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : يَا ابْنَ عَمِّ ، اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : يَا ابْنَ أَخِي ، مَاذَا تَرَى ؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى ، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا ، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ . رواه البخاري ومسلم .
وهنا لم تَكَن الدعوة إلى الإسلام ، ولا أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ .
وأما ورقة فهو مؤمن ، إلاّ أنه لا يصحّ أن يُقال عنه : إنه أوّل مَن آمن مِن الرجال .
وفي الحديث : لا تَسُبُّوا وَرَقة ، فإني رأيت له جَنَّة أو جَنَّتَين . رواه الحاكم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخَرِّجَاه . وصححه الألباني .
ولا خِلاف في أن ورقة آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما الخلاف في كونه صحابيا .
وقد اختُلِف في إثبات الصُّحبة له .
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة ورقة بن نوفل ، وذَكَر قوله للنبي صلى الله عليه وسلم : يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا حين يُخرِجك قومك . وفي أخره : ولم ينشب ورقة أن تُوفي . فهذا ظاهره أنه أقرّ بنبوته ، ولكنه مات قبل أن يَدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام ، فيكون مثل بَحيرا ، وفي إثبات الصحبة له نظر . اهـ .
ويُقال فيه مثل ما قيل في شأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، وإن لَقي النبي صلى الله عليه وسلم في السماوات .
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|